بالرغم من نفي "الهيئة الوطنية للمفقودين والمخفيين قسراً" في لبنان، لوجود مقبرة جماعية أو رفات بشرية في منطقة الكرنتينا في بيروت، بعد التداول في وسائل التواصل الاجتماعي عن خبر العثور على رفات بشرية تعود إلى الحرب الأهلية في تلك المنطقة. إلا أن هذه القضية تُعيد التذكير بملف جرائم ميليشيا القوات اللبنانية، التي لم تنته جرائمها حتى وقتنا الحالي، سواء كانت جرائم مادية كمجزرة الطيونة، أم جرائم معنوية من خلال التصريحات التي تصدر عن مسؤوليها وممثليها ووزراءها، والتي تتماهى مع مصالح عدو لبنان: الكيان المؤقت.
وأخر هذه التصريحات، ما صدر عن وزير الخارجية "اللبنانية" يوسف رجّي (المنتمي لحزب القوات اللبنانية)، في أوّل ظهور تلفزيوني له، حين لم يتورع عن تقديم الذرائع لإسرائيل، ضد حزب المقاومة اللبناني أي حزب الله، ملتزماً بخطاب حزبه، ومتخلياً بذلك عن وظيفته الوطنية الرسمية (كوزير يمثّل الدولة اللبنانية بجميع مكوناتها).
لذلك، وأمام هذا التماهي الواضح بين القوات اللبنانية وكيان الاحتلال الإسرائيلي، فإنه من الواجب دائماً تذكير الجمهور اللبناني وباقي شعوب منطقتنا، بالتاريخ الأسود لهذه الجماعة على الصعيد الوطني والعربي، من خلال جرائمها ضد كل من يخالفها، حتى لو كان من نفس الطائفة.
أبرز جرائم القوات
1)مجزرة السبت الأسود:
التي قامت بها فرقة (BG) في كانون الأول ديسمبر 1975، وقتل خلالها المئات من الفلسطينيين والمسلمين اللبنانيين بناء على بطاقات الهوية (التي كانت آنذاك تدون مذهب حاملها).
2)مذبحة الكرنتينا (18 كانون الثاني / يناير 1976):
التي قامت بها الميليشيات التي كوّنت القوات فيما بعد (الكتائب والنمور الأحرار وحراس الأرز). ويُقدر عدد ضحايا هذه المذبحة بـ 1000-1500 مدني فلسطيني ولبناني مسلم وأرمني. وللأسف لم يتم توثيق الأسماء الفردية على نطاق واسع، لكن الضحايا شملوا عائلات بأكملها.
3)مذبحة تل الزعتر (12 آب / أغسطس 1976):
التي يُقدر عدد ضحاياها بـ 1500-3000 مدني فلسطيني ولبناني، أغلبهم كانوا من النساء والأطفال.
4)مجزرة إهدن (13 حزيران/يونيو 1978):
التي تم خلالها تصفية طوني فرنجية (ابن الرئيس السابق سليمان فرنجية) وزوجته فيرا، وابنته جيهان (البالغة من العمر 3 سنوات)، من عشرات من أنصار وحراس عائلة فرنجية، لأسباب سياسية بحتة وبأمر من بشير الجميل (قائد القوات اللبنانية).
5)مجزرة صبرا وشاتيلا (16-18 أيلول/سبتمبر 1982): التي نُفذت بتغطية ودعم إسرائيلي، بحق حوالي 2000-3500 مدني من الفلسطينيين واللبنانيين.
6)اختطاف الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة وتصفيتهم في 05/ تموز يوليو / 1982، وهم الشهداء أحمد متوسليان وسيد محسن موسوي وتقي راستيجار مقدم وكاظم أخوان ومن ثم تصفيتهم بعد وقت قصير من اختطافهم ودفنهم في موقع بناء (عبر صبّ الاسمنت على جثامينهم).
7)جريمة اغتيال رئيس الحكومة رشيد كرامي (1 حزيران / يونيو 1987).
8)ضحايا التطهير الداخلي للقوات اللبنانية (كانون الثاني / يناير 1986): إعدام العشرات من أعضاء القوات اللبنانية على يد أنصار سمير جعجع في شرق العاصمة بيروت.
9)اغتيال داني شمعون في سنة 1990 (زعيم حزب الوطنيين الأحرار) مع عائلته التي ضمت زوجته إنغريد وولداه طارق وجوليان.
10)تورطت القوات اللبنانية في جرائم ضد المدنيين في جنوبي لبنان، وخاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة جيش العملاء المدعوم من إسرائيل. وشاركت في عمليات اختفاء قسري وإعدام وتعذيب ضد المجتمعات الشيعية والفلسطينية المشتبه في دعمها المقاومة اللبنانية بمختلف تشكيلاتها. وقد تم نقل العديد من الأسرى إلى سجن الخيام، حيث تعرضوا للتعذيب الشديد والمعاملة اللاإنسانية.
الكاتب: غرفة التحرير