وقعت جريمة ذات طابع تكفيري بالأمس الثلاثاء، في الروضة الرضوية المقدسة في مدينة مشهد، نفذها "عبد اللطيف مرادي" من القومية الأوزبكية، عبر طعن 3 من رجال الدين، أدت الى ارتقاء الشهيد الشيخ مصطفى اصلاني وإصابة الإثنين الآخرين بجروح، نقلوا على إثرها الى المستشفى، وهم من طلاب الحوزة العلمية الناشطين في مساعدة الفقراء ورفع الحرمان داخل المناطق الفقيرة في محافظة خراسان الرضوية. وقد بدأت الأجهزة الأمنية فوراً بالتحقيقات، لمعرفة ملابسات الجريمة.
وفي المعطيات التي كشفت مؤخراً، فإن "مرادي" الذي يبلغ من العمر 21 عاما، كان قد دخل الى الجمهورية الإسلامية الإيرانية برفقة شقيقه في العام الماضي، بطريقة غير قانونية عبر الحدود الباكستانية، وأقاما في مشهد. وهو يحمل افكارا تكفيرية، ويعتقد بضرورة هدر دماء الشيعة. كما صرح النائب العام في مشهد "محمد حسين درودي"، بأنه تم اعتقال 5 أشخاص على خلفية الحادثة هم الجاني و4 آخرين يشتبه في تعاونهم معه. أما سدانة الحرم الرضوي، فقد أعلنت بأن الجريمة قد نفذت بطريقة مخطط لها مسبقاً.
وقد دان رئيس الجمهورية السيد ابراهيم رئيسي هذه الجريمة، موعزاً الى وزارة الامن بالكشف عن تفاصيل وملابسات الجريمة. ومؤكداً بأن "هذا الحادث المؤلم الذي وقع على يد أحد العناصر التكفيرية، سيزيد من الوحدة بين المسلمين ومحبي إيران الإسلامية". مضيفاً بأن "ما حدث في حرم الامام الرضا (ع) الذي هو ملجأ كل الأحرار في العالم، بغض النظر من اي مذهب، واستشهاد حجة الإسلام أصلاني وإصابة اثنين من الطلاب الجهاديين الأعزاء، تسبب في حزني وحزن جميع محبي هذا الإمام الرؤوف". مقدماً تعازيه باستشهاد الشيخ أصلاني لأسرته ورفاقه وأصدقائه وكذلك للحوزة العلمية في المحافظة. خاتماً بأن "هذا الحادث المرير الذي ارتكبه أحد العناصر المنحرفين المتأثرين بالجماعات التكفيرية الأمريكية، سيؤدي إلى الوحدة والتلاحم أكثر من قبل، بين الراغبين في الإسلام وإيران الإسلامية وسيفضح التيارات المنحرفة".
أبعاد الجريمة
_ تهدف هذه الجريمة (بحسب بيانات القادة الإيرانيين الرسميين) في حال كان المعتدي قد تصرف من تلقاء نفسه، أو بدفع من جهات إرهابية خارجية، الى إثارة الفرقة المذهبية والقومية في إيران، خاصة وأن هناك ما لا يقل عن 5 ملايين أفغاني لاجئ.
_محاولة لدق الإسفين مع الدول المجاورة لإيران، أفغانستان وباكستان، عبر إثارة هذه القلاقل، مما قد يدفع الى توتر العلاقات ما بين هذه الدول، وهذا ما تطمح اليه أمريكا دائماً، من أجل زعزعة أمن هذه المنطقة وإلهاء إيران.
كما أن مسار العلاقات ما بين إيران وهاتين الدولتين، في تطور مستمر، لا سيما على الصعيد الاقتصادي والتبادل التجاري، الذي من الممكن أن يصل الى مشاريع استراتيجية (وهذا ما لا يمكن الوصول اليه في حالات التوتر والمشاكل الأمنية ذات الطابع العرقي والمذهبي).
وهذا ما تنبه اليه علماء أهل السنة، حينما أجمعوا على إدانة الجريمة، وفي مقدمة هؤلاء العلماء ممثل اهالي سيستان وبلوجستان في مجلس خبراء القيادة "مولوي نذير احمد اسلامي".
الكاتب: غرفة التحرير