في الوقت الذي يشهد فيه لبنان أسوأ الأزمات في تاريخه على كافة الصعد وتحديدًا الاقتصادية والاجتماعية، يعود إلى الواجهة الحديث حول قدرة الجيش اللبناني العسكرية في مواجهة أي هجمة أو اعتداء خارجي على الأراضي اللبنانية وتحديدًا من الجبهة الجنوبية "إسرائيل"، والمطالبة بنزع سلاح المقاومة والادعاءات بأنه سبب الأزمة الحالية في لبنان، وزعم واشنطن أنها تدعم الجيش عسكريًا وماليًا وتلبي كافة احتياجاته.
ويأتي هذا الكلام الأمريكي ليثبت للرأي العام اللبناني أن سلاح الجيش الحالي -والذي يعتمد على أكثر من 70% على الصناعات الأمريكية- بأنه قادر وحده على رد الخطر عن لبنان، وتسعى أمريكا لفرض قراراتها على قيادة الجيش من خلال التهديدات التي توجهها باستمرار بتقليل "الدعم" له، وكان أبرزها على لسان السفير الأمريكية السابقة أليزابيت ريتشارد عن تقليص في المساعدات الأمريكية للجيش اللبناني في حال التعاون مع حزب الله. فهل تقدم أمريكا فعليًا دعمًا عسكريًا للبنان يجعل من جيشه قادرًا على حفظ الأمن والحدود اللبنانية؟
ماذا قدمت أمريكا للجيش اللبناني؟
بحسب تقرير صادر عن الجيش اللبناني فإن قيمة المساعدات العسكرية التي قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية للجيش اللبناني بلغت منذ العام 2007 حتى عام 2019 حوالي 2.2 مليار دولار. هذه المساعدات التي تمنحها أمريكا تسلك طريقين، الأول من خلال الهبات التي تقدمها وزارة الدفاع الأمريكية بلغت قيمتها في العام 2018 ما يُقارب الـ 104 مليون دولار، أما الطريق الثاني فيتم من خلال برنامج المساعدات العسكرية المخصصة للبنان عبر وزارة الخارجية الأمريكية والتي تقدّر بـ 180 مليون دولار حتى العام 2018.
المساعدات للقوة البرية:
- 200 مدفع هاوزر عيار 155 مل
- 32 آلية برادلي مزودة بمدفع عيار 25 ملم
- صواريخ تاو Tow
- سبعين ألف بندقية أم 16
- مدافع الهاون من عيارات مختلفة 120 و81 و60 ملم
المساعدات للقوة البحرية:
- زورق "القناص طرابلس"
- زوارق دورية
المساعدات للقوة الجوية:
- طائرات مقاتلة من نوع Cessna
- طائرات Super Tucano
-طوافات MD-530 D
- طائرات مراقبة من نوع Scan Eagle
- طوافات Huey II
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الطوافات والطائرات تشكل كل السلاح الجوي للجيش اللبناني، وهو عدد غير كافٍ لمهاجمة الأهداف المعادية في حال حدوث أي حرب. ويتضح أن ما تقدمه واشنطن للجيش اللبناني عسكريًا، لا يغطي حاجته للدفاع عن لبنان في الوقت الذي تمتلك الجيوش العربية أضعاف ما يمتلكه الجيش اللبناني.
وبحسب موقع غلوبال فاير باور المتخصص بالشؤون العسكرية، فإن ترتيب الجيش اللبناني عالميًا من بين 136 جيش آخر هو 116، أما عربيًا فحصل على المرتبة الـ 17 ما قبل الأخيرة. وقال الموقع في تقريره بحسب إحصائيات عام 2021 الجاري، إن الجيش يمتلك 67 طائرة حربية بينها 9 طائرات هجومية و9 طائرات تدريب، إضافة إلى 49 مروحية. وتتكون القوات البرية للجيش اللبناني من 361 دبابة و1890 مدرعة و12 مدفع ذاتي الحركة و374 مدفع ميداني و30 راجمة صواريخ. أما عدد وحدات القوات البحرية اللبنانية فيبلغ 57 قطعة بحرية بينها 12 سفينة دورية، فيما تصل ميزانية دفاع الجيش اللبناني إلى 2.3 مليار دولار.
مقارنة العتاد العسكري بين جيش الاحتلال والجيش اللبناني
تدعي الإدارة الأمريكية في تصريحات مسؤوليها بأن الجيش اللبناني يمتلك ترسانة عسكرية قادرة على الرد على أي حرب تشنها "إسرائيل" على لبنان في أي وقت من دون الحاجة إلى دعم المقاومة، ويكرر هذه الإدعاءات بعض وسائل الإعلام اللبنانية، لكن تناقضها القوة العسكرية التي تمتلكها قوات الاحتلال والتي تمتلك غالبيتها بفضل الدعم الأمريكي لها، إذ إنها تتعامل مع كيان الاحتلال بسخاء لا حدود له مقابل شح كبير مع الجيش اللبناني.
