يبلغ مجمل أعداد الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال في كافة المناطق المحتلّة الـ 4600 أسير وسط ظروف اعتقال صعبة. وتشدّد مصلحة سجون الاحتلال من الإجراءات التنكيلية بحقهم، فلا تكتفي بالهجمات الانتقامية وبالتفتيش اليومي والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية واختراق كل القوانين والاتفاقيات الدولية التي ترعى حقوق الأسرى، الا أنها تستغل أيضاً انتشار وباء "كورونا" والأجواء الجوية الشتوية للإمعان في جرائمها.
الوباء يتفشى بين الأسرى
يتفشى الوباء في صفوف الأسرى وخاصة بين سجني "إيشل" و"عوفر" وقد وصلت عدد الإصابات المعلن عنها الى 110 أسيراً، مع إهمال مصلحة السجون للإجراءات الوقائية اللازمة، ويتعمّد الاحتلال سياسية الإهمال الطبي وصولاً الى القتل البطيء، ما يشكّل تجاوزاً صارخاً لمواد اتفاقيتي "جنيف" الثالثة والرابعة، والتي أوجبت "حق العلاج والرعاية الطبية، وتوفير الأدوية المناسبة للأسرى المرضى، وإجراء الفحوصات اللازمة لهم".
ويقول الناطق باسم مهجة القدس للأسرى محمد الشقاقي: "الاحتلال الصهيوني هو المسؤول عن وصول الفيروس للأسرى، وذلك بفعل اختلاط أسرانا بالضباط والسجانين الصهاينة الذين يتنقلون في أراضي الكيان حيث انتشار الوباء، ومن ثم يقوم الصهاينة بالدخول على أسرانا دون اتخاذ إجراءات الوقاية، إضافة إلى تأخر إدارات السجون في أخذ المسحات الخاصة بـ "كورونا" للأسرى، وعدم توفير إجراءات السلامة والوقاية".
ويضيف الشقاقي "أن إدارة سجون الاحتلال تستخدم فيروس "كورونا" كأداة تنكيل وضغط على الأسرى لفرض مزيد من الإجراءات العقابية عليهم وحرمانهم من حقوقهم بذريعة انتشار الوباء"، مؤكداً: "هي إجراءات عقابية وليست وقائية".
الاحتلال يستغل الطقس لمفاقمة معاناة الأسرى
أما من ناحية التأثر بالمنخفضات الجوية والطقس البارد، فان الاسرى يعانون من البرد في غرف واقسام السجن التي تفتقر بأغلبها الى وسائل التدفئة وحتى البطانيات، وخاصة السجون التي تقع في المناطق الصحراوية وهي "النقب" و"نفحة" و"بئر السبع" و"ريمون" نظرا للأجواء الباردة جدا التي تتميز بها تلك المنطقة، إضافة إلى أن كون بعض الأقسام في عدد من السجون من الخيام فإنها لا تقي من ظروف الطقس، والعديد منها قديم ومهترئ، مما يسمح بدخول مياه الأمطار على الأسرى.
وبحجة انتشار الوباء يمنع الاحتلال ذوي الأسرى من إدخال الملابس الشتوية الى السجن، كما يتعمّد الاحتلال إبقاء الأهالي في الخارج لوقت طويل في ظل العواصف والأمطار او الثلوج في بعض المناطق.
معاناة المعتقلين في مراكز التحقيق
ولا تقتصر معاناة الأسرى في السجون فقط بل حتى المعتقلين في مراكز التوقيف والتحقيق (وعددها سبعة) وخاصة مع تزايد هجمات الاعتقال في مناطق الضفة الغربية. وبحسب ما يوضح إعلام الأسرى فان قوات الاحتلال تنقل الفلسطينيين الذين يتم اعتقالهم الى تلك المراكز و"هم لا يملكون سوى ملابسهم التي نقلوا فيها من منازلهم إلى السجن، وغالباً لا تسمح لهم قوات الاحتلال باصطحاب ملابس إضافية لأن الاعتقال يكون مباغت".
ويبقى الأسرى، أحياناً لشهور، في هذه المراكز التي لا تتوفر فيها وسائل تدفئة أو أغطية كافية أو مياه ساخنه، إضافة إلى أن الطعام المقدم للأسرى سيء كماً ونوعاً، ولا يكفي حاجة الجسم للطاقة في أيام البرد، وأحيانا يكون متسخ، فيفضل الأسرى الجوع على تناوله، كما أن هناك أسرى مرضى بحاجة لطعام خاص ترفض الإدارة توفيره امعاناً في التنكيل بهم.
ويعتبر مركز التوقيف والتحقيق في "عتصيون" من أسوأ تلك المراكز حيث تعاني زنازينه من الرطوبة والعفن بشكل كبير، وتتعمد قوات مصلحة السجون اجراء حملات تفتيش مستمرة تقوم خلالها بإخراج الأسرى في البرد لساعات دون ملابس أو أغطية. كما تجبر الأسرى على التعري بحجة التفتيش الشخصي بحثاً عن أغراض ممنوعة حسب ادعاءاتها، مما يزيد من قسوة الشتاء على الأسرى.
السلطة شريكة في تعذيب الأسرى
وعلى المقلب الآخر، تستمر بدورها أجهزة أمن السلطة الفلسطينية بحملات الاعتقال على خلفية سياسية بحسب ما يشير القيادي في حركة حماس حسين أبو كويك رغم انعدام التدفئة وشح الأغطية في مراكزها وسجونها أيضاً.
ووثقت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين ارتكاب أجهزة أمن السلطة في الضفة أكثر من 2578 انتهاكاً خلال عام 2021 الذي وصفته بالعام الأسود في قمع الحريات.
الكاتب: غرفة التحرير