بعد العمليات الفدائية في الداخل المحتل وخاصة تلك التي طالت "تل أبيب" رفع الكيان الإسرائيلي من وتيرة ما يسميه "العقاب" الجماعي في جنين ومخيّمها الذي يعد مسقط راس أغلب المنفذين. وهذا "العقاب" استمدّته "إسرائيل" من الاحتلال البريطاني الذي أقرّ ما يسمى "قانون الطوارئ".
وهو عبارة عن مجموعة من السياسات الانتقامية بحق الفلسطينيين، ومنها:
_ هدم منازل منفذي العمليات
تقتحم قوات اسرائيلية خاصة البلدة التي تقتن فيها عائلة الشهيد المنفّذ للعملية ويتم هدم منزلها بالكامل لتهجير أهله، الا أن هذه السياسة بدأ يقابلها الفلسطينيون بالمواجهة حيث أن الاحتلال اقتحم مخيم جنين لهدم منزل منفّذ العملية في شارع "ديزيغوف" وسط "تل أبيب" الشهيد رعد حازم لكنّ "كتيبة جنين" وغيرها من المقاومين تصدّوا ومنعوا تنفيذ الهدم، كما رفض والد الشهيد تسليم نفسه، وخرجت قوات الاحتلال من المخيم بعد أن اكتفت بإحداث الأضرار في المنزل.
وفي بلدة السيلة الحارثية في جنين اضطرت قوات الاحتلال لاقتحامها مرتين قبل أن تتمكّن من هدم منازل منفذي عملية "حومش" في كانون الأول الماضي.
_ منع الراتب الشهري المخصّص للعائلة
تخصّص السلطة الفلسطينية رواتب شهرية لعائلات الشهداء والأسرى، ويعمد الاحتلال الى اجتزاء مبالغ منها ومحاولة تخفيض الميزانية المخصّصة لها، فيما أرسل رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بنيت رسائل الضغط للرئيس السلطة محمود عباس عبر الرئيس الأمريكي جو بادين لوقف الراتب الشهري لوالد الشهيد حازم.
_ احتجاز جثامين الشهداء ودفنهم في مقابر الأرقام
فلا يزال كيان الاحتلال يحتجز جثامين منفذي العملية الفدائية في الخضيرة في 27 آذار الماضي وهم الأخوين إبراهيم وأيمن إغبارية من مدينة أم الفحم المحتلة.
_ حظر الحركة من والى خارج جنين
أغلقت قوات الاحتلال الحواجز المؤدية الى جنين والمخيّم كحاجزي "الجلمة" و"برطعة" وفرضت نوع من الحصار على أهلها ومنعت فلسطيني الـ 48 من دخولها، ومنعت الزيارات عن 5 آلاف فلسطيني من جنين لأقاربهم في الداخل المحتل.
وكذلك منع كيان بقرار من وزير جيش الاحتلال رجال الأعمال من سكان جنين الدخول الى المناطق المحتلة عام 48 وممارسة معاملاتهم التجارية، وإيقاف نقل الركام الصخري بطريقة عبر المعابر
التوصيات الإسرائيلية: هذه السياسات غير مجدية
كلّ هذه الإجراءات يتخذها الاحتلال "لردع" الشعب الفلسطيني عن تنفيذ أعمال المقاومة لكن ما تبيّن هو ان الأمور مختلفة في الواقع، وأن الكيان أخفق في قراءة العقل والسلوك الفلسطيني، فقد بدأت مجموعات صنع القرار والتفكير الاستراتيجي في أوساط الاحتلال باستنتاج أن هذه السياسات غير مجدية وبل على العكس قد ترتد على "أمن" الكيان حيث أن زيادة الضغط على الفلسطينيين ستدفع بهم نحو تنفيذ مزيد من العمليات الفدائية ومزيد من المقاومة.
ويبرز الإخفاق الإسرائيلي في التوصيات الأخيرة لمراكز صنع القرار التي نشر منها موقع "واينت" العبري:
_ "هدم المنازل حقق نتائج جيدة في البداية الا أنه يحقق نتائج عكسية على المدى الطويل وتسبب بتأجيج الكراهية ونزع الشرعية عن إسرائيل وعزّز الشعور القومي والانتماء وشجع على تنفيذ العمليات".
_ "الاعتقاد بأن الراتب الشهري الذي تحصل عليه عائلة الشهيد أو الأسير الذي نفّذ العملية بأنه عامل مشجع لتنفيذ العمليات هو خطأ كبير، لا يتنازل المرء عن حرّيته لأجل 2000 – 4000 شيكل وهذا المبلغ أقل من الحد الأدنى للأجور في مناطق السلطة الفلسطينية".
الكاتب: غرفة التحرير