الأربعاء 13 تشرين ثاني , 2024 12:40

بطاقة هدف: مستوطنة كفر بلوم

مستوطنة كفر بلوم

كفر بلوم هي كيبوتس استيطاني صهيوني يقع في وادي الحولة بمنطقة إصبع الجليل شمالي فلسطين المحتلة، على بعد نحو 6 كيلومترات جنوب شرق مدينة كريات شمونة الاستيطانية، وتبعد المسافة ذاتها تقريباً عن الحدود اللبنانية الفلسطينية.

تأسست هذه المستوطنة في تشرين الثاني/ نوفمبر 1943 من قبل حركة الشباب الصهيونية العمالية "هابونيم"، على أراضٍ متاخمة لقرية الصالحية الفلسطينية المهجّرة.

تمت تسميتها نسبة إلى رئيس الوزراء الاشتراكي الفرنسي السابق ليون بلوم، ما يعكس الارتباط الأيديولوجي بين المشروع الصهيوني والتيارات الأوروبية الداعمة له في بدايات تأسيس الكيان.

الأهمية

تكتسب كفر بلوم أهمية جغرافية وأمنية خاصة، نظراً لموقعها القريب من الحدود اللبنانية، ولأنها تمثل جزءاً من الشريط الاستيطاني الذي يشكل عمقاً لمنظومة الدفاع الشمالية لجيش الاحتلال.

كما أن وجودها ضمن نطاق البلدات الزراعية والتكنولوجية الحديثة في الجليل الأعلى، يجعلها حلقة في سلسلة الكيبوتسات التي تُمثل الواجهة الاستيطانية والعسكرية في آنٍ معاً.

الوظيفة

تُعد كفر بلوم مركزاً زراعياً وصناعياً وتقنياً، تضم مصانع التكنولوجيا الفائقة مثل:

مصنع "جالكون" الذي ينتج أنظمة مراقبة وتحكم آلي

مصنع "جالتيك" المختص بأنظمة إدارة الإنتاج المحوسبة

وفي سنة 2022، بلغ عدد مستوطنيها 771 مستوطن.

الأجهزة

بحكم موقعها الحدودي، تنتشر في محيط كفر بلوم منظومات دفاع إسرائيلية متقدمة، أبرزها بطاريات القبة الحديدية التي يكون مهامها "اعتراض الصواريخ القادمة من لبنان".

وقد أُشير في تقارير إسرائيلية إلى أن طائرة مسيّرة تابعة لحزب الله شوهدت وهي تحلّق فوق بطارية القبة الحديدية قرب كفر بلوم في إحدى العمليات، ما أثار قلقاً أمنياً بالغاً لدى قيادة الجبهة الشمالية.

الاستهداف وتاريخه وتأثيره

في صباح الثلاثاء 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، وفي سياق الحرب الإسرائيلية على لبنان وتضامناً مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، استهدفت المقاومة الإسلامية مستوطنة كفر بلوم بصليةٍ صاروخية كبيرة.

وأكدت مصادر أمنية لبنانية أن الهجوم أسفر عن إصابات في صفوف المستوطنين وتسبب في أضرار مادية كبيرة داخل المستوطنة.

التأثير والدمار

بحسب صحيفة "ذا تايمز أوف إسرائيل"، فإن كفر بلوم تأثرت بشدة من التصعيد مع حزب الله، حيث سقطت عليها صواريخ في مرات عديدة، كما أنها شهدت تحليقاً لطائرات مسيّرة تابعة للمقاومة.

وتُشير التقارير إلى أن مناطق الشمال الإسرائيلي المحتل، بما فيها كفر بلوم، تحولت إلى بلدات شبه خالية عقب الحرب، إذ بقيت المدارس مغلقة، والمصارف والعيادات خارج الخدمة، ومحالّ بيع المواد الغذائية نادرة الوجود.

ورغم إعلان وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024، لم تشهد المنطقة عودة فعلية للمستوطنين، خصوصاً أن مستوطنيها فضلوا البقاء في مناطق النزوح حتى نهاية العام الدراسي.

شاحنة لنقل الأثاث من مستوطنة كريات شمونة

القيمة

تُعد كفر بلوم من المستوطنات الغنية نسبياً، نظراً لاعتمادها على الصناعات المتقدمة والزراعة والتكنولوجية، إضافةً إلى النشاط السياحي الداخلي الذي يتوقف على استقرار الأوضاع الأمنية في الجليل الأعلى.

تاريخياً، كانت كفر بلوم موقعاً للخطابات السياسية الإسرائيلية. ففي عام 2009، ألقى الرئيس الإسرائيلي الأسبق شمعون بيريز خطاباً في كفر بلوم تحدث فيه عن تأثير حزب الله على الكيان، وهو ما يعكس رمزية هذه المستوطنة في الوعي الأمني والسياسي الإسرائيلي.

كلفة الخسائر

قدّرت السلطات الإسرائيلية قيمة الأضرار في 82 مستوطنة حدودية ضمن نطاق 4.5 كيلومترات من الحدود اللبنانية، بما فيها كفر بلوم، بنحو 420 مليون دولار من الخسائر المباشرة، تشمل المنازل والبنى التحتية والممتلكات العامة والخاصة.

أما الكلفة الإجمالية للحرب في الشمال، بما فيها التعويضات عن خسائر الإنتاج الزراعي والتجاري، فقد بلغت حوالي 1.4 مليار دولار أميركي، دون احتساب النفقات العسكرية.

الترميم والوقت

تشير التقارير إلى أن عملية إعمار وترميم المستوطنات الشمالية ستكون طويلة ومعقدة، بسبب الدمار الواسع، وانعدام الثقة بالأمان، إضافة إلى حرائق الغابات، ودمار الطرق والمزارع والبنية التحتية.

وتُقدّر السلطات أن عودة الحياة الطبيعية إلى هذه المستوطنات لن تتم في ظل استمرار التهديد الأمني على الحدود.

ويؤكد العديد من المستوطنين أنهم لن يعودوا إلى المنطقة بسبب انعدام الأمان والخسائر الهائلة التي تكبدتها الجبهة الشمالية.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور