"احسبوها من 92 لليوم لمن يناقش في الإنماء، أنتم تناقشون جهة كانت تقاتل إسرائيل وتقاتل التكفيرين وتحمل 20 ملفاً كبيراً مع ذلك "شوفوا شو عملت بالإنماء في المنطقة من 92 للـ 2018 بكل بساطة استحضروا المنطقة قبل 92 وشوفوا المنطقة اليوم على كل صعيد..."، هذا ما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خلال المهرجان الانتخابي في بعلبك – الهرمل في انتخابات 2018.
فماذا قدّم حزب الله للمنطقة منذ دخوله المجلس النيابي الى اليوم؟
في 16 تموز من العام 2003 تشكلت محافظتي عكار وبعلبك الهرمل بعد إقرار قانون خاص طالبه به نواب كتلة الوفاء للمقاومة في المجلس النيابي. وفي 11 شباط عام 2004 صدر مرسوم يقضي بإنشاء إدارات وأجهزة رسمية تابعة للوزرات في هذه المحافظة. وفي 2 أيار عام 2014 أقر مجلس الوزراء تعيين محافظ لها، وكان العمل على تشكيل هذه المحافظة قد بدأ منذ العام 1996.
الإدارات التي باتت موجودة في بعلبك – الهرمل هي: المنطقة التربوية، مصلحة الزراعة، مصلحة الصناعة، العقارية، المساحة، التنظيم المدني، السحل العدلي، الاقتصاد، الشؤون الاجتماعية. كما قام حزب الله باستحداث بلديات جديدة في المنطقة وانتخاب مجالس بلدية جديدة كما حرص على إنشاء الاتحاديات التي تعنى اليوم بشؤون عشرات البلدات والقرى البقاعية.
وفي مقارنة بين عدد البلديات في المحافظة التي لم تتجاوز الـ 45 قبل العام 1992 فقد ارتفع عددها الى 82 بلدية، وأنشأ 6 اتحادات في قضاء بعلبك واتحاد في قضاء الهرمل بحلول عام 2021. وتوجه حزب الله نحو تطوير تقنيات العمل البلدي كالمكننة والتوجيه والتخطيط والإرشاد. وتنقسم سالمحافظة بعلبك - الهرمل الى قضاءين، قضاء بعلبك وقضاء الهرمل وتمتد مساحتها على ما يقارب 3000 كلم مربع ويبلغ عدد سكانها ما يقار الـ 550 ألف نسمة.
877 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية!
بالتعاون مع مجلس الوزراء وبعض نواب الكتل النيابية الأخرى التي تعمل في المنطقة الى جانب البلديات والإمكانات الذاتية لحزب الله، أُنتج للمنطقة سلسلة من المشاريع التي تتوزع على 12 محور تنموي، بلغت قيمتها المالية 893 مليون دولار بين الأعوام 2010 و2017، يضاف إليها ملايين الدولارات التي خُصصت لمشاريع إنمائية مختلفة. فقد حظيت المنطقة على 751 مليون دولار من ميزانية الوزارات والمؤسسات الرسمية و113 مليون دولار من البلديات والاتحادات البلدية. ودفع حزب الله من ماله الخاص 13 مليون دولار.
350 مليون دولار للطرقات
تم تشغيل حوالي 250 مليون دولار في السنوات العشر الأخيرة بهدف تحسين الطرقات في المنطقة، وما يقارب 100 مليون دولار خصصت للطرقات الداخلية في مختلف البلدات والقرى، وتوزعت مصادر التمويل بين الصناديق الدولية، والتنمية العربية الاقتصادية، وزارة الأشغال، البلديات واتحاد البلديات وحزب الله.
تخفيف مشكلة المياه عن كاهل أهل المنطقة
في البنى التحية سُجلت أيضاً خدمات مهمة، حيث أولى حزب الله اهتماماً خاصاً بتأمين مياه الشفة ونفّذ عشرات المشاريع لتصل المياه الى كل منزل وشارع، وأنفق الى جانب الوزرات والمؤسسات المعنية حوالي الـ 30 مليون دولار في حفر الآبار (أكثر من 20 بئراً) ومد الشبكات (التي حُلت مشكلتها بنسبة 85%) وإنشاء خزانات. في حين كانت قبل 10 سنوات تعاني من أزمة مياه ويضطر أهل المنطقة لشراء المياه، ما يحمّلهم الأعباء المالية. كما عمل حزب الله على تأمين التيار الكهربائي للمضخات لاستخراج المياه من الآبار عبر تركيب مولدات ومَوّل عام 2018 تركيب 11 منظومة طاقة شمسية مع أزمة انقطاع الكهرباء.
