تتطلّع الامارات للعب دور أكثر تأثيرا على الساحة الدولية رغم الأخطاء التي راكمتها طيلة الفترة الأخيرة والخلافات التي تزايدت وظهرت إلى العلن مع السعودية التي تعتبر منافستها الأولى رغم زعم الوفاق والتفاهم بين الطرفين. وآخر الأخطاء التي كشف عنها مؤخراً تورط الامارات بالتدخل في الشأن الأميركي عبر تجنيد أحد المقربين من الرئيس السابق دونالد ترامب كما كشفت وسائل إعلام أميركية.
موقع بلومبيرغ نشر تقريراً أشار فيه إلى أن قضية التأثير الإماراتي المتهم بها توم باراك، صديق ورئيس حملة تنصيب الرئيس السابق دونالد ترامب لها علاقة بالأمن القومي الأمريكي.
وعن تفاصيل القضية أشار ديفيد فورياكوس وباتريشا هيرتادو كاتبا التقرير إلى ان توم باراك وهو رجل أعمال يُتهم بالعمل كوكيل غير مسجل للإمارات بناء على قانون العملاء الأجانب، ومحاكمته لها علاقة بمعلومات عن الأمن القومي، وذلك بحسب ملفات المحكمة. ولم يقدم الادعاء أي تفاصيل عن طبيعة البيانات السرية، ولكنهم قالوا إن القضية مرتبطة بقانون إجراءات المعلومات السرية المعروف باسم "سيبا". ويستخدم القضاة القانون لمنع الكشف غير الضروري عن المعلومات السرية، ويوازون ذلك بالثمن على الأمن القومي لو تم الكشف عنها.
المدعي الفدرالي السابق مارك ليتل،- ولا علاقة له بالقضية الحالية- قال:"من الصعب تحديد أي بعد في قضية ما تعتبر سرية لأنها تجري في قاعة محكمة مغلقة وبعيدا عن أعين الرأي العام". مضيفًا أن "ما يحدث عادة أخذ اعتبار مصلحة الحكومة في حماية المعلومات السرية مقابل حق المتهم باستخدام المعلومات في دفاعه".
ويذكر التقرير أن توم باراك يعتبر صديقًا قديمًا لترامب، ومتهم بتلقي توجيهات من مسؤولين إماراتيين بارزين، ومحاولة التأثير على مواقف السياسة الخارجية الأمريكية والتعيينات في حملة ترامب الرئاسية عام 2016 وإدارته بطريقة غير قانونية.
وكشف التقرير أن باراك أنكر الاتهامات، وأُفرج عنه بكفالة 250 مليون دولار. وجاء الكشف عن قانون "سيبا" في صفحتين من القضية كجزء من أمور أخرى ستظهر أثناء جلسة استماع قبل المحاكمة بمحكمة بروكلين الفدرالية في نيويورك. وسيخبر المدعون القاضي كتابيا بالمعلومات السرية قبل اجتماع يقرر حالة القضية وتحديد موعد المحاكمة بعد شهرين.
ومع تقدم القضية، سيحاول الادعاء التوضيح للقاضي لماذا تريد الحكومة حماية المعلومات السرية وما يجب كشفه للمدعى عليه في عملية تبادل المعلومات قبل المحاكمة أو ما تعرف بالاكتشاف. ويعطي القانون في بعض الحالات فرصة لاستخدام ملخصات للمعلومات. وينص دليل لوزارة العدل أنه يجب على ضباط المخابرات العمل بسرية، وعلى الادعاء عدم الكشف عن هويتهم.
وقال ليتل:"لو قضت المحكمة بالكشف عن المعلومات ولم ترض الوكالات الاستخباراتية عن القرار، فهناك إمكانية برفض الادعاء القضية لأنهم لا يستطيعون بالوفاء بالتزامات الكشف عن المعلومات. ولهذا السبب يطلقون عليه غريميل (وهو أسلوب يستخدمه الدفاع في محاكمة تجسس والتهديد بالكشف عن المعلومات إلا في حالة أسقطت كل التهم الموجهة ضد موكله). ولم يرد المحامون عن باراك على أسئلة الموقع للتعليق. وكان باراك يدير شركة "كولوني كابيتال إنك" وهي شركة استثمارات عقارية.
وتباع الكاتبان: لقد ساعد توم باراك الإمارات على عدة جبهات بحسب لائحة الاتهام. ونسب إلى نفسه فضل ترتيب لقاء مع الرئيس في البيت الأبيض، وتعطيل لقاء في كامب ديفيد لحل الأزمة مع قطر، والدفع لتعيين مرشحي الإمارات المفضلين في المناصب المهمة... وهو أيضا متهم بعرقلة مسار العدالة وتقديم بيانات كاذبة لقوات حفظ النظام في مقابلة جرت معه عام 2019. وتُعرف القضية باسم الولايات المتحدة ضد المالك الشحي وآخرين.
المصدر: بلومبيرغ
الكاتب: ديفيد فورياكوس وباتريشا هيرتادو