رسائل بالغة الدلالات، تضمنها الفيديو الذي نشره الإعلام الحربي المركزي التابع للمقاومة الإسلامية في لبنان منذ يومين، من خلال ما تم كشفه (فيه بعض من الخفاء المقصود) من منظومات وأسلحة تعرض للمرة الأولى، بالتزامن مع عرضه لتحذير الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله للكيان المؤقت، الذي رافقه ترجمةً باللغة العبرية، بأن أي اعتداء ينفذه الكيان ضد لبنان، خلال مناورات "عربات النار" التي تجرى حالياً، سيتم الردّ عليه سريعاً ومباشرةً.
وأبرز ما تضمنه الفيديو:
1)عرض للأنفاق بمختلف أحجامها، بحيث هناك ما هو مناسب لحركة الأفراد، وما هو مناسب لحركة الآليات والراجمات الضخمة.
2)الكشف عن راجمة صواريخ أرض – أرض، يعتقد بأنها من نوع خيبر (عائلة صواريخ فجر الإيرانية – M302 ملم السورية)، لكنها نسخ معدلًة ومطورة لتصبح دقيقة التوجيه والإصابة (PGM). وهذا ما سبق للجمهورية الإسلامية الإيرانية أن كشفت عنه. ويوجد من هذه الصواريخ جيلان يختلفان من حيث المدى، حيث يبلغ مدى الصاروخ الأول 100 كيلومتر، فيما يبلغ مدى الثاني 180 كيلومتر. وبالتالي فإنه بإمكانها إصابة أي هدف بدقة، يقع ما بين الحدود اللبنانية وعسقلان المحتلة.
3)عرض لقطات سريعة لراجمة صواريخ تشبه الى حد بعيد تلك المخصصة لإطلاق صاروخ كروز البحري من نوع أبو مهدي المهندس، والذي يمكنها إصابة أهداف ضمن مدى أقصى 1000 كيلومتر. وبالتالي سيتمكن من تنفيذ معادلة الردع البحرية الأخيرة بغاية السهولة، وتهديد أي منشآت تنقيب عن النفط والغاز تابعة لكيان الاحتلال، بل ويمكنه ضرب أي هدف في البحر وصولاً حتى جزيرة "كريت" اليونانية.
المناورة الإسرائيلية
وعلى صعيد آخر، تستمر مناورات "عربات النار" الكبرى الإسرائيلية، التي شارك فيها منذ يومين رئيس وزراء الاحتلال "نفتالي بينيت" ووزير الحرب"بني غانتس". وقد كشف أنها ستشمل تمرينين واسعي النطاق، لقوات نظامية واحتياطية، ضمن التشكيلين القتاليين الصلب 162 والنار 98. وذلك من أجل تحسين أداء القوات والقيادة، وتطبيق كل ما تم استخلاصه من دروس بعد معركة "سيف القدس – حارس الأسوار".
فما أبرز المعلومات عن هذين التشكيلين؟
_ الفرقة 98 وهي فرقة احتياطية من قوات المظليين وكتائب القيادة في جيش الاحتلال. تخضع للقيادة المركزية، ويتخصص مقاتلوها بشكل رئيسي على القيام بمهام القفز بالمظلات أو التغطية أو الهبوط، عبر استخدام طائرات الهليكوبتر الهجومية وطائرات النقل والقتال، في أعماق أراضي "العدو" بشكل عام. تتألف من 3 ألوية ولوائي إحتياط: مشاة مظلي 35، لواء الكوماندوس عوز 89، لواء المدفعية المباشرة "مقلاع داوود" 214، الذي يستخدم مقاتلوه بشكل رئيسي صواريخ ضد الدروع من نوع "تموز"، ولواء احتياط النخبة المظليين 551، ولواء احتياط رأس الحربة المظلي 55. ويرافق هذه الفرقة، كتيبة لابيد 492 لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ووحدة البجع اللوجستية، ووحدة النقل، ووحدة الهندسة 8219.
_ لهذه الفرقة مشاركات عديدة، أبرزها خلال حرب تموز، حيث تعرضت لإخفاقات عديدة، وانتقدتها على ذلك لجنة "فينوغراد". وكان لإسقاط طائرة "يسعور" أواخر أيام الحرب، السبب الرئيسي في إيقاف مهامها، وسقط العشرات من جنودها قتلى. ومنذ ذلك الوقت، تخضع للعديد من التعديلات والمناورات، من أجل تحسين قدراتها لمواجهة حزب الله. لذلك من المرجح بشدة، أن تكون من أوائل الفرق التي تشارك في أي حرب مقبلة، وبالتالي سيقع على عاتق أفرادها تنفيذ أغلب الإنزالات المظلية.
_ أما فرقة الصلب 162، فهي فرقة مدرعة متعددة الساحات، تابعة للقيادة الجنوبية في جيش الاحتلال. وتضم 4 ألوية نظامية وواحد احتياطي: لواء جفعاتي 84 للمشاة، لواء ناحال 933 للمشاة، اللواء المدرع بصمة الحديد 401، لواء المدفعية عمود النار 215، لواء هشارون 5 للمشاة الاحتياط. ويرافق هذه الفرقة كتيبة "افيك" لتقنية المعلومات والاتصالات، وكتيبة إيجد اللوجستية 6162.
_ شاركت في العديد من الحروب، لا سيما في حرب تموز 2006، حيث قاتلت في معركة وادي السلوقي، التي تعد من أصعب معارك هذه الحرب، وتلقت الكثير من الخسائر هناك. كما أنها لم تسلم خلال مواجهتها مع المقاومة في غزة، حيث سقط لها 7 قتلى دفعة واحدة في أحد الأنفاق، خلال معركة "العصف المأكول" عام 2014.
الكاتب: علي نور الدين