الراحل المرجع الشيخ كلبايكاني: أحد أركان الحوزة العلمية

"لقد كان الفقيد من اعمدة الحوزة العلمية في قم ومن الشخصيات العلمية والعملية البارزة وعالم الدين الاكثر قدمًا في هذه الحوزة المباركة. في عهد المرحوم آية الله بروجردي كان ضمن افضل تلامذة هذا الاستاذ الكبير، وفي عهد المرحوم آية الله سيد محمد رضا كلبايكاني كان مواكباً ومستشاراً علمياً وعملياً له، وفي عهد الثورة الاسلامية كان امين وموضع ثقة الامام الخميني رحمة الله عليهم". بهذه الكلمات نعى الامام السيد علي الخامنئي، المرجع الديني آية الله الشيخ لطف الله صافي كلبايكاني.

ويكمل السيد الخامنئي "لقد كان الفقيد الركن الاساس بمجلس صيانة الدستور اعواماً طويلة، وبعد ذلك كان يخوض على الدوام في قضايا الثورة والبلاد بحرص ومسؤولية واطلعني وافادني مراراً بوجهات نظره ومشاوراته".

من جهته نعى السيد السيستاني الشيخ كلبايكاني "ببالغ الأسى"، مؤكداً "ان فقدان سماحته الذي كان يُعَدُّ من أركان الحوزة العلمية المقدسة في قم وحسنات هذا الزمان ومن المتميِّزين في خدمة الدين والمذهب لهو خسارة فادحة".

الشيخ كلبايكاني: باب من أبواب الاجتهاد والجهاد

يعتبر الشيخ كلبايكاني الذي ولد عام 1919 في أصفهان، أحد مراجع قم السبعة المعروفين ولديه مقلدين. والده العالم أخوند الملا محمد جواد صافي حيث حظي في كنفه بكم هائل من المعلومات والثقافة الدينية والحوزية واكتسب خبرة في البحث منذ صغره في مجالات متعددة من العلوم الإسلامية والفقه وعلم الكلام والأصول والفنون...

منذ أن كان شاباً، وقبل ان يبدأ بدراسته الجامعية بدأ بالكتابة والتأليف حيث تتلمذ على يد الملا أبو القاسم خاصة في قضايا الأحاديث والفقه واللاهوت والمبادئ.

بعدها غادر العالم الراحل إلى قم عام 1941 ليكمل حلقاته التدريسية والانضمام إلى حلقات المناقشة مع أساتذة الحوزة. وكان من أبرز الحاضرين الذين أبدوا تقديراً خاصاً بالشيخ كلبايكاني: السيد محمد تقي خنساري، السيد المحقق البروجوردي حيث حضر أبحاثه لمدة 17 عاماً، وشارك في مجالس استفتاءاته حتى أوكل السيد البروجوردي إليه مهمة حل الكثير من القضايا والمسائل الفقهية.

عام 1945، غادر الشيخ الكلبايكاني إلى النجف حيث تتلمذ على يد الشيخ محمد كاظم الشيرازي، والشيخ محمد علي كاظمي، والسيد جمال الدين كلبايجاني. ليعود بعد عدة سنوات إلى إيران.

بعد رحيل السيد البروجوردي كان الشيخ الكلبايكاني من المسؤولين القلائل عن اجراء اختبارات في الحوزة العلمية لفحص مستوى الطلاب وتأهيل ذوي الكفاءة إلى مراتب أعلى، ومنهم من أصبح من كبار المراجع.

شغل الشيخ صافي عدداً من المناصب:

-عضو في أول مجلس خبراء القادة.

-عينه الامام روح الله الخميني عضوا في مجلس صيانة الدستور ولمدة 8 سنوات أميناً للمجلس.

في رصيد العالم الراحل أكثر من 80 كتاباً باللغتين الفارسية والعربية من بينها:

ظهور التوحيد في نظام الامامة، فكرة الخلاص، المحافظة التنموية والمحافظة التشريعية، حديث الصحوة، طريقة الإصلاح والنهي عن المنكر...