حدّد مجلسُ صيانةِ الدستور الإيراني تاريخ 18 حزيران 2021 موعداً للانتخابات الرئاسية ال13 في تاريخ البلاد، فيما أعلنت وزارة الداخلية، أن موعد تسجيل أسماء المرشحين سيبدأ 11 أيار/ مايو المقبل ولمدة 5 أيام.
ومع فتحِ باب الترشح أعلنت العديد من الشخصيات الهامة على الساحة الإيرانية عزمها للترشح، فيما يتم التداول بأسماء آخرين لم يٌظهروا حتى الساعة رغبتهم الواضحة بالترشح، وأبرزهم:
عن تيار المحافظين (الأصوليين)
- سعيد محمد: مواليد 1969، حائز على شهادة الدكتوراه في الهندسة الميكانيكية، عمِل طيّاراً في القيادة الجوية ليستلم بعدها مسؤولية منصب قائد مقر "خاتم الأنبياء" للحرس الثوري عام 2018، تقدّم باستقالته في اذار 2021 ليترشح للانتخابات الرئاسية.
عُرف بدوره في الإعمار والبناء، وساهم في الإلتفاف على العقوبات الأميركية، ويُعتبر الأوفر حظًا من بين المرشحين، لا سيما أن انتماءه للحرس الثوري أعطاه قيمة إضافية بما يمتاز به الحرس من قاعدة شعبية واسعة.
- حسين دهقان: مواليد 1957، حائز على دكتوراه في الإدارة العامة، شغل منصب وزير الدفاع الإيراني عام 2013 وهو المستشار العسكري لقائد الثورة الإسلامية السيد علي خامنئي.
وصرّح دهقان بحديث اعلامي عن نيته خوض المنافسة الرئاسية قائلاً: "سأقوم بتنفيذ مسار النمو والتنمية بأقل تكلفة، أسعى إلى إيجاد جو من التفاهم والإجماع، والتفاهم الوطني وأجواء للحوار مع العالم من منطلق القوة والعزة".
- السيد إبراهيم رئيسي: مواليد 1960، شغل منصب رئيس السلطة القضائية الإيرانية عام 2019، لديه قاعدة جماهيرية واسعة ومقبولية في الأوساط الأصولية وبين صفوف الحرس الثوري، صرّح مراراً بأنه يمتلك رؤية وبرنامجاً خَمسياً لمكافحة الفساد.
قد يتجّه التيار الأصولي إلى عدم تسميته فخروجه من السلطة القضائية كما يعتقد التيار قد يضر بملف مكافحة الفساد الذي حقق إنجازاً فيه، غير أن تمتعه بشعبية واسعة منذ توليه منصبه القضائي قد يدفعه للترشّح.
تجدر الإشارة أنه كان قد ترشّح في الدورة الرئاسية الماضية وحاز على 16 مليون صوت تقريباً.
- محمد باقر قاليباف: مواليد 1961، حائز على شهادة الدكتوراه في الجغرافيا السياسية، كان قائداً للقوات الجوية لحرس الثورة عام 1996، شغل منصب رئيس بلدية طهران سابقًا وانتُخب بعدها رئيساً لمجلس الشورى العام الماضي. خاض المنافسة الرئاسية عدة مرات ونال عام 2013 حوالي 6 مليون صوت.
- سعيد جليلي: مواليد 1965. أحد أعضاء مجلس تشخيص مصلحة النظام، وهو الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي في عهد الرئيس نجاد، وكان كبير المفاوضين النوويين حتى عام 2013، خاض المنافسة الرئاسية في العالم نفسه إلا أنه خسر.
- علي لاريجاني: مواليد 1958، حائز على درجتي الماجستير والدكتوراه في الفلسفة الغربية، شغل منصب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، واستقال عام 2007، وعضو بمجمع تشخيص مصلحة النظام، فيما كان رئيساً لمجلس الشورى (البرلمان) لمدة 12 عاماً، ولا يُعتبر لاريجاني من المحافظين الأصوليين بل هو شخصية وسطية معتدلة.
- محمود أحمدي نجاد: مواليد 1956، حائز على الماجستير في العلوم التطبيقية وهو أستاذ جامعي ومهندس. شغل منصب رئيس الجمهورية الإيرانية عام 2005 ثم أُعيد انتخابه لولاية ثانية عام 2009.
ورجح النائب في مجلس الشورى أحمد علي رضا بيغي، أن يوافق مجلس صيانة الدستور على طلب ترشح أحمدي نجاد، وقال في تصريح له " إن عباس كد خدايي، المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور، دعا في تصريحات صحافية سابقة من رفضت طلبات ترشحهم سابقاً، إلى عدم الترشح في الانتخابات، لكن الآن قدموا تخفيضاً، وسيوافقون على ترشح أحمدي نجاد لأن ليس لديه أي مشكلة".
- علي مطهري: مواليد 1957. شغل منصب نائب رئيس البرلمان الإيراني، وفي كلمة انتخابية له قال: "بإمكاننا أن نتمتع بلوبي قوي داخل الكونغرس الأمريكي لو أصبحت علاقاتنا اعتيادية". مضيفاً: " الأصل عند البعض في الداخل هو الوقوف بوجه أمريكا حتى تدميرها... نحن ارتكبنا الكثير من الأخطاء في العلاقة مع واشنطن.. لو أصبحت رئيسا للجمهورية سأحسن العلاقات مع أمريكا".
