كشف المبعوث الأممي لسوريا "غير بيدرسون"، أن كلاً من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، مستعدتان للانخراط بالحل السياسي في سوريا. مضيفاً بأنه حصل على دعم من مجلس الأمن الدولي، للتقدم في سورياً وفقاً لمقاربة "خطوة بخطوة" بين الأطراف المعنية، من أجل تحديد خطوات تدريجية ومتبادلة وواقعية بدقة، تكون قابلة للتطبيق بشكل متوازي بين جميع الأطراف، بغية الوصول إلى تطبيق القرار الدولي "2254". وأضاف "بيدرسون" أن هناك دعمًا لمبادرته، من قبل العديد من الدول العربية والأوروبية.
أما من الجانب الميداني في سوريا، فأكدّ "بيدرسون" أن مرحلة العمليات العسكرية قد انتهت، خاصةً في ظل وجود جمود استراتيجي استمر لنحو سنتين، بحيث لم تتغير الخطوط (خطوط السيطرة). الأمر الذي سيدفعهم لتجربة مسار جديد، خصوصاً في ظل تغيير أمريكا لسياستها بـ"تغيير النظام" واستبداله بسياسة "تغيير سلوك النظام". معلناً عن إجراءه مناقشات مع الدولة السورية و"هيئة التفاوض"، لترتيب انعقاد جولة جديدة لاجتماعات اللجنة الدستورية الشهر المقبل (شباط)، على أن تعقبها جلسات في كل شهر. فكل تقدم في المسار الدستوري بحسبه، سينعكس إيجاباً على مقاربة "خطوة مقابل خطوة"، والتي ستؤدي بدورها لردم عدم وجود الثقة بين الأطراف المعنية.
لكن هناك الكثير من النقاط، التي تغافل عنها "بيدرسون" في تصريحاته الأخيرة، والتي تشكل عقبات كثيرة أمامه، لن يستطيع تجاوزها بسهولة:
_ أن الدولة السورية والرئيس بشار الأسد، لن يعطوا شرعية ً لأي مشروع تقسيمي للبلد، بل وسيعملون بشتى الطرق والوسائل من أجل إفشال هذه المخططات، من خلال المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الأمريكي في منطقة شرقي الفرات، أو من خلال العمليات العسكرية ضد التنظيمات الإرهابية في مدينة إدلب.
_ أن أي مسار تفاوضي بين روسيا وأمريكا، لن يكون ضد المصالح السورية مطلقاً، لأن هناك التزام روسي واضح وقوي، بأنهم لن يقبلوا ما لا تقبل به القيادة السورية، الممثلة الشرعية والوحيدة للشعب.
_ أما بالنسبة لمقاربته المرفوضة أصلاً في دمشق، والتي عبر عن رفضها بوضوح وزير الخارجية فيصل المقداد، لن يستطيع تطبيقها ولو أيدته كل دول العالم، قبل أن تقبل بها الحكومة السورية.
_ توقف العمليات العسكرية، هو نتيجة طبيعية لسيطرة الدولة على أجزاء كبيرة من مساحة البلاد، وآخرها ما حصل في المناطق الجنوبية وتحديداً درعا. وهذا ما سيستمر حتى تحرير كامل مساحة البلاد، بالمسار العسكري أو السياسي وفق ما تحدده القيادة السورية فقط.
من هو "غير بيدرسون"؟
_ هو دبلوماسي نرويجي، بدأ العمل في وزارة الخارجية النرويجية في العام 1985.
_ في العام 1993، كان عضوًا في الفريق النرويجي لمفاوضات العار في أوسلو، التي جرت بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، والت أعقبها ما عرف باتفاق أوسلو.
_ شغل عدة مناصب في وزارة الخارجية النرويجية، وفي العام 1998، شغل منصب الممثل النرويجي لدى السلطة الفلسطينية.
_عمل لاحقًا في الأمم المتحدة في عدة أدوار، منها الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في جنوب لبنان بين الأعوام 2005 و2007، ثم منسقاً خاصاً للبنان من 2007 حتى 2008. كما تسلم إدارة شعبة آسيا والمحيط الهادئ في إدارة الشؤون السياسية بالأمم المتحدة.
_عاد بعدها إلى وزارة خارجية بلاده، ليعمل كنائب وكيل وزارة الخارجية، ثم شغل منصب سفير النرويج لدى الأمم المتحدة من العام 2012 حتى العام 2017، وسفيراً في الصين من العام 2017 إلى العام 2018.
الكاتب: غرفة التحرير