اتفاقية التجارة: غزو اسرائيلي لاقتصاد الامارات

ضمن مساعيها المتواصلة للاستحواذ على لقب "عرّابة إسرائيل في الخليج"، وبعدما كانت البلد الخليجي الأول الذي وقّع اتفاقية التطبيع مع كيان الاحتلال، وقّعت الامارات اتفاقية تجارية مع "إسرائيل" تعد الأولى من نوعها بين الأخيرة وبلد عربي، "تستهدف مع مرور الوقت زيادة حجم التجارية السنوي إلى ما يقارب 10 مليارات دولار".

الاتفاقية التي وقعها عن الجانب الإسرائيلي وزيرة الاقتصاد والصناعة، أورنا باربيفاي، وعن الجانب الاماراتي وزير الاقتصاد عبد الله بن طوق المري، استمرت بها المفاوضات لفترة طويلة نسبياً، كانت العلاقات بين الجانبين قد شهدت توتراً على غير صعيد خاصة بعدما كانت الامارات تُقصف مراراً من قبل قوات صنعاء، ولم تلقَ دعماً عسكرياً وأمنياً لازماً على الرغم من ان زيارة رئيس كيان الاحتلال اسحق هرتسوغ كان أحد زائري الامارات عند اختراق صاروخ يمني سماء أبو ظبي. إضافة لإيقاف مشروع خط الأنابيب الذي يمر من الخليج إلى أوروبا عبر مدينة ساحلية فلسطينية محتلة، تذرعاً بحماية البيئة البحرية منتصف عام 2021.

وتقضي الاتفاقية برفع التعريفات الجمركية عن 96% من البضائع، مع توقعات بوصول حجم الشراكة الاقتصادية بين الطرفين إلى أكثر من 10 مليارات دولار في غضون 5 سنوات، فيما أعلنت وزارة الاقتصاد الإسرائيلية ان "الاتفاقية ستلغي التعريفات الجمركية على المواد الغذائية والزراعية ومستحضرات التجميل والمعدات الطبية والأدوية".

وحسب زعم وزير دولة الإماراتي للتجارة الخارجية ثاني بن أحمد الزيودي فإن الاتفاقية كتبت "فصلا جديدا في تاريخ الشرق الأوسط ستعمل على تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين وتسريع وتيرة النمو والمساهمة في بدء حقبة جديدة من السلام والاستقرار والازدهار".

دبي مركزاً للشركات الإسرائيلية

رئيس مجلس الأعمال الإماراتي-الإسرائيلي دوريان باراك أشار إلى ان "التجارة بين الجانبين ستبلغ 2 مليار دولار في عام 2022، وترتفع إلى حوالي 5 مليارات دولار في 5 سنوات، مدعومة بالتعاون في قطاعات الطاقة المتجددة والسلع الاستهلاكية والسياحة وعلوم الحياة".

مضيفاً "لقد أصبحت دبي بسرعة مركزًا للشركات الإسرائيلية التي تتطلع إلى جنوب آسيا والشرق الأوسط والشرق الأقصى كأسواق لسلعها وخدماتها...حوالي 1000 شركة إسرائيلية ستعمل في ومن خلال الإمارات العربية المتحدة بحلول نهاية العام". بعد ان وصل -وفق بيانات رسمية إسرائيلية- حجم التبادل التجاري الاماراتي-الإسرائيلي عام 2021، إلى 1.2 مليار دولار.

صحيفة غلوبس الإسرائيلية، وفي معرض تعليقها على زيارة الرئيس الإسرائيلي اسحق هرتسوغ بداية العام الحالي إلى الامارات، قالت "إن أهم الأخبار عن زيارة الرئيس الإسرائيلي للإمارات لا تتعلق بالدبلوماسية أو الدفاع، بل بالمبالغ الضخمة التي تخطط أبو ظبي لاستثمارها في إسرائيل. واستنادا لمصادر فإن أبو ظبي ستستثمر 10 مليارات دولار في الشركات الإسرائيلية"، وفق ما أشارت الصحيفة.

ووفق الصحيفة فإن "أبو ظبي كانت تنتظر لترى كيف تتطور العلاقات بالحكومة الإسرائيلية الجديدة، وإلى حين صدور نتائج المناقصة لشراء ميناء حيفا، والتي تتنافس فيها شركة إماراتية".