عن تيار الإصلاحيين:
- إسحاق جهانغيري: مواليد 1957، كان يشغل منصب وزير الصناعة، والنائب الأول لرئيس الجمهورية حسن روحاني.
- محمد جواد ظريف: مواليد 1960، حاز على ماجستير في العلاقات الدولية ودكتوراه في القانون الدولي والسياسة عام 1988.
شغل مناصب محلية ودولية عدة منها كبير مستشاري وزير الخارجية. عام 2015 اختاره الرئيس روحاني وزيراً للخارجية الإيرانية، برز اسمه كمفاوض متميز خلال المفاوضات التي انتهت بتوقيع الاتفاق النووي بين إيران ودول 5+1 بعد مفاوضات معقّدة دامت سنوات.
صرّح سابقاً بعدم نيته الدخول إلى السباق الرئاسي إلا أن التيار الإصلاحي يدعم ترشيحه، حيث انه يتمتع بشعبية لافتة.
وقال محسن رفسنجاني، نجل الرئيس الإيراني الأسبق الشيخ هاشمي رفسنجاني، وهو من حزب "كوادر البناء" الإصلاحي، إن الإصلاحيين «لم يتفقوا بعد على اسم المرشح» للانتخابات الرئاسية، ونفى أن يكون لديه أي نوايا لترشحه في الانتخابات الرئاسية.
ويحتاج التيار الإصلاحي إلى رافعة انتخابية حقيقية، مثل عودة واشنطن الى الاتفاق النووي، لمواجهة القاعدة الشعبية القوية للتيار المحافظ.
وقال جواد لاريجاني، الأمين العام السابق للجنة حقوق الإنسان التابعة للقضاء في إيران، إن "المثلث الرئيسي للمنافسة الانتخابية على الرئاسة سيكون بين لاريجاني، ورئيسي، قاليباف".
وأهم العناوين التي يرفعها المرشحون للرئاسة من كافة الأطياف تتمحور حول القضايا الاقتصادية والمعيشية من جانب، وأولويات التفاوض النووي من جانب آخر.
ودعا السيد علي الخامنئي الإيرانيين الى المشاركة الواسعة في هذه الانتخابات، وقال إنّ: "الانتخابات في إيران فرصة كبيرة يجب أن لا نضيّعها لأنها تهيئ لتقدم البلاد وتمنع أطماع الأعداء"، مؤكداً: " أنّ المشاركة الواسعة في الانتخابات تضمن مستقبل إيران من خلال اختيار الشخصية الأصلح، كما أن المشاركة الواسعة ستبعث على قوة البلاد واستقرارها".
من المتوقع بأن تشهد الانتخابات الرئاسية منافسة شديدة، نسبة مشاركة واسعة من قِبل كلا التيارين الإصلاحي والمحافظ اللذين يعملا على تشكيل تحالفات كبيرة، وبلغت نسبة الأصوات في الانتخابات الرئاسية عام 2017 حوالي 71%.
يُذكر أن ولاية الرئيس هي 4 سنوات تُجدّد لمرة واحدة فقط، فيما يُلزم المرشحون بتقديم برنامجهم الانتخابي لمجلس صيانة الدستور قبل 3 أشهر من موعد إجراء الانتخابات.
وعلى المرشح أن يكون إيراني الأصل، لا يحمل جنسية دولة أخرى أو قد أقام خارج إيران سابقاً، وأن يكون من ذوي الكفاءة ومتعقّلا وأميناً ومتمسّكاً بالعقيدة الرسمية للبلد، وقد طُرح قانون بحصر عمر المرشحين بين ال 40 و70 عاماً.
على المرشح أن ينال غالبية الأصوات، وإن تعذّر حصول أي من المرشحين على 50+1 من إجمالي عدد المشاركين، تجري انتخابات بدورتها الثانية للمرشحين الذين نالوا أعلى نسبة من الأصوات في الدورة الأولى في أول يوم جمعة يلي إعلان النتائج.
وقد أُجريت الانتخابات الرئاسية الإيرانية للمرة الأولى عام 1980 بعد عام واحد من انتصار الثورة الإسلامية.
الجدير ذكره أن هناك عدداً كبيراً من المرشحين، ويتم أيضاّ تداول أسماء شخصيات سياسية مرشحة من بينها:
- فريدون عباسي، نائب حالي في مجلس الشورى الإسلامي، أعلن عن ترشحه في 3 شباط/ فبراير 2021.
- صادق خرازي، سفير إيران لدى فرنسا 2002-2006.
- حميد بقائي، معاون رئيس الجمهورية السابق محمود أحمدي نجاد.
- برويز فتاح رئيس مؤسسة المستضعفين.
- حسن سبحاني، نائب سابق في مجلس الشورى الإسلامي (1996–2008)، خاض الانتخابات الرئاسية 2017، أعلن ترشحه في 13 فبراير 2021
- مصطفى كواكبيان، نائب سابق في مجلس الشورى عن التيار الإصلاحي، أعلن عن ترشحه في شباط فبراير 2021.
- محمد غرضي، وزير المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات السابق (1985–1997) شارك في الانتخابات الرئاسية 2013، وأعلن ترشحه في 15 فبراير 2021.
- محمد علي أصفهاني، عمدة طهران السابق 2018، من حزب الثقة الوطني، أعلن ترشحه في 23 فبراير 2021.
الكاتب: غرفة التحرير