بينما يتابع الوفد الأميركي المفاوض المحادثات المتعلقة في الاتفاق النووي بشكل غير مباشر من فندق كوبورغ المجاور لقاعة اللقاءات في العاصمة النمساوية فيينا، وعلى بعد حوالي 1600 كلم، يجلس رئيس الجمهورية الإسلامية السيد إبراهيم رئيسي وجهاً لوجه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة موسكو لرسم مسار جديد ليس فقط على صعيد العلاقات الثنائية بين البلدين بل في المنطقة.
زيارة افتتحها السيد رئيسي بالتأكيد لنظيره الروسي اننا "نواجه أميركا معكم منذ أكثر من أربعين عاماً"، على ان يتخلل الزيارة تفاهم على اتفاقية استراتيجية بين الجانبين على مدى عقدين من الزمن.
في زيارته الثالثة خارج البلاد منذ توليه منصب رئاسة الجمهورية، وصل السيد رئيسي اليوم إلى روسيا في زيارة "من الممكن أن تصبح نقطة تحول في العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية وقد تصبح فعالة لضمان أمن العلاقات التجارية والاقتصادية في المنطقة".
وشدد رئيسي على اننا " نأمل توقيع عدة اتفاقيات خلال زيارتنا والتي تساعد على تطوير تعاوننا الذي نشدد عليه، ولدينا وثائق حول التعاون الاستراتيجي يمكنها تحديد أفق هذا التعاون على مدى 20 عاماً". مبلغاً بوتين "أطيب تحية" من الامام السيد علي الخامنئي ورسالته في "ضرورة الإصرار على تعزيز العلاقات".
وعن مستقبل العلاقة أشار رئيسي إلى ان "إيران تسعى لعلاقات مستقرة وشاملة مع روسيا، ولرفع مستوى التعاون الدبلوماسي مع جيرانها، ونبذل جهوداً لرفع العقوبات عن بلدنا ونأمل أن تسفر عن رفع الحظر". متابعاً "لدينا تجربة جيدة في التعاون مع روسيا في سوريا لمكافحة الارهاب ويمكن أن تكون أساساً للعلاقات"، مؤكداً على أنه "ليس لدينا أي قيود على توسيع وتطوير العلاقات مع روسيا الصديقة التي نريد علاقات استراتيجية معها".
وتفيد مصادر متابعة ان مسودة الاتفاقية الاستراتيجية بمدة عشرين عاما بين موسكو وطهران يتم تحضيرها، على ان توقع أثناء زيارة مرتقبة للرئيس الروسي فلادمير بوتين الى طهران.
من جهته، أشار مستشار السيد الخامنئي للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي ان "إيران وروسيا قوتان اقليميتان مقتدرتان ولديهما تأثير بارز على الساحة الدولية... والولايات المتحدة لم تستطع إثبات أنها جديرة بعلاقة مثل العلاقة التي تجمعنا بروسيا". متابعاً أن "المحادثات الدولية التي تخوضها طهران، يجب أن تتطابق مع إطار مجلس الأمن وقوانينه، وأن روسيا كعضو دائم في مجلس الأمن، تستطيع أن تؤدي دورا إيجابيا بهذا الشأن، كما لها دور مهم في المفاوضات النووية ومن الطبيعي المشاورة معها".
وعن الحلف الدولي الذي تتموضع به طهران اليوم يقول ولايتي " إيران لم تكن بالقوة التي هي عليها الآن طيلة الـ50 عاما الماضية، والولايات المتحدة تدرك ذلك جيدا، وتعترف أن ابرز اعدائها على صعيد العالم هم الصين وروسيا وإيران". مؤكداً ان "علاقتنا مع روسيا مبنية على الاحترام المتبادل والاعتراف بحقوق الجانب الآخر بصورة متساوية وعدم التدخل في شؤون الآخر، وحلف الشمال الأطلسي يعتبر عدوا مشتركا بالنسبة إلى إيران وروسيا والصين". كاشفاً عن أنه "من المخطّط بحث كلّ مسائل التّعاون الثّنائي، بما فيها تنفيذ المشاريع المشتركة في مجالَي الاقتصاد والتّجارة، بالإضافة إلى الملفّات الإقليميّة والدّوليّة الحيويّة"، موضحًا أنّ "المفاوضات تهدف أيضًا إلى بحث تنفيذ خطّة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني".
إيران تستعد لعقد صفقات أسلحة مع روسيا
أواخر عام 2020 انتهت مهلة حظر الأسلحة على إيران وفقاً للاتفاق النووي الموقع في عام 2015 ولم تنجح الولايات المتحدة في تمديد القرار بعدما حاولت ذلك بتمرير مشروع القانون في مجلس الأمن. ووفقاً للقرار رقم 2231 ستكون طهران قادرة على شراء وبيع الأسلحة التقليدية تدريجياً بعد 5 سنوات، كما سيرفع الحظر عن الصواريخ الإيرانية وبرامجها بعد 8 سنوات من الاتفاق، أي في عام 2023.
بناء على ذلك، من المنتظر ان تعقد العديد من الاتفاقيات بين إيران وعدد من الدول أهمها روسيا التي أبدت استعدادها -حسب مصادر متابعة-المباشرة بعقد هذه الصفقات لبيع طائرات سوخوي su-35 و سوخوي su-30 ومنظومة s-400. ويأتي ذلك في إطار رغبة إيران المستمرة في تطوير منظوماتها الدفاعية، حيث أنها تمتلك منظومة "باور" التي توازي منظومة s-300 الروسية.
الكاتب: غرفة التحرير