تعرّضت الاسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال منذ يومين لهجمة شرسة واجرامية من مصلحة السجون حيث تعرّضن للضرب المبرح وخلع حجاب بعضهنّ ونقل البعض الآخر الى أقسام العزل، وذلك في ظل تواصل التشديدات والاجراءات التنكيلية التي يستمر بها الكيان بحق الاسرى والاسيرات بهدف إخضاعهم، لكنّ مرحلة تصدّي الأسيرات تتقدّم نحو خطوات تصعيدية كالتهديد بالشروع بالإضراب عن الطعام وزيادة الضغط في مفاوضات الحركة الأسيرة التي استطاعت التوصّل الى شروط تقضي بفك عزل ثلاثة منهنّ.
التصعيد مستمر
تؤكد القيادية في الإطار النسوي لحركة الجهاد الإسلامي آمنة حميد في حديث لموقع "الخنادق" أنها لن تكون الشروط الأخيرة التي ستنتزعها الحركة الأسيرة من مصلحة السجون، وتضيف ان "إرادة الأسيرات وصمودهنّ معادلة جديدة لن يستطيع الاحتلال تجاوزها".
وبدورها شدّدت فصائل المقاومة على أن الأسيرات والأسرى جزء من المعادلات التي رسختها معركة "سيف القدس" وان المساس بهم يعني تجاوزاً للخطوط الحمراء القادرة على إشعال تصعيد عسكري جديد، ويشير مسؤول مكتب الأسرى والجرحى والشهداء في حركة حماس زاهر جبارين الى ان "ضرب الأسيرات لن يمر دون عقاب وأي تجاوز للخطوط الحمراء سيكون له تداعيات على المنطقة"، وكانت هذه رسالة أوصلتها حركة حماس للكيان الإسرائيلي مع الوفد المصري الذي يزور قطاع غزّة. في وقت كان أول الرّد على الهجمة الوحشية في سجن "الدامون"، من داخل السجون وعلى يد الأسرى حيث أقدم الأسير يوسف المبحوح على طعن سجّان إسرائيلي في سجن "نفحة".
وتضيف السيدة حميد ان الحملات الشعبية الواسعة ستنهض في الشارع الفلسطيني من أجل توقيف هذه الهجمات الإسرائيلية بحق الأسيرات، وتحسين ظروفهنّ حيث يعانين من فقدان الخصوصية، خاصة في سياسة "العد العاري" التي تمارسها مصلحة السجون، كما الحرمان من أبسط الحقوق لا سيما الطبية والعلاجية، فتشرح القيادية حميد ان "أغلب الأسيرات جريحات بسبب إصابات أجسادهنّ برصاص الاحتلال خلال اعتقالهنّ وامتنعت مصلحة السجون عن توفير العلاج اللازم لإصاباتهنّ"، ويشير مركز حماية لحقوق الإنسان الى ان "سياسة الإهمال الطبي والتنكيل التي تتعرض لها الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الإسرائيلي ترقي لمستوى جرائم الحرب ونعتبر ما يجري معهن أنه الأخطر منذ سنوات"، بالإضافة الى تواجد الأسيرات في أقسام لا توفر "أدنى حاجات الحياة الآدمية، ومنهنّ الأمهات اللواتي يحرمن الاحتلال من زيارات ذويهنّ وأطفالهنّ.
وتتواجد حالياً 32 سيدة فلسطينية أسيرة في سجون الاحتلال، ومن بينهنّ 9 محكومات أكثر من 10 سنوات ومن بينهنّ الأسيرة إسراء الجعابيص التي أحرقها الاحتلال بما شوّه أنحاء جسدها، فيما لا يزال يجدّد الاحتلال الاعتقال الإداري للأسيرة منى قعدان.
ويسجل مركز فلسطين لدراسات الأسرى ان أكثر من 16 ألف امرأة فلسطينية اعتقلتها سلطات الاحتلال منذ عام 1948، ومنذ بداية انتفاضة الأقصى في أيلول من العام 2000، اعتقل الاحتلال نحو 2500 امرأة وفتاة.
الكاتب: غرفة التحرير