وقع مساء الأمس الأربعاء، انفجار ضخم في مستودع أسلحة لفصيل "فيلق الشام" الذي تدعمه تركيا، في مخيم "بابسقا" في ريف إدلب الشمالي. وقد أدى هذا الانفجار الكبير، إلى مقتل وإصابة العشرات من مسلحي فيلق الشام جرّاء تطاير القذائف والصواريخ، كما أدّى إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيين النازحين ضمن عدد من المخيمات والقرى القريبة من المنطقة.
ووردت أنباء تفيد عن سقوط صاروخين أيضاً، ضمن الحدود التركية جراء هذا الانفجار، دون أن تذكر أي معلومات حول سقوط إصابات تركية. وشارك عدد كبير سيارات الإسعاف، في نقل جثث القتلى والإصابات إلى المشافي الميدانية في شمالي إدلب، من دون ان يعلن الفصيل عن أي حصيلة دقيقة لعدد القتلى والمصابين، بسبب رفضه الكشف عن خسائره.
أما عن أسباب هذا الانفجار، فقد تضاربت المعلومات حولها، فمنهم من ذكر بأن الاستهداف قد تم بطائرة مسيّرة مجهولة الهوية. فيما وردت رواية أخرى، تتحدث عن استهداف روسي لهذا المخزن، بصاروخ أطلق من البحر، أثناء تواجد عشرات الإرهابيين فيه. مضيفةً بأن هذه الضربة كانت بمثابة رسالة ميدانية لتركيا، التي تدعم الجيش الأوكراني والتي تهدّد منذ فترة عبر مسؤوليها بشن عملية في منطقة شمالي سوريا، لإقامة منطقة آمنة بمسافة 30 كم، التي كانت طائراتها المروحية تحلق بكثافة في تلك المنطقة قبل وقوع الضربة، لكنها لم تستطع التحليق في أجوائها، إلا بعدما تأكدت من توقف وتطاير الصواريخ والقذائف، وبدأت بعملية مسح وتصوير للمنطقة. وكشف أصحاب هذه الرواية أيضاً، بأن المخزن كان يحتوي على منظومات صواريخ ضد الدروع من نوع "جافلين" أمريكية الصنع، والتي هربت من أوكرانيا، وتباع للعناصر والجماعات الإرهابية في إدلب بحوالي 15 ألف دولار، بينما يبلغ سعرها الحقيقي 178 ألف دولار أمريكي.
فصيل "فيلق الشام"
_ هو تحالف لجماعات تكفيرية تشكل في آذار / مارس من العام 2014، ويضم 19 مجموعة مختلفة، بعضها كان ينتسب سابقًا إلى جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، ومجلس دروع الثورة.
_ تركزت عمليات هذا الفصيل بداية، من محافظة حلب وصولاً إلى العاصمة دمشق، لكنها عادت وحصرت ذلك في محافظات إدلب وحماة وحمص. وكان هذا الفصيل يهدف إلى توحيد المجموعات غير المنتمية إلى تنظيم القاعدة في سوريا. وبعد تشكيله شارك في معركة مورك وخان شيخون في العام 2014.
_ نأى الفصيل بنفسه عند انطلاقته، عن جماعة الإخوان المسلمين، لكي يستفيد من التمويل والدعم السعودي. كما أرسل مجموعة من المستشارين، لدعم ما يسمى بقوات فجر ليبيا التي يُقال بأنها إخوانية الهوى، والتي تتمركز في العاصمة طرابلس، وكانت تقاتل قوات حفتر.
_ في 24 آذار / مارس 2015، انضم الى ما يسمى بـ "جيش الفتح" الذي كانت جبهة النصرة الارهابية من عمدة قواته، والذي دعى الى تشكيله السعودي "عبدالله المحيسني"، وشارك الفيلق معهم في معركة إدلب وما تلاها. وفي 26 نيسان / أبريل 2015، أسس إلى جانب ست مجموعات أخرى في حلب، غرفة عمليات مشتركة تحت اسم "فتح حلب"، والتي هزمت بعد تحرير المدينة من قبل الجيش السوري وحلفائه في كانون الأول / ديسمبر من العام 2016.
_ تلقى دعماً أمريكياً بين عامي 2014 و2016، حيث استلم منهم صواريخ مضادة للدروع من نوع "تاو – BGM-71 TOW "، من أجل المشاركة في العملية ضد تنظيم داعش الوهابي الإرهابي تحت اسم "درع الفرات".
_ أما بالنسبة للعلاقة مع تركيا، فقد شارك في العملية العسكرية في عفرين عام 2018، وكان قائده الرائد ياسر عبد الرحيم، عضوًا رئيسيًا في غرفة عمليات غصن الزيتون التابعة للحملة. كما أن هذا الفيلق هو وكيل تركيا المفضل، لدى رئيسها رجب طيب إردوغان، من بين كل الفصائل الأخرى الموالية لأنقرة. فهو يعدّ بمثابة وكالة التجنيد الأبرز للقوات الأجنبية التي يرسلها أردوغان ضد حلفاء الروس، من شمال إفريقيا حتى القوقاز، وفق تقرير سابق لوكالة فرانس برس، وربما أيضاً الى أوكرانيا.
_ تلقى عدّة ضربات جوية روسية وصفت بالأعنف، بحيث كان يسقط له العشرات من القتلى فيها.
الكاتب: غرفة التحرير