"إذا أطلق الاحتلال طلقة واحدة يجب أن نردّ عليها بمئة طلقة"، عبارة تركها الشهيد "أبو جندل" الذي غلب اسمه العسكري على اسمه الحقيقي يوسف ريحان، بعد أن عُرف في كل ساحات مواجهة الاحتلال.
التحق "أبو جندل" بصفوف الثورة الفلسطينية عام 1981 في الأردن التي قصدها لمتابعة دراسته المهنية في تخصص الكهرباء، وهو في الـ16 من عمره. وانتقل الى سوريا للعمل في الجناح العسكري لمنظمة التحرير الفلسطينية، حيث تلقى دورات تدريبة عديدة، ومنها دورة مدفعية التي تخرّج منها برتبة "رقيب أول".
من ثم توجه "أبو جندل" الى لبنان في مخيم الرشيدية في منطقة صور الجنوبية، وشارك في المواجهات أثناء الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 تولى قيادة مجموعة مسؤولة عن قاذفات RBG، أصيب على إثرها بعدة إصابات خطيرة في جسده.
عام 1994، عاد مع منظمة التحرير الفلسطينية الى فلسطين المحتلّة، واستقر في الضفة الغربية حيث عمل في "قوات الأمن الوطني" في محافظة أريحا، لينتقل الى العمل في محافظة بيت لحم مدّة سنتين ونصف.
عام 1996، أطلق "أبو جندل" النار على جنود الاحتلال عند مدخل مدينة بيت لحم بعد امتناع الاحتلال عن السماح للفلسطينيين بالمرور، وبعد أن أصاب جنديا منهم، بات مطلوباً للاحتلال الذي ضغطت على السلطة الفلسطينية لتسليمهم. فانتقل "أبو جندل" الى جنين.
مع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000 كان لأبو جندل دوراً كبيراً في المقاومة الشعبية وعمل على تأسيس مجموعات عسكرية لضرب أهداف لدى الاحتلال، ومن بينها، الوحدة الأولى التي تكونت من 56 عنصراً والوحدة الثانية التي ضمت36 عنصرا آخر. وأشرف على العديد من العمليات التي تمثّلت بإطلاق النار على المستوطنات المحيطة بمدينة جنين وإرسال بعض الأفراد لتنفيذ عمليات عند حواجز الاحتلال، وعلى سبيل المثال عملية حاجز ترقوميا العسكري.
وفي المعركة النوعية في مخيم جنين عام 2002 التي اندلعت بعد اقتحامات قوات الاحتلال للمخيّم، كان "أبو جندل" من قادة المعركة الميدانيين الذين عملوا على ترتيب صفوف جميع الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية من أجل المواجهة الموحّدة، وقد عمل مع الشهيد القائد في سرايا القدس محمود طوالبة. وعُرف عن "أبو جندل" استخدام قذائف RBG التي أسفرت عن إصابة العشرات من آليات الاحتلال.
وخلال المعركة اشتبك "أبو جندل" مع جنود الاحتلال من مسافة صفر الى أن نفذت ذخيرته، وأقدم الاحتلال على إعدامه رمياً بالرصاص بتاريخ 13 نيسان / ابريل. والشهيد من مواليد بلدة يعبُد قضاء جنين عام 1965.
الكاتب: غرفة التحرير