تُغرق الولايات المتحدة الامريكية لبنان بالأزمات، ولا تزال تتدخل بكل شؤونه السياسية والاقتصادية والأمنية والقضائية عبر وفود مبعوثيها وسفارتها التي لم تعد مقراً دبلوماسياً بل غرفة سوداء لإدارة الضغوط والحصار والاجتماع بأدواتها في الداخل لحياكة مزيد من المؤمرات. وآخرها فرض دعمهم للمحقق العدلي في القضاء اللبناني القاضي طارق البيطار وآليته المسيسة في التحقيق بشأن انفجار مرفأ بيروت، وجعل القضاء أداة للتلاعب بالسلم الأهلي في الشارع اللبناني.
وتأتي هذه الاحداث بالتزامن مع زيارة نائبة وزير الخارجية الأميركي فيكتوريا نولاند التي وصفتها بعض الأوساط الإعلامية اللبنانية بأنها " المسؤولة عادة عن فرض العقوبات"، والوفد المرافق لها، نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط والتواصل مع سوريا ايثان غولدريتش ونائب مساعد وزير الخزانة للشؤون الدولية ايريك ماير، وعلى جدول أعمال الوفد اجتماع مع رئيس الجمهورية ميشال عون، ولقاءات مع كل من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ووزيري الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب والدفاع موريس سليم، وقائد الجيش العماد جوزف عون.
ومن جملة ما تدّعي النائبة الامريكية أنها ستبحث مع المسؤولين اللبنانيين، هي الإصلاحات والاتفاق على خطة تعود بها لصندوق النقد الدولي حتى يتمكن لبنان الذي تحاصره إدارتها في واشنطن وتفرض عليه "فيتو" عربي ودولي من الحصول على الأموال والمساعدات الدولية، كما تقول إنها ستعيد المباحثات بشأن ترسيم الحدود البحرية.
ومن يأتي بحجة مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، كان قد أعطى الضوء الأخضر للكيان الإسرائيلي لخرق المفاوضات بالوساطة مع الجانب اللبناني، وبدأ بسحب النفط من البلوكات دون حسيب أو رقيب، وألزم شركة "هالبيرتون" وأعطاها ترخيصاً "أحادي الجانب" ببدء التنقيب في حقل "كاريش" النفطي المتنازع عليه، وتبلغ حصة لبنان فيه 40%.
و" هالبيرتون"، هي شركة أمريكية عالمية تعمل في 120 دولة حول العالم، يقع المقر الرئيسي لها في فرعين: الفرع الغربي هيوستن، تكساس - في الولايات المتحدة الأمريكية، والفرع الشرقي دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة. وتعمل الشركة على قسمين كبيرين هما: مجموعة خدمات الطاقة والتي تقدم المنتجات والخدمات التقنية لصناعة استكشاف وإنتاج النفط والغاز والثانية هي كيه بي آر (KBR) وهي شركة إنشاءات عملاقة لمصافي البترول وحقول البترول وخطوط الأنابيب الكيماويات.
وكانت المفاوضات على الحدود البحرية معلقة منذ أكثر من خمسة أشهر لعدم احراز أي تقدم او اتفاق بعد خمس جولات من المباحثات في الفترة بين تشرين الأول عام 2020 وأيار 2021 برعاية الأمم المتحدة ووساطة أمريكية.
وكما سيكون للمسؤولة الأميركية في مقر السفارة الأميركية في عوكر لقاء مع ممثلين عن قوى الثورة والمنظمات غير الحكومية في إطار الاطلاع على موقفهم من الوضع اللبناني والإصلاحات الاقتصادية والانتخابات النيابية المقبلة.
الكاتب: غرفة التحرير