الخميس 06 آذار , 2025 03:19

حاقان فيدان يهرب من إسرائيل بالافتراء على إيران

حاقان فيدان والتوغل الإسرائيلي في سوريا

يبدو أن الدولة التركية، الراعية الرسمية للسلطة الجديدة في سوريا، تخشى مواجهة الكيان المؤقت على خلفية اعتداءاته وتوغلاته الجديدة في البلاد، لذلك تعمّدت افتعال مشكلة مع الجمهورية الإسلامية في إيران، بناء على افتراءات لا أساس لها حول الأوضاع في سوريا. فيما تظهر الوقائع الميدانية فعلاً، قيام إسرائيل باستباحة الأراضي السورية واحتلالها لمواقع ومناطق جديدة، فضلاً عن سعيها الدؤوب لإشعال الفتنة الداخلية هناك.

لذا كان الأجدر بوزير الخارجية التركي حاقان فيدان، قبل أن يصدر هذه الافتراءات بحق إيران، أن يتصدى للاعتداءات الإسرائيلية بحزم، طالما أن السلطات السورية الجديدة لا تفعل أي شيء تجاه ذلك، وطالما أنه أعلن استعداد بلاده لمساعدة نظام أحمد الشرع الجولاني من خلال إرسال قوات عسكرية لضبط السجون في منطقة شرقي الفرات.

فقد صرّح فيدان في مقابلته الأخيرة مع صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، بأن "القوات التركية قد تسيطر أيضا على المعسكرات والسجون التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرقي سوريا والتي تضم عشرات الآلاف من مقاتلي داعش وأقاربهم إذا لزم الأمر".

هروب حاقان فيدان الى الأمام

أما منذ أيام، فقد حذّر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الجمهورية الإسلامية من زعزعة استقرار سوريا، زاعماً في مقابلة بثتها قناة "الجزيرة" القطرية بأن السياسة الخارجية الإيرانية تعتمد على الفصائل المسلحة وأن هذه السياسة "خطيرة ويجب تغييرها".

لذلك قامت وزارة الخارجية الإيرانية باستدعاء السفير التركي في البلاد، الذي تم إبلاغه بأن "المصالح المشتركة للبلدين وحساسية الوضع الإقليمي، تتطلب تجنب التصريحات غير المناسبة والتحليلات الوهمية"، محذرين بأن هذه التصريحات "تهدد بالتسبب بخلافات وتوترات في العلاقات الثنائية".

أما الناطق باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي فقد صرح خلال مؤتمر صحافي له بأنه "ربما من الأحرى أن يفكر أصدقاؤنا الأتراك أكثر في سياسة الكيان الصهيوني في سوريا والمنطقة"
أمّا التحذير الإيراني الحاسم، فكان من خلال مستشار قائد الثورة الإسلامية للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، الذي أكّد بأن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تسمح لأي دولة بتعريض العلاقات التاريخية والإقليمية العميقة للخطر بتصريحات غير مدروسة". مشيراً بأن الجمهورية الإسلامية كانت دائماً تتمتع بسياسة تعتمد على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. وبأنه من المتوقع من المسؤولين الأتراك أيضًا أن يلتزموا باللياقة الدبلوماسية في تصريحاتهم، ويتجنبوا تكرار الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة. وأن يعلموا بأن تكرار الادعاءات غير الواقعية والتدخلية لن يساعد العلاقات الثنائية بأي حال من الأحوال. مضيفاً بانه "يجب تحذير تركيا من أنه إذا كان البعض في تركيا يظنون أنه من خلال تكرار المواقف الخاطئة وتحت تأثير التلميحات الأجنبية يمكنهم إضعاف موقف إيران في المنطقة، فهم مخطئون بشدة".

أما فيما يتعلق بالأوضاع في سوريا، ورداً على سؤال: ما هو مستقبل سوريا في ظل وجود مجموعات مسلحة مختلفة تحكمها، وهل هناك احتمال تقسيم سوريا؟ قال ولايتي: "من غير الممكن التنبؤ بمستقبل سوريا في الوقت الحالي، لكن الأدلة والمؤشرات وما نراه يظهر أن التحضيرات للتفكك بدأت في سوريا. كل مجموعة لديها مطالبات هناك. الأكراد والعلويون وداعش وهيئة تحرير الشام وآخرون موجودون، وهناك احتمال اندلاع حرب أهلية في أي لحظة. فضلاً عن أن النظام الصهيوني احتل جزءاً من سورية، وأن الولايات المتحدة موجودة هناك، فإن كل هذا يزيد من احتمالات التفكك. ومؤخرا، عقد وزير الخارجية الإسرائيلي اجتماعا مع الاتحاد الأوروبي وقال إن سوريا يجب أن يتم تقسيمها على أسس عرقية ودينية! إنهم يسعون إلى تقسيم سوريا، ويجب على الشعب السوري أن يكون يقظًا.

مضيفاً بأن "الشعب السوري شعب شريف ومتعصب لوطنه وساعد فلسطين لسنوات طويلة، وفي ثلاثينيات القرن الماضي عندما كانت سوريا لا تزال تحت الاستعمار الفرنسي قدم الشعب السوري تضحيات كبيرة من أجل فلسطين. وفي معركة الكرامة عام 1969، خرج السوريون لنجدة فلسطين، وخسروا في تلك الحرب 600 شهيد. وفي حالة أيلول الأسود عام 1970، عندما بدأت الأردن بطرد الفلسطينيين، ساعد السوريون فلسطين. لذلك فهم بطبيعة الحال أكثر تعصباً تجاه بلدهم وسيضعونها تحت السيطرة في نهاية المطاف".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور