أجرت قناة روسيا اليوم الناطقة باللغة العربية، لقاءاً مع الرئيس السوري بشار الأسد، تم عرضه بالأمس الخميس. وقد تطرق فيه الرئيس الأسد، للعديد من المواضيع والنقاط المهمة، بما يتعلق بسوريا وعلاقاتها بدول المنطقة والعالم، بالإضافة إلى رأيه في المجريات على الصعيدين المحلي والدولي.
وهذه أهم النقاط:
أولاً على الصعيد الدولي:
_ بداية الحلقة كانت، حول سبب تأييد الدولة السورية للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. والذي يعود إلى زاويتين من الناحية الإستراتيجية:
1)الأولى كحليف ينتصر في المعركة، وإذا ما انعكس ذلك على موقعه الاستراتيجي في العالم، فبالتالي سيشكل ذلك ربحاً لسوريا.
2)الثانية من خلال إعادة التوازن الدولي المفقود، التي دائماً ما كانت تمثله روسيا. مبيناً أن الحرب التي تواجهها روسيا مع المعسكر الغربي، لا تتعلق بتوسع الناتو حصراً كما يظن البعض، بل هي تاريخية منذ ما قبل الحرب العالمية الأولى وصولاً إلى اليوم.
_ بدية نظام القطب الواحد العالمي، كانت ما بعد الحرب العالمية الثانية، والتي تجسدت بمؤتمر بريتون وودز، الذي جعل من الدولار قائد العالم من الناحية النقدية، بما جعله أهم أو موازي بالأهمية من الجانب العسكري، وبالتالي فإن لم تعكس العملية نتائج اقتصادية، واستمر الدولار حاكماً للاقتصاد العالمي، فإن النظام العالمي لن يتغير. واصفاً هيمنة الدولار بالسرقة الأمريكية، فبعدما كان يعبّر عن رصيد من الذهب، بات ورقة ليس لها قيمة لكنها تستطيع شراء كل ما تريد من العالم. كما أن زيادة أمريكا لسعر الفائدة، تسببت بانخفاض كلّ العملات الأخرى انخفضت، ما أدى إلى تأثر الدول الأضعف اقتصاديا. مؤكداً أن الدولار هو وسيلة أمريكا في تنفيذ الحصار على الدول والشعوب، وأنها من دونه لن تبقى دولة عظمى.
_وعن موضوع الشبه، ما بين وضع روسيا مما تعيشه اليوم ووضع سوريا، فقد بين الرئيس الأسد أن هذا لم يعد ينفع، لأن حاجات الدول لم تعد تأتي من الغرب، وخاصة بالنسبة لروسيا والصين.
ثانياً الوضع المحلي:
_ تعود المشكلة الاقتصادية في سوريا، الى عدة أسباب:
1)الحصار.
2)الخطط الحكومية الداخلية والإدارة والفساد.
3)الشركات وعلاقتها بالوضع الاقتصادي العام.
4)عادات المواطنين التي تساهم أحياناً سلباً وإيجاباً في الوضع الاقتصادي.
_ ركزت سوريا خلال الحرب أكثر على مكافحة الفساد، لأنّ الحرب ستضعف مؤسسات الدولة، وعندها سينتشر الفساد بشكل أكثر. مؤكداً على وجود عقبات في طريق ذلك، لكن العملية تتم بطريقة منهجية، كتوجه سياسي، اقتصادي، إداري.
_ الأمل الذي تم طرحه في شعار حملته الانتخابية، هو عنوان للحل وليس الحل. وقد جاء لكي يكون بديلاً للإحباط عند المواطنين، والذي يمكن تأمينه إلا من خلال الأدوات، التي لو لم تكن موجودة لانهارت الدولة. كاشفاً بأن الطبابة والتعليم في سوريا ما يزالوا يقدمون مجاناً، بالإضافة الى استمرار وجود الدعم، بالرغم من كل الظروف التي تؤدي الى تضاؤل نسبتها. مشيراً الى حالة النمو في المنشآت الاقتصادية، لمواطنين يحبّون بلدهم، ولذلك يجازفون بالاستثمار فيه رغم الظروف السيئة.
_ من خلال دراسة عوائق الإنتاج، تبين أن العنصر الأهم هو الكهرباء، ولذلك سيكون هناك العام الحالي تحسن تدريجي في هذا القطاع، والذي سينعكس أيضاً على الإنتاج.
_ مشكلة اللجنة الدستورية في أن هناك طرف سوري وآخر معيّن من تركيا (وبالتالي فهو تركي)، ويجب أن يبحثوا في وضع دستور لسوريا. مؤكداً على احترامه لأي دستور يحظى بموافقة الشعب.
_ التأكيد على أهمية التنوع في المجتمع السوري، لكن مع التمسك بوحدة أراضيها ومنع حصول أي تقسيم وفدرلة.
_ حلً موضوع طرد قوى الغزو والاحتلال الأجنبي، وإنهاء حكم عملائه هو بالمقاومة الشعبية. وفي الأماكن التي يتواجد فيها الجيش السوري سيكون إلى جانب هذه المقاومة، كما حصل منذ عامين مع الجيش التركي.
_ إدلب هي أرض محتلة خاضعة للخطط العسكرية والسياسية السورية من أجل التحرير. وهذا الموضوع محسوم، فأي أرض محتلة من قبل التركي أو الإرهابي، سيتم تحريرها مع الوقت.
_إعادة الإعمار بشكلها الواسع، يقف في وجهها العقوبات الغربية على الشركات التي قد تشارك، لذلك يتم الاستعاضة عنه بإعادة الإعمار في الإطار الضيق.
ثالثاً الوضع مع الدول العربية:
_ سوريا لم تبدّل مواقفها تجاه الدول العربية، ومعظم هذه الدول الأخيرة خلال الحرب، كانوا يقفون إلى جانب سوريا معنوياً.
_ الوزن الوحيد للقمة العربية المقبلة هو أنها ستعقد في الجزائر، التي تربطها بسوريا علاقة ثابتة منذ الاستقلال عن فرنسا.
_ سوريا لم تترك الجامعة العربية لكي تعود إليها، بل علّقت عضويتها. لكن ما قيمة عودة عضوية سوريا في هذه الجامعة، إذا ما استمرت الأخيرة في عدم دفاعها عن الدول العربية التي تتعرض للعدوان، وان لم تحقق آمال الشعب العربي.
_ التأكيد على الاستعداد لزيارة أي بلد عربي، وأن منهج الحوار هو الأفضل.
_ الاستعداد للمساعدة في إيجاد التقارب ما بين الجمهورية الإسلامية في إيران والسعودية.
_ التزام الرئيس السوري بموقف بلاده التاريخي، برفض التطبيع قبل تحصيل الشعوب والدول العربية لحقوقها.
الكاتب: غرفة التحرير