على وقع سقوط الصواريخ ومشاهد التهام النيران للمنشآت الحيوية، استقبلت الامارات رئيس كيان الاحتلال يتسحاق هرتسوغ في زيارة تحمل عنوان "مستقبل الشراكة الكاملة" بين الجانبين وربما تثبيت التعاون في مواجهة "الخطر الداهم" الذي بات يقض مضجع الحليفين مع قدرة وصول الصواريخ اليمنية إلى إيلات في فلسطين المحتلة حسب ما أكدت وسائل اعلام إسرائيلية.
كان استقبال هرتسوغ استثنائياً، حيث تزامن مع تنفيذ قوات صنعاء بعملية "إعصار اليمن الثالثة" وصلت إلى العمق الاماراتي، وفق ما أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع. والذي أشار إلى انه قد "تم ضرب أهدافٍ نوعية ومهمة في إمارة أبو ظبي بعددٍ من صواريخ "ذو الفقار" البالستية، كما تم ضرب أهدافٍ حساسةٍ في إمارة دبي بعددٍ من الطائرات المسيرة نوع صماد 3". مؤكداً على ان "دويلة العدو الإماراتي ستظل غير آمنة ما دامت أدوات العدو الإسرائيلي فيها مستمرة بالعدوان علينا"، داعياً المواطنينَ والمقيمين والشركات إلى الابتعاد عن المنشآت الحيوية، لكونها عرضةً للاستهداف".
هذه الضيافة التي أعرب هرتسوغ عن شكره لها و"لحفاوة الاستقبال" تحمل العديد من الأبعاد يمكن تلخيصها بالتالي:
-إصرار الجيش واللجان الشعبية على تنفيذ العملية خلال الزيارة رغم قدرتهم على تأجيلها، تعني أن المعني الأول برسالة الصواريخ هي "إسرائيل" نفسها، وبالتالي التوجه بالخطاب إلى الأصيل لا إلى الأدوات.
-ان تعويل الامارات على كيان الاحتلال لإنقاذها من الضربات اليمنية هو تعويل خاو. فالأخير لا يملك ما يقدمه كي يحيّد أبو ظبي عن العمليات العسكرية حتى لو كان رئيس الكيان بشخصه موجود ضمن دائرة الاستهداف.
-توقيت تنفيذ العملية يحدده اليمنيون وحدهم، وبالطريقة التي يروها مناسبة. ولا يؤخرهم عن ذلك المحادثات والتفاهمات التي تجري في الغرف المغلقة.
بالمقابل، يمكن وضع هذه الزيارة في الاطار الرمزي أكثر مما يمكن التعويل عليه في الاطار العملي، نظراً لمحدودية الصلاحيات التي يتمتع بها رئيس الكيان. وهذا ما يضع كل التطمينات والدعم الذي أبداه هرتسوغ في إطار لا يرقى لمستوى التعاون الردعي لإنقاذ أبو ظبي من الاستهداف الذي لن يتوقف إلا مع توقف كل العمليات العدائية للإمارات في البلاد. فيما تم البحث خلال اللقاء بما يخص "جوانب التعاون في ضوء اتفاق السلام الإبراهيمي الذي وقّعه البلدان خلال عام 2020 إضافة إلى عدد من الموضوعات والقضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك". كما تم تناول "الفرص المتوافرة لتنمية التعاون على جميع المستويات خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتنموية إضافة إلى التكنولوجيا والصحة وغيرهما»،
من جانبها، قالت وسائل اعلام إسرائيلية إن «ولي عهد أبوظبي أعرب عن شكره لهرتسوغ على الدعم الذي أبدته إسرائيل للإمارات» عقب هجمات الجيش واللجان التي تندرج في إطار الرّد على المجازر التي ترتكبها الامارات. حيث قال ابن زايد إن "موقف إسرائيل يوضح وجهة نظرنا المشتركة في ما يتعلق بالتهديدات التي يتعرض لها استقرار المنطقة والسلام".
الكاتب: غرفة التحرير