تحت عنوان "جردة حساب"، أجاب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم على عدد من الاشكاليات التي كانت تطرح خلال الفترة الماضية منذ بدء الحرب حتى مرحلة ما بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار وانتخاب رئيس للجمهورية. ولأن حزب الله، كما كان دوماً، مدينٌ لبيئته بالنقاش والمصارحة النابعة من الثقة المتبادلة، كانت كلمة الشيخ قاسم بمثابة حجر أساس للمرحلة المقبلة، أكد خلالها على أن "المقاومة هي من رحم هذا الشعب... الثلاثية واضحة كالشمس... وسجلوا لديكم هذا النصر".
وقدم الشيخ قاسم خلال كلمته مفاتيح حقيقة المرحلة التي عاشها اللبنانيون تحت نير الحرب العدوانية الاسرائيلية على لبنان. وتضمنت هذه الجردة عدداً من النقاط أهمها:
كانت النقطة الأولى بالاجابة على اشكالية "ماذا واجهنا": فأكد على أن الحرب كانت "بدعم أميركي غربي بلا حدود، ولنعترف بأن هناك تفوّقاً عسكرياً استثنائياً إسرائيلياً وأميركياً في مقابل القدرات العسكريّة الموجودة لدى المقاومة. وفي المقابل المقاومة خيار عقائدي وسياسي ووطني وإنساني لمواجهة الاحتلال وأطماعه وتحرير الأرض المحتلّة". موضحاً أنه "بسبب الإمكانات التي راكمناها ظن الكثيرون أننا سنهزم إسرائيل بالضربة القاضية في أي مواجهة مع هذا الكيان، ولم يتوقع جمهورنا أن نخسر هذا العدد من القيادات وعلى رأسهم سماحة السيد حسن نصرالله في هذا الوقت السريع". وتابع أنّ "الانكشاف المعلوماتي وسيطرة العدو على الاتصالات والذكاء الاصطناعي وسلاح الجو الذي غطّى لبنان بكامله كانت من العوامل المؤثّرة في الضربات التي وُجّهت للمقاومة، هذه ثغرة كبيرة جداً، ونجري تحقيقاً لأخذ الدروس والعبر واتخاذ الإجراءات اللازمة". وهذه المصارحة كانت مؤشراً على أن الحزب قد أجرى بالفعل تقييماً واقعياً لما جرى، ناقش فيه مختلف الجوانب والحيثيات.
وأشار الشيخ قاسم إلى أنه أمام ثبات المقاومين في الميدان وصمود الشعب المقاوم والاستنزاف الذي تعرض له العدو في القرى الجنوبية الذي لم يستطع أن يدخلها إلى مئات الأمتار، جاء طلب إسرائيل من خلال أمريكا بوقف إطلاق النار، "وافقنا مع الدولة اللبنانية على وقف إطلاق النار، وهذا انتصار، سجّلوا هذا نصر".
النقطة الثانية، فكك الشيخ قاسم بعض الاشكاليات التي كان يسأل عنها المجتمع المقاوم. وقال أنه " بسبب الإمكانات التي راكمناها كمقاومة ...التي أبرزت قوة استثنائية بالنسبة لنا ظنّ الكثيرون بأنّنا سنهزم إسرائيل عسكريًا بالضربة القاضية.. وأن قدرة الردع التي حقّقناها خلال 17 سنة جعلت الناس يعتبرون أنّ قوتنا العسكرية بمستوى أن يكون الردع ردعًا كبيرًا وحقيقيًا وقابلاً للاستمرار.. ثم الانتصار عام 2000 و2006 و2017، أعطت انطباعًا بأنّنا دائمًا مُنتصرون عسكريًا وهذا بسبب التفوّق الموجود لدينا". وأوضح أن "المقاومة لا يمكن أن تكون أقوى عسكريًا ولا يمكن أن نعتمد بأنّ غلبتها هي غلبة عسكرية، أبدًا، المقاومة غلبتها على إسرائيل بإيمانها، بشبابها، بنسائها، بأطفالها، بشيوخها، بعطاءاتها، بدماء قادتها، بالتضحيات التي تُقدّم، هكذا تنتصر المقاومة، هنا يأتي الموضوع العسكري كجزء من الأدوات المساعدة في عملية الانتصار".
وعن اتفاق وقف إطلاق النار، قال "التزمنا كحزب الله ومقاومة إسلامية بعدم خرق الاتفاق، وخرقت إسرائيل الاتفاق نحو 1350 مرة جوًا وبرًا وبحراً... رغم حالة الشعور بالمهانة وتصرف إسرائيل بطريقة فيها إزعاج وفيها محاولة انتقام". ورداً على سؤال حول حزب الله والمقاومة؟ قال "نحن أمام احتلال يعتدي ويرفض الانسحاب، والمقاومة لها الحق بأن تتصرّف وفقما تراه مناسبًا حول شكل وطبيعة المواجهه وتوقيتها، هذه رسالتنا للجميع فليفهموا ما يريدون".
من جهة أخرى، اعتبر الشيخ قاسم أن مهمة هذه الحكومة:
-الوحدة الوطنية - الوحدة الوطنية على مستوى الوطن وليست على مستوى التشكيل.
-المهمة الثانية هي إخراج إسرائيل بكل الوسائل من لبنان.
المهمة الثالثة إعادة الإعمار، لحد الآن الحزب استطاع أن يُجري مسحًا لـ 270 ألف وحدة سكنية، واستطاع أن يُقدّم مساعدة ترميم وما شابه وإيواء لنحو 200,000، هذا إنجاز كبير جدًا، طبعًا نحتاج لقليل من الوقت، الرقم كبير والذي قمنا به الآن أحسن بمرات من الذي عُمل به في عام 2006.
-رابعًا، يجب أن نستكمل بناء المؤسسات من أجل مشروع النهوض والإنقاذ.
-خامسًا، يجب أن نعيد الحقوق إلى أصحابها.
-سادسًا، يجب أن نواجه الفساد والمفسدين.
الكاتب: غرفة التحرير