تقنية جديدة باتت تمتلكها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تختص بالصواريخ المدفعية والباليستية بمختلف أنواعها، ستشكل إضافة نوعية ومهمة لهذا المجال، لما لها من إيجابيات عديدة، وهي تقنية صنع وقود الصواريخ "الهلامي – Gel". فما هي صفات هذا النوع الجديد من الوقود، وكيف سيطور من أداء أنواع مختلفة من الأسلحة؟
هو وقود مصنوع من الكيروسين (الكاز) أو الهيدرازين مضاف الى مركبات كيميائية أخرى مثل مسحوق الألمنيوم، تقوم بتحويله من الشكل السائل إلى الشكل الهلامي. ثم يتم إضافة مواد أخرى، تحول هذا الجل إلى وقود عالي الأداء ويشتعل تلقائياً عند ملامسته لمواد مؤكسدة. ويقضي على العديد من مشاكل الوقود السائل والصلب في الصواريخ، بالإضافة الى العديد من النقاط الإيجابية الأخرى أهمها:
1)يتصف هذا النوع بصفات الوقود الصلب بحيث يتيح المجال أمام إجراء أي تعديل في الصواريخ، وإفراغها من الوقود، بعكس الوقود السائل الذي لا يمكن إفراغه أبداً بعد ملئه.
2)هو خيار أكثر أمانًا وأقل خطورة من الوقود السائل، لناحية السلامة والآثار الجانبية، وخطر التسرب.
3)في الوقت نفسه، فإن لهذا النوع قدرة مثل التي يملكها الوقود السائل، بإيقاف التشغيل (الاشتعال) وإعادة التنشيط. وبالتالي يعد خيارًا جيدًا ليس فقط للصواريخ، وإنما أيضًا لمجموعة متنوعة من الطائرات بدون طيار والمركبات الفضائية.
4)في حالته العادية يشبه الوقود الصلب، من ناحية سهولة عملية نقله وحقنه بأشكال مختلفة في الجسم الصاروخي (ميزة مهمة للوقود الصلب)، وبعد تنشيط نظام الدفع وإدخال كمية كافية من العوامل الخارجية المؤثرة مثل الضغط ودرجة الحرارة للوقود المطلوب، يصبح الوقود في الحالة السائلة فيزيد من قوته وطاقته (هذه خاصية مهمة للوقود السائل).
تطبيقات مختلفة تبدأ من صواريخ ضد الدروع ولا تنتهي بصواريخ ومركبات الفضاء
وفقًا لما قد ذكر من خصائص، نستخلص بأن هذه التقنية الحديثة التي باتت لدى إيران، تجمع ما بين ميزات الوقود السائل والصلب، فتعطي قوة دفع عالية بالتزامن مع زيادة في توفير عناصر الأمان، إن كان في النقل أو الصيانة، ما ينهي الكثير من المشاكل. ما يجعله خيارًا قابلاً للتطبيق في العديد من الأسلحة والآليات: صواريخ كروز، الصواريخ الباليستية، الأقمار الاصطناعية، والمركبات الفضائية، فضلاً عن تطوير محركات الدفع النفاث وكافة تطبيقاته. وهناك العديد من الدول التي تقوم بتجربته على العديد من أنظمتها، ونجحت في هذه التجارب أبرزها: ألمانيا، الصين، الهند، وكيان الاحتلال الإسرائيلي. إضافة للولايات المتحدة الأمريكية، التي قامت باختبار تأثيره على صاروخ "تاو- Tow" المضاد للدروع، الذي تمكن من تحقيق مدى يساوي ضعف نطاقه الأصلي.
الكاتب: غرفة التحرير