قدمت الجامعة اللبنانية على مر الزمان عشرات الشهداء، ممن قتلتهم قوات الاحتلال الاسرائيلي، وكان آخرهم الشهيد محمد طحان، الذي سقط برصاصات الاحتلال أثناء تظاهرة عند الحدود اللبنانية-الفلسطينية، لدعم فلسطين في حربها الأخيرة "سيف القدس".
في كل مرة يرتقي فيها شهيد من أبناء الجامعة، تقف جامعة الوطن أمام أهله وزملائه وترفعه على درجات من الشرف لتقول "الجامعة اللبنانية، جامعة شهداء مواجهة الاحتلال الإسرائيلي". لكن كيف ترد الجامعة اليوم الجميل للشهداء والمقاومين؟
الجامعة اللبنانية تشارك في مؤتمر "إيدك دبي"
تتباهى الجامعة اللبنانية بالدعوة التي تلقتها لحضور مؤتمر "الإمارات الدولي لطب الأسنان ومعرض طب الأسنان العربي -إيدك دبي 2021" في دورته الخامسة والعشرين، كونه الحدث الأكبر في مجال طب الأسنان في العالم، ويجمع أبرز المتخصصين والعلامات التجارية في مختلف مجالات طب الأسنان، كما يضم كل من أطباء الأسنان وأخصائيي طب الأسنان والممرضين والمساعدين أخصائيي الصحة والمعالجين والفنيين وأخصائيي الأشعة والموظفين المساعدين والطلاب وكل من له علاقة بطب الأسنان.
لكن ما يخفى على الناس، أن المؤتمر -الذي جرى من 29 حزيران الفائت وحتى الثالث من تموز الحالي- ضم وفدًا إسرائيليًا مؤلفًا من ستة شركات وهي: Light Instruments Ltd، Noris Medical، Shenpaz Dental، Tov Implant، Tzlash Ltd (Smart Isreal Dental Solutions)، Dentin Implants Technologies Ltd، بالإضافة إلى نقيب الأطباء الإسرائيلي كضيف شرف في المؤتمر.
ليس من المستغرب أن تستضيف الإمارات وفدًا من كيان الاحتلال، فهي التي وقعت في الـ 15 من أيلول الماضي اتفاقية تطبيع في عهد رئيس حكومة الاحتلال السابق بنياميين نتنياهو وبرعاية أمريكية في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لكن المستغرب أن يشارك الوفد اللبناني الذي ضم كل من رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب وعميد كلية طب الأسنان البروفسور طوني زينون وغيرهم جنبًا إلى جنب الإسرائيليين.
وتجدر الإشارة إلى ان نقابة الأسنان في الأردن كانت قد أعلنت عن مقاطعتها للمؤتمر على لسان رئيس النقابة الدكتور حسين عبد الهادي، موضحًا أن القرار "جاء بناءً على ما ورد من معلومات مؤكدة بمشاركة وفد من الكيان الصهيوني في مؤتمر AEEDC DUBAI والمنعقد بمدينة دبي ودعوة نقيب أطباء أسنان الكيان كضيف شرف للمؤتمر".
الجامعة اللبنانية مطالبة بالتوضيح
مشاركة الجامعة في المؤتمر أثارت استنكار وغضب الطلاب، الذين اعتبروا أن هذه المشاركة ما هي إلا خطوة أولى للتطبيع مع الكيان الاسرائيلي، مؤكدين على أن مجرد كون الفعالية في دبي فهي تطبيع حتى يثبت العكس.
نادي "غرافيسيزم" في كلية الفنون أشار إلى أنه وبمجرد أن دخلنا موقع المعرض عثرنا على الجهات الإسرائيلية المشاركة وهناك نحو 6 إسرائيليين موجودون بالفعالية بالحد الادنى"، الأمر الذي دفعهم لنشر الخبر على المجموعات المخصصة لطلاب وأساتذة الجامعة "وحملة مقاطعة داعمي العدو الإسرائيلي في لبنان، انطلاقاً من أننا نرصد في العادة هذا الأمر وليست المرة الأولى التي يتصدى فيها النادي لموضوع التطبيع".
بعد انتشار الخبر، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بحملات تطالب إدارة الجامعة اللبنانية والوفد المشارك بالتوضيح لما حصل، وانتشرت على موقع فيسبوك وتويتر هاشتاغ #جامعتنا_ضد_الطبيع. لترد الجامعة نهار الجمعة الفائت ببيان صادر عن المكتب الإعلامي ينفي فيه وجود وفد إسرائيلي "وإذا كان ثمة وجود لإسرائيليين فيكونون ممثلين لشركات ولا علاقة للجامعة بهم، إذ ليس هناك إسرائيلي من بين المؤتمرين".
وأضاف بيان الجامعة "الحضور في المؤتمر ينطلق من مصلحة الجامعة التي تعد مشاركاً دائماً وفاعلاً في مؤتمر إيدك دبي لطب الأسنان منذ عام 2014، نظراً لما تشكله هذه المشاركة من حضور للجامعة وتعزيز لخبرات كلية طب الأسنان فيها وتوفير فرص العمل للطلاب، حيث يسهم المئات من أطباء الأسنان من متخرجي الجامعة اللبنانية في تقديم أفضل الخدمات الطبية في دولة الإمارات العربية المتحدة".
هذا البيان اعتبره الطلاب مخزيًا بحقهم، حيث أكد أحد طلاب كلية العلوم، في حديث للخنادق أن "بيان الجامعة كان للأسف بمثابة "استغباء" للطلاب، وكنا نأمل أن يكون التوضيح أكثر وضوحًا لكنه جاء سلبيًا"، وأضاف "لن نسكت عن هذا الموضوع وسيكون لنا موقف. الخطوة الأولى كانت ببيان استنكار لطلاب كلية العلوم طالبنا فيه بالتوضيح والاعتذار، أما الخطوات التالية فسيتم الإعلان عنها لاحقًا".
بدوره وصف أحد طلاب كلية طب الأسنان في حديث للخنادق، بيان الجامعة اللبنانية "بلا فائدة" مشيرًا إلى أن أي خطوات تحرك ضد مشاركة الوفد ستكون محل درس اللجان الطلابية في الجامعة.
الشركات الإسرائيلية المشاركة:
الكاتب: غرفة التحرير