وتشير الدراسات إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ومنذ العام 1948 وحتى العام 2018، قدمت مساعدات للكيان الاسرائيلي تجاوزت قيمتها الـ 1600 مليار دولار، وان 93% من المساعدات الأمريكية للشرق الأوسط تذهب إلى هذا الكيان. وفيما يلي مقارنة بين العتاد العسكري الذي يمتلكه الجيش اللبناني وجيش الاحتلال الإسرائيلي:
- عدد القوات العسكرية للجيش اللبناني 75 ألف مقابل 615 ألف جندي إسرائيلي
- ميزانية الدفاع للجيش اللبناني 2.3 مليار دولار، مقابل حوالي 20 مليار لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
- القوة الجوية:
الطائرات |
الجيش اللبناني |
جيش الاحتلال الاسرائيلي |
المجموع |
67 |
595 |
المقاتلات الحربية |
0 |
18 |
حاملات الجنود الجوية |
3 |
18 |
طائرات تدريب |
9 |
153 |
المروحيات |
49 |
146 |
الطائرات الهجومية |
9 |
48 |
- القوة البرية:
المدرعات |
الجيش اللبناني |
جيش الاحتلال الاسرائيلي |
الدبابات |
361 |
2760 |
الآليات العسكرية |
2330 |
6541 |
المدفعية الثقيلة |
12 |
650 |
المدافع المجرورة |
375 |
300 |
منصات إطلاق الصواريخ المتحركة |
30 |
150 |
- القوة البحرية:
القوة البحرية |
الجيش اللبناني |
جيش الاحتلال الاسرائيلي |
طراد بحري |
0 |
6 |
غواصات |
0 |
4 |
- أنواع المعدات الأمريكية لدى الجيشين:
النوع |
الجيش اللبناني |
جيش الاحتلال الاسرائيلي |
البنادق الهجومية |
أم 16، أم 4 |
أم 4 اي 1، أم 16 اي 1 وأم 16 اي 2، كار 15 |
بنادق القتال |
أم 24، أم 82 |
أم 14، أم 24، باراك HTR 2000، أم 82، باريت مراد، ماكميلان تاك 50 |
بنادق |
0 |
ريمنجتون 870، موسبرغ 500، كالا أم 4 اي 1 |
رشاشات |
أم 240، أم 60 ، أم 2 |
أم 1919، مسييه 60، أم 2 |
قاذفات صواريخ |
أم 72 LAW، أم 141 ، أم 203 |
أم 72 LAW، مسيين 79، أم 203، أم 19، أم كاي 47 سترايكر |
صاروخ |
بي جي إم 71 تاو، أم 712 كوبر هيد |
بي جي إم 71 تاو، أم 47 دراجون |
ناقلات جند مدرعة |
أم 113، أم 1151 |
أم 113 |
مركبات القتال المدرعة |
برادلي |
ميركافا |
مدافع |
هاوترز |
أم 109، أم 270، هاوترز |
الطائرات |
سيسنا 208 للمراقبة، اي بي 205 للخدمات العامة، يو اتش للنقل، وطائرات للإطفاء والتدريب |
F-35، بوينغ F-15 ايجل و سترايك ايجل، جنرال ديناميكس F-16، T-6، ماكدونيل دوغلاس إيه - 4 سكاي هوك، وغيرها من طائرات هيلوكوبتر وطائرات مكافحة الحرائق والاسعاف... |
أضف الى ذلك الفرق الشاسع بين نوعية الأسلحة التي تعطى لاسرائيل وتلك المقدمة للجيش اللبناني حيث أغلب هذه الأسلحة قديمة وربما فقدت قيمتها العسكرية او خرجت عن الخدمة لدى الجيوش العالمية وانتهت صلاحيتها، أو صدأت في المخازن الأميركية.
ويرى مختصون بالشأن العسكري أن تسليح أمريكا للشعوب يندرج ضمن فئات ثلاث، الفئة الأولى هي الحليفة "اسرائيل" التي تغدق عليها واشنطن السلاح المتطور حتى أنه من الممكن أن تستخدمه "اسرائيل" أولا. الفئة الثانية هي الدول الحليفة لأمريكا وتخشى على نظام الحكم فيها من دولة أو عدو آخر فتعطيها السلاح بغية الدفاع عن نفسها، أما الفئة الثالثة فهي فئة الدول التي تخاف أمريكا على انقلابات داخلية من قبل شعوب هذه الدول على النظام الحاكم، فتسلحها لمواجهة شعبها.
ويمكن تصنيف لبنان ضمن الفئتين الثانية والثالثة، إذ تسلحه أمريكا بحسب زعمها ليدافع عن أراضيه ضد أي عدوان خارجي هذا شكليًا، أما في الحقيقة فإن أمريكا تسعى لتسليح الجيش للمطالبة بنزع سلاح المقاومة الذي يشكل خطرًا على الوجود الإسرائيلي الحليف الأول لواشنطن، ويهدد مشروعها في جعل لبنان سفارةً لها في الشرق الأوسط.
إن أمريكا تقدم السلاح المنتهية صلاحيته، أو الذي لا يشكل أي قيمة إضافية حقيقية يمكن ان تجعل الجيش اللبناني قوة يعتد بها، او تمنحه تفوقًا عسكريًا في كافة المجالات، من منطلق سياسة أميركية واضحة ومعلنة أن لا قوة تعلو فوق قوة "إسرائيل"، وبناءً على الأرقام المذكورة أعلاه، فإن ما تقدمه واشنطن للبنان من أسلحة لا فعالية لها، ولا تشكل أي فارق مهم له، وبعبارة أوضح، "إن السلاح الذي تقدمه أمريكا للبنان يساوي صفرًا مقابل ما تقدمه للكيان الاسرائيل"، ما يبقي هذا الجيش عاجزًا ضعيفًا في مواجهة أي حرب او عدوان إسرائيلي جديد على لبنان.
الكاتب: غرفة التحرير