الأربعاء 20 آب , 2025 12:16

هآرتس: نتنياهو يعلن الحرب على العالم، جاذبًا إسرائيل واليهود نحو الهاوية

نتنياهو خلال حفل استقبال يوم الاستقلال الأمريكي

هاجمت الافتتاحية الرئيسية لصحيفة "هآرتس" الاسرائيلية، التي ترجمها موقع الخنادق الالكتروني، رئيس حكومة الكيان المؤقت بنيامين نتنياهو، معتبرةً بأنه لا يكتف بـ 7 جبهات حرب خاضتها إسرائيل خلال السنتين الماضيتين، بل يبدو عازمًا للغاية على إعلان الحرب على العالم بأسره، وأنه بهذه العملية يجرّ معه يهود العالم والكيان نحو الهاوية.

واستعرضت الافتتاحية بعض تفاصيل الصدام الأخير ما بين نتنياهو والدولة الأسترالية، مؤكّدةً بأنه من خلال مساواة نتنياهو بين أي انتقاد لسياساته ومعاداة السامية، يزيد من كراهية اليهود حول العالم. واصفةً إياه بالزعيم الضعيف غير القادر على اتخاذ أي قرار، وأنه هو من يقوّض مكانة إسرائيل في العالم، والشخص الذي يتخلى عن "شعبه".

النص المترجم:

لا يكتفي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسبع جبهات حرب خاضتها إسرائيل خلال العامين الماضيين. بل يبدو عازمًا للغاية على إعلان الحرب على العالم بأسره، وفي هذه العملية يجرّ معه يهود العالم ودولة إسرائيل نحو الهاوية.

هذا الأسبوع جاء دور رئيس الوزراء الأسترالي. فقد اندلع صدام دبلوماسي حاد بين البلدين على خلفية قرار أنطوني ألبانيزي الاعتراف بدولة فلسطينية. ونشر نتنياهو على حسابه في منصة "إكس" عدة رسائل متشنجة ضد ألبانيزي، مشيرًا إلى أن التاريخ سيتذكره كسياسي ضعيف خان إسرائيل وتخلى عن الجالية اليهودية في بلاده.

لكن ألبانيزي لم يخن إسرائيل ولا يهود أستراليا. وكعادته، يعكس نتنياهو عيوبه هو على الآخرين. فهو الزعيم الضعيف غير القادر على اتخاذ أي قرار، وهو من يقوّض مكانة إسرائيل في العالم، وهو الشخص الذي يتخلى عن شعبه. يساوي نتنياهو بين أي انتقاد لسياساته ومعاداة السامية، وبذلك يزيد من كراهية اليهود حول العالم. مثل هذه التصريحات لا تخفف الضغط عن الجالية اليهودية في أستراليا – التي تعاني من موجة معاداة للسامية – بل على العكس.

في الواقع، الأستراليون على حق. فقد قالت وزيرة الخارجية بيني وونغ إن حكومة نتنياهو "تعزل إسرائيل وتقوّض الجهود الدولية نحو السلام وحل الدولتين". جاء تصريحها بعد أن قررت إسرائيل إلغاء تأشيرات الممثلين الدبلوماسيين الأستراليين لدى السلطة الفلسطينية، في رد انتقامي على إلغاء تأشيرة النائب سمحا روثمان، ممثلة اليمين الإسرائيلي المتطرف ذي النزعة المسيحانية الوهمية.

قالت أستراليا ما بدأ يقوله العالم كله: دولة إسرائيل ليست هي حكومتها المدمّرة. ففيها أجزاء عاقلة وصحية يمكن أن تقودها في مسار تعافٍ، إذا تخلت عن أوهام النكبة وترحيل الفلسطينيين، وعادت إلى المسار الدبلوماسي الذي ينتهي بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.

وفي الوقت الراهن، تُوجَّه العقوبات إلى الكهانيين ووكلائهم في الكنيست والحكومة. فإسرائيل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش غير مرحّب بها. أشخاص مقيتون كهؤلاء سيُقاطعون إلى أن تتمكن المجتمع الإسرائيلي من التمييز مجددًا بين الدولة والعصابة السياسية.

وقد لخّص وزير الشؤون الداخلية الأسترالي، توني بورك، الموقف بقوله: "إذا جئت إلى أستراليا لنشر رسالة كراهية وانقسام، فنحن لا نريدك هنا". وأضاف أن وجود روثمان قد يخلّ بتطبيق القانون والنظام ويؤدي إلى انقسامات مجتمعية ويشعل المزيد من التصريحات التحريضية. وكل هذا صحيح. العالم قد ضاق ذرعًا بالمجانين القادمين من إسرائيل.

هناك خياران لا ثالث لهما: إما أن تنسحب إسرائيل أخيرًا إلى حدودها الدفاعية والطبيعية، أو ستتسع دوائر الإدانة لتشمل في النهاية جميع الإسرائيليين دون تمييز.

ليس من الواضح إلى متى سيواصل العالم التمييز بين دولة إسرائيل وحكومتها. ومن الممكن أن يكون هذا التمييز قد أصبح بالفعل من الماضي.


المصدر: هآرتس

الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور