كوماندس القسّام البحرية: قدرات ستفاجئ الاحتلال

منذ انطلاقة حركة حماس في فلسطين عام 1987، أسست لجناحها العسكري الذي حمل اسم كتائب الشهيد عز الدين القسّام، والتي تضم وحدات عديدة تختلف في المهام لكنها تنسق فيما بينها وتتكامل في الأهداف، ومن أهم هذه الوحدات الكوماندوس البحري او الضفادع البشرية التي تتشكلّ من عدة مئات من العناصر المدربة، وتمتلك معدات عسكرية بحرية متطورة.  

تنفيذ عملية نوعية

نفذّت هذه الوحدة عملية نوعية خلال عدوان الاحتلال عام 2014 على قطاع غزّة، وكان الهدف منها هو الهجوم بأسلوب جديد باتجاه الساحل، واستهدفت العملية الاحتلال البحرية "زيكيم".

وانقسمت العملية الى مرحلتين:

_ الأولى، استطلاع وجمع معلومات عن الموقع المستهدف، وقد تمكن أحد أفراد الوحدة من تنفيذ مهمة استطلاع داخل أرض المحتلّة والبقاء لساعات قبل عودته الى موقعه، كما تمكنت الوحدة من السيطرة على ساحل "زيكيم" قبل تنفيذ العملية.

_ الثانية، انطلقت مع بداية القصف الجوي على قطاع غزة ودخول المعركة يومها الثاني، فقد تمكن الأفراد من اجتياز مسافة طويلة من السباحة والغطس وعبروا الحدود البحرية مع الاحتلال، ووصلوا الى الموقع المستهدف حيث اشتبكوا بشكل مباشر مع الوحدة البحرية للاحتلال "شييطت 13".

وكانت العملية بمثابة الصدمة وإحدى أهم المفاجآت للاحتلال والضربة القوية التي أوقعت العديد من القتلى والخسائر في صفوفه.

مفاجآت بحرية

وبعد نجاح عملية "زيكيم" أخذت كتائب القسّام بتطوير إمكاناتها البحرية للغوص أطول مسافة ومدّة ممكنة تحت الماء، لا سيما ان ساحل غزّة يعتبر بمثابة نفق طويل يربط بين القطاع وحتى رأس الناقورة على الحدود اللبنانيّة.

 وتعترف أوساط  التحليل الإسرائيلية بأن نجاح أفراد القسّام بعبور الشاطئ والبحر والوصول الى "زيكيم" بعد الغوص بشكل مخفي ومحكم، والمكوث لمدة ربع ساعة على الشاطئ حتى يتجهزوا ويستعدوا للهجوم، وبحوزتهم معدات غوص متقدمة، وقنابل يدوية وبنادق كلاشينكوف، بالإضافة الى العبوات الناسفة، والدقائق الطويلة، تؤكد الفشل الذريع ومقدار عجز الاحتلال عن حماية حدوده البحرية، كما يعترف الاحتلال بامتلاك الوحدة لقدرات كبيرة تشكل له مصدر قلق حيث أنها تستطيع "التحرك بسرية في عمق البحر"، وهي تحضّر لـ "ضربة استراتيجية" ضد "إسرائيل" تنفذها خلال المعركة العسكرية المقبلة مع قطاع غزة، على غرار العملية السابقة.