"هذا طريق سلكناه ليس معبّداً بالورود ولا بالرياحين، هذه طريق الخنادق وليس طريق الفنادق"، هذه الكلمات تركها الشهيد القائد وليد شمالي الذي أمضى حياته في أروقة مواقع التصنيع العسكري في كتائب القسّام قبل استشهاده خلال معركة "سيف القدس" في أيار / مايو الماضي.
المهمات العسكرية
_ قائد دائرة المعدات الصناعية والإنتاج العسكري. كما يعدّ القائد شمالي واحداً من أبرز مهندسي التصنيع في "القسام" وأحد المسؤولين الأوائل في تصنيع المتفجرات والعبوات الناسفة.
_ تولى قيادة كتيبة الشجاعية (الحدودية) عام 2009 بعد أن أثبت جدارته في قيادة بعض دوائر التصنيع العسكري وتم تكليفه بمتابعة العمل في الأنفاق المركزية الهجومية ومن بينها النفق الذي تم استخدامه في عملية "ناحل عوز" خلال معركة عام 2014 (العصف المأكول).
_ وبعد عودته الى التصنيع العسكري عمل في دائرة صناعة الصواريخ لركن التصنيع العسكري وكان نائباً لقائد هذه الدائرة الى أن تولى قيادتها، وحينها أشرف على تصنيع معظم صواريخ القسام مثل صاروخ M-75 وصواريخ السجيل 40 وتطويرها الى صواريخ سجيل 55، كذلك صواريخ الـ J-80 التي تم تطوريها الى J-90، الى جانب صواريخ الرنتيسي 160. وقد حملت أيضاً صواريخ "العطار" و"أبو شمالة" التي طالت "تل ابيب" والصاروخ الأكثر تطوراً "عياش 250" بصمات القائد الشمالي.
وقد أشرف على عمليات نوعية، منها عملية مغتصبة "دوغيت" التي أسفرت عن مقتل جنديين وإصابة عدد آخر، وكان الشمالي قد ترك تسجيلاً صوتياً أوضح من خلاله تفاصيل العملية حيث تم تجهيز الاستشهادي إسماعيل المعصوابي "بتجهيز جرار غاز، قصّ جرار الغاز وتحضير الصواعق ثم تعبئة العبوات. بالإضافة الى عملية معبر "بيت حانون" التي استهدفت خلالها الاستشهادية ريم الرياشي ضباط أمن الاحتلال.
السيرة الجهادية
شارك القائد الشمالي في الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي اندلعت عام 1987، ورافق مؤسس حركة حماس الشيخ الشهيد أحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، وأحمد الجعبري، والقائد العام للقسام في ذلك الوقت، الشهيد عز الدين الشيخ خليل، وانضمّ الى صفوف كتائب القسام عام 1991. كذلك حظي بارتباط مع قائد أركان القسام محمد الضيف الذي نزل في منزل القائد الشمالي.
في آذار/ مارس من العام 1991، اعتقل القائد شمالي في سجن السلطة الفلسطينية مدّة 9 أشهرـ خرج بعدها ليواصل العمل العسكري. ومع بداية انتفاضة الأقصى عام 2000، كان منزله في حي الشجاعية حصن العديد من المجاهدين.
تعرض القائد لعدة إصابات أثناء مشاركته في التصنيع، كان أبرزها بتر يده اليمنى، إضافة إلى إصابات في أنحاء كافة أنحاء جسده جراء تعرضه لعدة محاولات اغتيال. واحدة منها في العام 2004، حين استهدف الاحتلال منزل عائلة الشهيد أحمد الجعبري، فأصيب شمالي برفقة الشهيد الجعبري. وفي العام 2008 أصيب باستهداف مباشر، أثناء عدوان الاحتلال على غزّة. كذلك أصيب باستهداف عام 2012.
جمعته علاقة قوية بالشهيد الجعبري والتي يصفها بـ "أصدقاء درب وأصدقاء شهادة"، وقد أهداه الجعبري قطعة سلاح من نوع M16، إضافة إلى مشاركتهم معاً بإدخال كميات كبيرة من المواد المتفجرة إلى غزة في العام 2006.
الكاتب: غرفة التحرير