رفع ميزانية القطاع الزراعي
تضم محافظة بعلبك – الهرمل نسبة 50% من مجمل مساحة الأراضي الصالحة للزراعة في لبنان و70% من أهلها يعتمدون في معيشتهم على الزراعة، لكن هذا القطاع عانى من العديد من المشاكل. فعمل حزب الله مع دخوله الى الدولة على رفع ميزانية وزارة الزراعة من 44 مليار ليرة الى 100 مليار ليرة. كما تعاون مع مؤسسات الجمهورية الإسلامية "جهاد البناء" التي عملت على دراسة التربة والمناخ والمنطقة. وتم إنشا مركز الارشاد الزراعي في بعلبك ومركز آخر في الهرمل وتم تقديم العديد من الخدمات والمساعدات الزراعية، كذلك وزّعت شتول القمح بأسعار مشجعة أو مجاناً. كما ساهم حزب الله في مشاريع تعزيز إنتاج الحليب وتربية المواشي ودعم الأعلاف بأسعار مناسبة لكل المزارعين.
التقديمات على الصعيد الصحي
عانت منطقة بعلبك الهرمل من قلة المراكز الصحية والمستشفيات الحكومية والخاصة، كما من نقص في الكوادر الطبية والتمريضية، وكان أبناء المنطقة يتكبدون عناء الذهاب الى العاصمة بيروت في أغلب الحالات العلاجية. هذا الواقع تبدّل مع نهضة طبية ساهمت بها مؤسسات حزب الله الصحية حيث بلغت قيمة الانفاق الإجمالي على المستوى الصحي ما يقارب الـ 50 مليون دولار وتظافرت جهود الحزب مع انتشار وباء كورونا.
على الصعيد التربوي
"كنا ندفع مالاً للطلاب كي يتمكنوا من التسجيل في المدارس الحكومية" (السيد إبراهيم أمين السيد – رئيس المجلس السياسي في حزب الله) حيث قدّم حزب الله المساعدات في الأقساط المدرسية. وحالياً تشير الدراسات الى أن بعلبك – الهرمل لا تعاني من نقص على مستوى المدارس والقطاع التعليمي العام والخاص حيث يتواجد فيها 69 متوسطة في بعلبك و19 متوسطة في الهرمل و24 ثانوية في مجمل المحافظة بالإضافة الى عدد من المهنيات. في وقت كان أقل من نصف هذا العدد قبل عام 1992.
العمل على مستويات مختلفة
_ 67 مليون دولار أنفقها حزب الله والوزرات والمؤسسات المعنية من أجل محطات الكهرباء ومد خطوط توتر عالي ومتوسط وتمديد شبكات.
_ ساهم حزب الله في إنشاء محطتي تمنين 1 وتمنين 2 للصرف الصحي، خصصت لها ميزانية تجاوزت الـ 40 مليون دولار، بالإضافة الى محطة في الهرمل بميزانية 20 مليون دولار.
_ سد العاصي الذي طرحه نواب كتلة الوفاء للمقاومة لكنه رفض في مجلس الوزراء وتحولت المنطقة الى سدود أخرى تستفيد منها أطراف سياسية أخرى في البلد.
_ عالج حزب الله أزمة النفايات في المحافظة وشغّل معملاً لفرز النفايات في بعلبك ووضع على السكة معملاً آخر في الهرمل.
_ على الرغم من أن "الأمن الاجتماعي مسؤولية الدولة والجيش اللبناني" (حسب ما قال السيد نصر الله) الا أن حزب الله بادر الى إنشاء إطار تنظيمي للإصلاح ليجري ما معدّله من 800 الى 1000 مصالحة بين العشائر والعائلات لتضميد الجراحات.
إذا، هذا عرض لأبرز ما قدّمه حزب الله في منطقة بعلبك – الهرمل، فماذا قدّمت الأحزاب والقوى السياسية الأخرى في البلد للمنطقة أم أنها انشغلت في توجيه الانتقادات والتقليل من أهمية ما قام به الحزب للتعتيم على إهمالها؟
تجدر الإشارة الى أن هذا العرض هو ملخص ما جاء في وثائقي "البقاع بأعيننا" الذي بثّته قناة "المنار"، من إعداد وبحث الزميلة جنان شحادة ومن إخراج هيثم الشامي.
الكاتب: غرفة التحرير