235 عملاً مقاوماً في القدس والضفة المحتلة خلال 48 ساعة رداً على مسيرة الأعلام التهويدية يوم الأحد 29 أيار / مايو وتصدياً لاقتحام المستوطنين لباحات المسجد الأقصى. شملت فعاليات المقاومة 12 عملية إطلاق نار واشتباك مسلّح، 39 عملية إلقاء العبوات الناسفة، 24 عملية إلقاء زجاجات حارقة ومفرقعات نارية، 106 عملية إلقاء حجارة أو مواجهة بأشكال مختلفة. كان لكتيبتي جنين ونابلس نصيب في اليوم الأول في 55 عملية.
ما هي كتيبة نابلس؟
ظهرت كتيبة نابلس – سرايا القدس بتاريخ 24 أيار / مايو الى العلن، ولا يُعرف عنها الكثير من المعلومات العسكرية الا أن فعلها الميداني - في أسبوع واحد فقط – كفيل بالتعريف عنها وبأثرها على كيان الاحتلال.
كانت انطلاقتها "المباركة" بعمل جهادي "مبارك" أوضحت تفاصيله في بيانها الرسمي الأول حين قالت "لقد تمكن 4 من مجاهدي سرايا القدس - كتيبة نابلس مساء الثلاثاء 24-5-2022م، من نصب كمين محكم لقوات الاحتلال وقطعان المستوطنين الذين اقتحموا قبر يوسف، حيث تحصن اثنان من مجاهدينا على أسطح إحدى البنايات في دخلة شارع عمان بعدما أحدثوا فتحات في أسوار السطح، بالإضافة إلى تمركز مجاهدين آخرين بين الأشجار في الجهة المقابلة منذ الساعة الثامنة من مساء الثلاثاء، حيث انتظروا الوقت المناسب الذي شعر فيه الجنود بالاطمئنان وأمطروهم بزخات الرصاص من مسافة قريبة جداً، وأوقعوا فيهم الإصابات المحققة قبل أن ينسحب مقاتلونا من المكان بسلام". نوعية هذه العملية أعادت الى ذاكرة الاحتلال زمن الكمائن أيام الانتفاضتين.
وتابعت الكتيبة تكثيف نشاطها العسكري عند كل نقاط التماس مع الاحتلال حيث أعلنت في اليوم التالي لظهورها عن استهداف قوات الاحتلال "بوابل من الرصاص" عند مدخل قرية قصرة جنوب شرق نابلس. وفي يوم المسيرة أطلق مجاهدوها النار على حاجز "بيت فوريك" العسكري، وعلى سيارة للمستوطنين قرب نابلس منذ ساعات الصباح الأولى لاستنزاف قواته، فقد استهدفت أيضاً حاجز حوارة.
كتيبة نابلس تؤكد جهوزيتها
أمام تطوّر هيكلية المقاومة في نابلس، يشّن الاحتلال الاقتحامات بهدف تدمير هذه البنية التحتية، وعادة ما يختار ساعات الليل المتأخرة او ساعات الفجر الأولى "تقديراً" بكسب عنصر المباغتة، لكنّ كتيبة نابلس تعلن عن جهوزيتها التامة في التصدّي لتوغّل قوات الاحتلال حيث "استهدف المجاهدون في كتيبة نابلس قرب الساعة الثالثة فجرا (في 31 / 5/ 2022) قوات الاحتلال المقتحمة لمدينة نابلس بصليات مكثفة من الرصاص".
كتيبة نابلس، تأتي استكمالاً وتتويجاً لفعاليات المقاومة (ومنها الارباك الليلي) التي نشطت منذ ما بعد معركة "سيف القدس" لمواجهة التوسّع الاستيطاني في المدينة، وخاصة في "بيتا" (جنوب نابلس). وتلتهم البؤر الاستيطانية (30 بؤرة) والمستوطنات (13 مستوطنة) أراضي نابلس. وفي العام 2019 طمح الاحتلال لتنفيذ مخطط استيطاني يهدف الى بناء 534 وحدة جديدة في إطار توسيع مستوطنة "شفوت راحيل".
مع تنامي كتائب المقاومة تستعيد الضفة الغربية المحتلة دورها الحقيقي ضمن ساحات المواجهة على الرغم من العوائق والظروف الصعبة (التنسيق الأمني، ضغط الاحتلال وتوسّع استيطانه)، والعين على باقي مدن الضفة حيث من المؤكد أن لكتيبة نابلس مثيلات سظهرن قريباً! ليكون الاحتلال في مأزق التعامل مع مجموعات مقاومة منظمة وليس فقط "الأسود المنفردة".
الكاتب: غرفة التحرير