تم تأسيس معهد INSS باسم "مركز الدراسات الاستراتيجية" في عام 1977 رسميا، وهو جزء من جامعة تل أبيب. أنشئت النواة الأولى للمركز بعد حرب تشرين/ أكتوبر 1973، واعتباراً من العام 1983 اتخذ لنفسه تسميته الحالية باسم عائلة جافي (يافيه) اليهودية التي ساهمت، وما تزال في دعم أنشطته وفعالياته. وفي عام1983 قامت إدارة المركز بتغير اسمه إلى "مركز جافي للدراسات الإستراتيجية"، ولاحقاً في تشرين الاول / أكتوبر2006 ، غيّر مركز جافي اسمه أيضا ليصبح اسمه "معهد دراسات الأمن القومي" ، ذلك بعد أن حصل المعهد الوطني للدراسات الأمنية على الاستقلال رسميًا عن جامعة تل أبيب. بالإضافة إلى ذلك، نقلت المساهمة من فرانك لوي، INSS إلى مبنى مجدد بالقرب من جامعة تل أبيب في شارع حاييم لفانون 40 تل أبيب.
عقد المركز أول يوم دراسي له خلال شهر آب/ أغسطس 1974، حيث دعا مجموعة من العسكريين والأساتذة والخبراء في شؤون الكيان الاسرائيلي المؤقت والمنطقة العربية والصراع من عدة جامعات إسرائيلية وغربية وأميركية، والمُلاحظ أنه كان معنياً بإفساح المجال لطروحات مختلف التيارات الإسرائيلية (الحمائم والصقور) بحسب المصطلح الإسرائيلي. وكان من أبرز الشخصيات المتطرفة البروفسور الصهيوني الأميركي هانز مورغنثاو (الذي سبق وعمل مستشاراً غير رسمي في رئاسة الحكومة الإسرائيلية) ومن مواقفه عدم خضوع إسرائيل للانسحاب الى حدود 4 حزيران / يونيو 1967، لان خضوعها سيجعل زوال إسرائيل من الوجود مسألة وقت، بحسب صحيفة معاريف 9 /8/1974.
كان وزير خارجية اسرائيل الاسبق "أبا ايبان" من أوائل المؤيدين لإنشاء هذا المركز، وكان أول رئيس للمجلس الدولي لأمناء المركز.
ذكر تقرير نشرته مجلة "هعولام هزيه" العبرية في 14 آب/أغسطس 1974 أن " مركز جافي يعمل بوحي من السلطات الحكومية ويقوم بالدعاية لها". والأهم من هذا هو ما يقدمه المركز إلى صانعي القرار الإسرائيلي من معطيات تمكنهم من الاطلاع التفصيلي على المواضيع المدروسة.
وحول طبيعة المركز وهويته واهتماماته من وجهة نظر أحد رؤسائه "أهرون ياريف" وهو الأب المؤسس لمركز الدراسات الاستراتيجية وترأس المعهد حتى وفاته في عام 1994 ( لواء احتياط ورئيس سابق لشعبة الاستخبارات العسكرية) ويقول ياريف في مقابلة مع صحيفة "عال همشمار" 18 آب/ أغسطس 1978) أن المركز لا يعمل – وفي المستقبل المنظور لن يعمل – في مجال التعليم، فوظيفته هي خدمة التفكير الأمني والخبرة الأمنية لاسرائيل، وباستطاعته ايضا القيام بدراسات حول المشاكل الأمنية للدول الأخرى، والازمات الأمنية الدولية، وليس صعباً معرفة مدى تأثيره على جهاز الحكومة الاسرائيلية. وتابع ياريف: "أن المركز سيعمل من اجل اطلاع الجهاز الرسمي على الأمور الأمنية، وكذلك اطلاع الجمهور والهيئات الشعبية على مثل هذه الأمور وغيرها".
في نشراته الأخيرة، يكرّر مركز INSS القول بأنه يعمل لتدعيم البحث والمساهمة في توسيع حدود المعرفة حول المواضيع الاستراتيجية، وتعزيز الفهم الشعبي والرأي العام حول ما يسمى مسائل الأمن القومي الإسرائيلي، والشؤون الاستراتيجية الشرق أوسطية، وخلال ذلك يسعى المركز الى مخاطبة الاسرائيليين عموماً والقيادات العسكرية والأمنية صاحبة القرار على الصعد الاسرائيلية والدولية واليهودية العالمية. ويأخذ المركز بمفهوم الاستراتيجية بمعناها الواسع، ويعنى بها جملة العمليات الداخلة في تحديد وتعبئة واستخدام الموارد في السلم والحرب. وتحقيقاً لأهدافه يقوم المركز بأبحاث حول مختلف المسائل السياسية والعسكرية والاقتصادية والنفسية والثقافية والاجتماعية في بعدها الاستراتيجي وفي علاقتها بما يسمى "الأمن القومي الإسرائيلي".
كان مركز جافي يعتبر خزان المعلومات الاكاديمي الرئيس لدى الكيان المؤقت في مجال اختصاصه. حيث يحتوي على بنك معلومات ووحدة مكننة ومعلوماتية يخدمان هيئة الباحثين في المركز، وكذلك الأكاديميين والطلاب ومسؤولي الحكومة والمهتمين عموماً.
يتم تمويل مركز جافي عن طريق مبالغ المنح المخصصة له من قبل رابطة الأصدقاء الأميركيين لجامعة تل أبيب، ومن مساهمات اليهود والمنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى حصته من ميزانية جامعة تل أبيب والمبالغ المحصلّة جرّاء التعاقد البحثي ومبيعات الكتب ومواد بنك المعلومات، وغيرها.
المعهد برئاسة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، الجنرال (احتياط) عاموس يادلين، ينشر أبحاثه في جميع أنحاء العالم بما في ذلك الكتب والمقالات الأكاديمية، ووسائل الإعلام، واستخدامها من قبل المسؤولين الحكوميين.
INSS هو دار نشر أيضاً، يقوم بنشر أعمال المعهد في الكتب والمقالات والتقارير والمذكرات الخاصة. ومعظم المنشورات باللغتين العبرية والإنجليزية يتم توزيعها وارسالها الى المشتركين، وصانعي القرار الرئيسيين في الحكومة الإسرائيلية، بالإضافة إلى تحميلها إلكترونيًا على موقع INSS. ويستضيف المعهد ندوات ومؤتمرات حول مواضيع أمنية مختلفة مفتوحة للجمهور مما يسمح لأي شخص بمشاهدتها عبر الإنترنت.
الكاتب: غرفة التحرير