على الرغم من اعلان الأطراف التابعة لما يسمى "الشرعية" والمقربة من الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي عن نيتها في توقيع اتفاقية التطبيع مع كيان الاحتلال، إلا أن أحداً لم يأت على ذكر العلاقات الوثيقة بين هادي والقيادات الإسرائيلية.
وزير الخارجية الاسرائيلي الأسبق يسرائيل كاتس كشف خلال مقابلة أجراها مع كبير المراسلين العسكريين لصحيفة هآرتس الإسرائيلية عاموس هرئيل والتي نشرها الأخير على صفحته الشخصية بعنوان "استراتيجية إسرائيل في المنطقة والبحر الأحمر". ان عبد ربه منصور هادي زار تل أبيب مرات عدة. مؤكداً على ان "الرئيس اليمني الحالي عبد ربه منصور هادي تربطه علاقات وثيقة بنا". مشيراً إلى انه "في بداية الحرب اليمنية سافر هادي إلى تل أبيب بوساطة الأردن والسيسي. تم التوصل إلى اتفاقات جيدة في هذه الرحلة، لكن المشكلة أن عبد ربه منصور ليس محاربًا. إذا تركت له قيادة الجيش، فسوف يفشل بالتأكيد".
كاشفاً عن ان "معركة الحديدة جاءت نتيجة الزيارة الثانية لعبد ربه منصور إلى تل أبيب، حيث تمكنا من إرساء تماسك جيد بين السعودية والإمارات وعبد ربه منصور، لكن للأسف هذه الحرب لم تؤد إلى النتائج المتوقعة".
وعن استراتيجية "إسرائيل" في البحر الأحمر ومستقبل الحرب اليمنية، أشار وزير الخارجية الاسرائيلي الأسبق ان "سياستنا الخارجية ركزت دائمًا على ضمان أمن الدولة اليهودية على المدى الطويل. يجب علينا القضاء على التهديدات خلال المائة عام القادمة. لطالما شكلت الحكومات والجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط مثل إيران وحزب الله والإخوان المسلمين والحوثيين والجماعات الإسلامية المسلحة الأخرى تهديدًا خطيرًا لأمن إسرائيل".
وأكمل القول "كما تعلم هناك 8 دول تقع على حدود البحر الأحمر. البحر هو الممر الاقتصادي الأكثر قيمة في العالم الذي يربط الغرب بالشرق. يعتمد أكثر من 80٪ من الاقتصاد العالمي على هذا الممر. لدى كل من مصر و"إسرائيل" شواطئ في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، وهذا مهم للغاية. وتعد قناة السويس وباب المندب بوابات اقتصادية وسياسية للقارات الثلاث في أوروبا وإفريقيا وآسيا".
مشيراً إلى ان "اليوم، هيمنة "إسرائيل" على البحر الأحمر مثل هيمنتها على الاقتصاد العالمي، وهذا مفهوم جيداً من قبل جميع القوى العظمى في العالم. إذا تم تشويه الدعم لـ "إسرائيل" بأي شكل من الأشكال، فإن الاقتصاد العالمي سيواجه ضربة مدمرة. يعتبر ميناء إيلات في خليج العقبة دعامة مهمة لحربنا في سوريا ومرتفعات الجولان ولبنان. لقد منحنا نفوذنا الهائل على إريتريا وانتشار القوات الإسرائيلية على ساحل البحر الأحمر في إريتريا، وكذلك جيبوتي، سيطرة على أمن البحر الأحمر".
وعن قلق بعض الخبراء الاستراتيجيين الإسرائيليين إزاء الخطط السعودية في مدينة نيوم (حيث يربط خليج العقبة بالبحر الأحمر) وكذلك بناء جسر الملك سلمان الذي يربط مصر بالمملكة العربية السعودية، أو الأفضل القول بإفريقيا، أكد يسرائيل كاتس ان" مخاوف الخبراء المذكورين صحيحة ودقيقة، لكنني أقول وبمعلومات دقيقة أنه تم التوصل إلى اتفاق كبير خلال لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي مع محمد بن سلمان في مدينة نيوم، وهو ما لا يسمح لي بالكشف عن التفاصيل. لكن باختصار، عليك أن تعلم أن السعودية، بدعم من تل أبيب وبالطبع دعم السيسي، استعادت جزيرتي تيران وصنافير من مصر وسلمتهما لـ"إسرائيل" دون دعاية. إذا لم يتم التنازل عن هاتين الجزيرتين لـ "إسرائيل"، فيمكنك التأكد من أن بناء جسر الملك سلمان سيتوقف بتدخل البحرية الإسرائيلية".
مشدداً على أنه "على الرغم من حقيقة أن الرياض قاومت الحوثيين حتى الآن، فإن هذا بفضل الدعم العملياتي للجيش الإسرائيلي في الرياض، وهذا مفهوم جيدًا من قبل جميع القادة العسكريين. كان محمد بن سلمان على استعداد متكرر للانسحاب من الحرب اليمنية وإعلان هزيمة السعودية".
ولدى سؤاله عن "تقييمه بما يتعلق بالحرب اليمنية، كشف يسرائيل كاتس انه "لسوء الحظ، ليس لدينا حلفاء موثوق بهم في اليمن. الرئيس اليمني الحالي عبد ربه منصور هادي تربطه علاقات وثيقة بنا، لكن هذا الشخص لا يملك سلطة قيادة الحرب ضد الحوثيين. في بداية الحرب اليمنية سافر إلى تل أبيب بوساطة الأردن والسيسي. تم التوصل إلى اتفاقات جيدة في هذه الرحلة، لكن المشكلة أن عبد ربه منصور ليس محاربًا. إذا تركت له قيادة الجيش، فسوف يفشل بالتأكيد".
وقال "بالطبع لا يوجد بديل مناسب لـ "إسرائيل" والسعودية في اليمن، لذا فإن دعمه لا يزال على جدول أعمالنا. جاءت معركة الحديدة نتيجة الزيارة الثانية لعبد ربه منصور إلى تل أبيب، حيث تمكنا من إرساء تماسك جيد بين السعودية والإمارات وعبد ربه منصور، لكن للأسف هذه الحرب لم تؤد إلى النتائج المتوقعة. بالطبع، هذا لا يعني أن سلطة "إسرائيل" في البحر الأحمر قد انتهكت. الحرب في اليمن حرب بين الإمارات والسعودية ضد الحوثيين قبل أن تعتبر حربا إقليمية. ربما من الأفضل القول إنها حرب أهلية. يمكن للحوثيين بسهولة الاستيلاء على قلب السعودية، وهذا أمر مزعج للغاية للمملكة".
المصدر: عاموس هرئيل
الكاتب: غرفة التحرير