22:43 بتوقيت القدس المحتلة
لعل من أبرز نتائج الحرب على اليمن، أنها كشفت عن تموضعات الدول بشكل حاد، حتى لو كانت بعض العواصم قد سعت طيلة الفترة الماضية على ان لا تظهر كذلك وتحافظ على صورتها "الجامعة" مع مختلف الأطراف المتصارعة كالإمارات مثلا. حيث كانت زيارة رئيس كيان الاحتلال يتسحاق هرتسوغ إلى أبو ظبي بالتزامن مع استهدافها بالصواريخ والمسيرات اليمنية للمرة الثالثة على التوالي خلال 14 يوماً قد وضعت المواجهة على سكتها الصحيحة بشكل علني.
وفي قراءة لهذا المشهد أكّد قائد حركة "أنصار الله" اليمنية، السيد عبد الملك الحوثي، ان "إسرائيل والموالين لها يعتبرون الشعب اليمني عدواً مشتركاً بينهم"، موضحاً أنه "قبل يومين، زار رئيس كيان العدو الإمارات، وفتحت له السعودية أجواءها، بينما يُمنَع على شعبنا السفر حتى في أجوائه". معتبراً ان "الأميركيين والإسرائيليين هم العدو الحقيقي للمسلمين، وهم يسعون لاستغلال المشاكل داخل الأمة من أجل خدمة أهدافهم".
وفي كلمته التي ألقاها خلال لقائه وفداً من قبائل خب والشعف واليتمة ودهم من الجوف، ووفداً من العبدية في مأرب، أكد السيد الحوثي أنّ "علينا أن نحرص على ترسيخ الأمن والاستقرار، وأن يسود التفاهم والإخاء بين أبناء الجوف". مضيفاً "ندعو إلى صلح عامّ في الجوف، وأن يعمّ الأمن والاستقرار والتعاون بين الجانب الرسمي والوجاهات من أجل حل الإشكالات".
وعن المجازر التي ترتكبها الطائرات السعودية والاماراتية أشار السيد الحوثي إلى ان "العدو ارتكب قبل أيام مجزرة في سجن في صعدة بصورة متعمَّدة على الرغم من معرفة الأمم المتحدة وغيرها بمكان السجن"، مشدداً على أنّ "حصار شعبنا جريمة لأنه سبّب معاناة كبيرة، مع أنهم يفتشون السفن بعد حصولها على التراخيص". مؤكداً على ان "واجبنا أن نقف صفاً واحداً، وأن يسعى الكل كي لا يكون البلد خاضعاً للخارج".
ويأتي هذا اللقاء بعدما أحرزت قوات صنعاء تقدماً واسعاً في منطقة اليتمة التي تقع بالقرب من منطقة نجران جنوبي السعودي، بعد تنفيذ عملية عسكرية في المناطق الحدودية، تمت السيطرة خلالها على مساحات واسعة في الشريط الحدودي تقدر بـ 136 كلم مربعاً.
وعن تفاصيل العملية، فقد أكدت مصادر ميدانية ان هذه العملية انطلقت من قبالة نجران -جبهة الأجاشر- حيث تمت السيطرة على سلسلة تباب الربعة والتي تضم أحد أهم المعسكرات الصحراوية التابعة لقوات ما يسمى "التحالف".
أما لجهة المعارك الدائرة في مأرب، فقد شهدت الجبهات خلال الأيام الماضية مواجهات عنيفة بين الجيش واللجان الشعبية وقوات الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي أسفرت عن سيطرة قوات صنعاء على مجمع ياسين ومرشه وقرى الدريب في منطقة المدارين في حريب.
على جبهتين اثنتين، تستكمل قوات صنعاء عملية تحرير البلاد، فبالتوازي مع العمليات العسكرية التي تنفذها على عدة جبهات واستعادة المناطق التي كانت قد سيطرت عليها المجموعات الإرهابية المسلحة إضافة لعدد من الميليشيات، تتواصل العمليات في العمقين السعودي والاماراتي والتي كانت آخرها عملية "إعصار اليمن الثالثة" وما تبعها من تهديد صريح للمتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع الذي هدد عبر حسابه على تويتر بإعادة استهداف معارض "اكسبو".
الكاتب: غرفة التحرير
