يوم 11 أيار/ مايو عام 2017 أعلن محافظ عدن، حينها، عيدروس الزبيدي، عن تأسيس "المجلس الانتقالي الجنوبي"، بعد أسبوع من تداول معلومات تفيد بأن "الحراك الجنوبي" كلف زعماء المجلس بتشكيل قيادة سياسية لتمثيل الجنوب -المهمش خاصة بعد حرب صيف 1994، وتولي علي عبدالله صالح الحكم- والدفاع عن قضيته.
بعد 20 يوم، أعلن في بيان عن أهداف المجلس ومبادئه والأسس التي سترعى خريطة عمله السياسي، وكان في طليعة ما ينص عليه هو المطالبة والسعي للانفصال، حيث جاء فيه "الجنوب العربي ــ بحدوده الدولية المتعارف عليها بــ (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) قبل 22 مايو 1990م ــ وطنٌ وهويةٌ وطنيةٌ جامعةٌ لكل أبنائه...دون تمييز بينهم في حقوق وواجبات المواطنة المتساوية التي يضمنها الدستور وتشريعات الدولة الوطنية الجنوبية المستقلة المنشودة...". فيما جاء ضمن أهدافه "تحقيق الهدف العام لشعب الجنوب وثورته التحررية، المتمثل في استعادة سيادته ونيل استقلاله وبناء دولته الوطنية الفيدرالية المستقلة كاملة السيادة".
كان اعلان الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي عن تشكيل "مجلس قيادة رئاسي" بعضوية عيدروس الزبيدي أكثر ما فاجأ اليمنيين الجنوبيين الذين رأوا بقبول الزبيدي لهذا المنصب هو تصفية للقضية الجنوبية وطعن بها، بعد ان قَبل الأخير بأهداف المجلس الذي هندسته السعودية وفي طليعتها التأكيد على الالتزام "بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامته الإقليمية ووحدة أراضيه".
وعن الأسماء التي تم اختيارها في المجلس يشير الناطق باسم مجلس الإنقاذ الجنوبي أحمد الحسني في حديث خاص لموقع "الخنادق" إلى ان "الشخصيات التي تم اختيارها هي تمثل الخارطة العسكرية على الأرض، ومن تم اختيارهم هم قادة أكبر الفصائل المسلحة: عيدروس الزبيدي الذي يقود قوات الانتقالي العسكرية والأمنية وتسيطر على عدد من المحافظات الجنوبية، وطارق صالح الذي يقود المقاومة الوطنية وهي قوة كبيرة، وكذلك إضافة إلى أبو زرعة المحرمي، وهو قائد قوات العمالقة السلفية وهي قوة عديدها أكثر من عشرين ألفاً".
ويؤكد الحسني على ان "تقاسم النفوذ بين السعودية والامارات واضحاً في المجلس، وهو أيضاً اتفاق بين الرياض وأبوظبي لتمكين حزب المؤتمر الشعبي العام، حزب الرئيس صالح، واكثرية الأعضاء في المجلس ينتمون إلى الحزب".
وعن نية السعودية وراء هذه الخطوة يوضح الحسني ان "السعودية استخدمت هادي بصفته رئيساً شرعياً، واستخدمت نائبه علي محسن الأحمر بصفته صاحب نفوذ واسع في الجيش إضافة لعلاقاته بالقبائل وبالجماعات المسلحة. لكن الرجلين محل خلاف قوي مع الإمارات، نتيجة وقوفهما الى جانب حزب الإصلاح والاخوان. اضافة الى ذلك لم يحققا خلال السبع السنوات الماضية اي انتصارات على العكس من ذلك خسروا مناطق واسعة في الشمال، كما خسروا مناطق في الجنوب لصالح الانتقالي المدعوم من الإمارات".
من جهته أشار عضو المكتب السياسي في صنعاء محمد البخيتي إلى ان السعودية والامارات هما أول من يريد القضاء على طموحات الجنوبيين بالانفصال بقوله "متى يدرك الانتقالي أن دول العدوان لن تسلم له الجنوب لأنها لا تريد منافسين؟ ومتى يدرك الإصلاح أنها لن تسلم له الجنوب لأنها دول احتلال؟ ومتى يدرك الاشتراكي والناصري أنهما أصبحا خارج الحلبة؟".
الكاتب: غرفة التحرير