مهما حاول الكيان المؤقت، تجميل اسم منصب "إلعاد غورين"، فإنه سيبقى ضابط جيش الاحتلال الإسرائيلي المعيّن، لإدارة الشؤون المدنية في قطاع غزة، وسيبقى في هذه المهمة إلى حين أن تقرّر المقاومة الفلسطينية عكس ذلك، أو يتم استبداله بشخص آخر.
ففي إطار إجراءات جيش الاحتلال لتثبيت سيطرته على قطاع غزة لفترة طويلة، استحدث منصبا جديدا وفق تسمية "رئيس الجهود الإنسانية-المدنية في قطاع غزة"، ليتولى إدارة الجوانب الإنسانية وتنسيق القضايا المدنية في القطاع، وهو ما اعتُبر موازياً لمنصب "رئيس الإدارة المدنية" في الضفة الغربية التابع لكيان الاحتلال، الذي يتولاه حالياً المقدم هشام إبراهيم.
فمن هو غورين؟ وما هي أبرز مهامه في المنصب الجديد؟
_ شغل منصب رئيس الدائرة المدنية في وحدة تنسيق العمليات الحكومية في المناطق (التي يقودها الجنرال غسان عليان).
_ كان مشاركاً في الآلية التي تم إنشاؤها خلال معركة طوفان الأقصى، بين الكيان ومصر والولايات المتحدة والأمم المتحدة، وكان يجتمع مرة كل يومين مع مبعوث الولايات المتحدة للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد والقنصل المصري في فلسطين المحتلة وطاقم المبعوث الأممي للشرق الأوسط تور فانسلان.
_ في 27 آب / أغسطس 2024، قرر رئيس أركان في جيش الاحتلال هرتسي هاليفي، بموافقة وزير الحرب يوآف غالانت، تعيينه في منصب ""رئيس الجهود الإنسانية-المدنية في قطاع غزة" وبناء عليه تمت ترقيته إلى رتبة مقدم.
_ سبق خطوة التعيين، فرض الكيان لممراتٍ إجبارية في مجموعة من القضايا ذات البعد الإنساني في القطاع (غذاء، دواء، وقود).
_ أثار تعيينه انتقادات لدى القيادة الجنوبية لجيش الاحتلال، التي جادلت بأنه يجب وضعه في مقر القيادة الجنوبية تحت قيادة الجنرال يارون فينكلمان من أجل مزامنة الجهد العملياتي في الحرب مع الجهد المدني، والذي يشمل ترميم البنية التحتية المدنية.
_سيكون من مهامه: متابعة إمكانية عودة مليون نازح فلسطيني إلى منطقة شمالي القطاع، ومشاريع إعادة البناء، والتنسيق مع مؤسسات المساعدات الإنسانية، ونقل المساعدات، والاستعداد لفصل الشتاء، اتخاذ القرارات في قضايا علاج المرضى وإدخال الدواء والمستلزمات الطبية وربما سفر بعض الحالات الطبية العاجلة الى الأردن أو مصر أو الإمارات.
_ من الأهداف التي ستسعى إسرائيل تحقيقها من خلال هذا التعيين:
1)فرض تجاوز الإدارة الحكومية الفلسطينية في القطاع، وخلق مسار مباشر لسكان القطاع للتعامل المباشر مع الاحتلال، وإما عبر المؤسسات خاصةً الدولية التي يبحث الاحتلال عن تحويلها إلى أداة أولية وسيطة بينه من جهة والحاجات الإنسانية لسكان القطاع من جهة.
2)الإظهار للعالم – خاصة الغربي – بأن مشروعه لإطالة الحرب، لا يؤثر على المدنيين في القطاع، وأن مواصلة الحرب لن تؤدي الى حدوث مجاعة أو أزمة إنسانية.
3)محاولة إقناع المفاوض الفلسطيني والضغط عليه، بأن ما يجري التفاوضُ بشأنه لن يتعدى كونَه حول صفقة تبادل الأسرى، وأن الصفقة لن تشمل الانسحاب من محورَي "فيلادلفيا" و"نيتساريم".
4)كي وعي الغزاويين وإشعارهم نفسياً بالهزيمة، بأن خطة إعادة احتلال القطاع باتت أمراً محسوماً، وبالتالي لا داعي للمقاومة. لكن بالتأكيد سيكون لهذا الأمر تأثيراً عكسياً، وهذا ما أثبتته التجارب طوال التاريخ وفي مختلف الدول المحتلة، فلسطينياً ولبنانياً وفي كل البلدان التي شهدت احتلالاً وحركات مقاومة.
الكاتب: غرفة التحرير