في ذكرى أيام عدوان كيان الاحتلال على قطاع غزّة عام 2012، والذي تصدّت له الفصائل الفلسطينية وأجنحتها العسكرية،أعادت سرايا القدس استذكار أهم قادتها الشهداء في المختلف الوحدات والمجالات العسكرية، ومنهم عضو المجلس العسكري ومسؤول الاعلام الحربي الشهيد صلاح الدين أبو حسنين.
المحطات الأساسية في حياة القائد
وبتأثره بشخصية الدكتور المؤسس لحركة الجهاد الإسلامي الشهيد فتحي الشقاقي وكتبه وندواته، افتتح القائد أبو حسنين تاريخاً من الجهاد والمقاومة حيث انتسب الى صفوف الحركة قبل انتفاضة الأقصى الأولى وتحديداً منذ عام 1985 وبدأ بأقل الإمكانات: إلقاء الحجارة على أليات الاحتلال وجنوده والكتابة على الجدران واستنهاض الشارع الفلسطيني في المسيرات.
اعتقل "بتهمة المقاومة" في سجون الاحتلال عدّة مرات كان أولها في 1991، في محاولة من الاحتلال للنيل منه وتكبيل تحركاته، لكنه استمر بممارسة دوره داخل سجون الاحتلال بالمشاركة في الفعاليات الوطنية التي تقيمها الفصائل الفلسطينية هناك، وعمل على شخصية "الفلسطيني المقاوم"، بتحويل السجون إلى ما يشبه "جامعات ثورية" تجهز الأسرى لإكمال مسيرتهم بعد تحررهم، ما أكّد على دوره المتكامل بين العسكر والفكر والوعي.
اُطلاق سراحه من سجون الاحتلال بعد ما يسمى "اتفاقية أوسلو"، لكنه ظلّ مطاردًا من أجهزة السلطة الأمنية بسبب مناهضته لهذا الاتفاق والدعوة للمقاومة، ليعتقل عدة مرات في سجون السلطة.
تفعيل الاعلام الحربي
الجانب المتميّز من حياته الجهادية انه كان صورة سرايا القدس وحركة الجهاد الإسلامي وممن وثّق انتصاراتها وحفظ إرثها المقاوم وفعّل الميدان الإعلامي، حيث عمل القائد أبو حسنين على تطوير وتفعيل البنى التحتية لإعلام لسرايا القدس، وارتقائه كإعلام مقاوم هدفه الأساس إبراز الصورة الصحيحة والحقيقة للمقاومة الفلسطينية وضحد الروايات الاحتلال المخادعة وفضح جرائمه واعتداءاته بحق الشعب الفلسطيني.
كثّف القائد الجهود والنشاطات والقدرات لتثبيت هذا الصرح الإعلامي الكبير في الساحة الإعلامية عامة بحيث لا يمكن إقصائه، وقد تابع القائد أبو حسنين عمله حتى أقسى الظروف وأشدها خطورة على حياته، حيث ظلت توجيهاته واشرافاته مستمرة إلى الطواقم العمل الإعلامي حتى خلال المعارك.
الاستشهاد:
استهدفت طائرات الاحتلال منزل القائد أبو حسنيين في مخيم رفح ليختتم 30 عاماً من المقاومة في سرايا القدس في الخامس والعشرين من تموز عام 2014، وشيّعته حركة الجهاد الإسلامي في يوم القدس العالمي في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان.
وكان القائد صلاح الدين أبو حسنين قد أصيب خلال عمله أكثر من ست إصابات بالرصاص الحي، وكانت أبرزها في عام 2004م حين اقتحم الاحتلال مدينة رفح وفرض حصارًا مطبقًا على حي تل السلطان، فقاد مسيرة الى الحي، من أجل فك حصاره، وأصيب حينها إصابة بالغة.
الكاتب: غرفة التحرير