الجمعة 19 تموز , 2024 03:53

أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية.. تعهّدت بتحويل الاتحاد إلى تكتل عسكري

أورسولا فون دير لاين

أعاد أعضاء البرلمان الأوروبى، يوم أمس الخميس 18/7/2024، انتخاب أورسولا فون دير لاين لرئاسة المفوضية الأوروبية لولاية ثانية، مدتها خمس سنوات، بعدما حصلت على موافقة الدول السبع والعشرين في حزيران/ يونيو. وبعد اقتراع سري، حصلت فون دير لاين على 401 صوت مؤيد. يتجاوز الغالبية المطلقة التي كانت تحتاج إليها.

وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، تعهّدت، بتحويل الاتحاد الأوروبي إلى اتحادٍ عسكري، في حال إعادة انتخابها لفترةٍ ثانية.

وجاء في وثيقة برنامج فون دير لاين الانتخابية التي قرأتها أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ بفرنسا أنّ "عملها خلال السنوات الخمس المقبلة سيُركّز على بناء اتحاد أوروبي دفاعي حقيقي".

من هي أورسولا فون دير لاين؟

أورسولا فون دير لاين، سياسية ألمانية تنتمي إلى الحزب المسيحي الديمقراطي الحاكم، وأول امرأة تشغل منصبي وزير العمل والتأمينات الاجتماعية ووزير الدفاع في بلادها. وعام 2019 أصبحت أول امرأة تتولى منصب رئيسة المفوضية الأوروبية.

المولد والنشأة

ولدت أورسولا فون دير لاين في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 1958 بالعاصمة البلجيكية بروكسل، وتعود أصولها إلى أسرة معروفة سياسيا بانتمائها المحافظ.

وفي عام 1986 تزوجت أورسولا من هيكو فون دير لاين، عضو هيئة التدريس في جامعة ستانفورد الأميركية، وأنجبت 7 أبناء.

الدراسة والتكوين العلمي

أتقنت أورسولا اللغتين الألمانية والفرنسية، ودرست الاقتصاد بجامعتي غوتينغن ومونستر الألمانيتين، لكنها حولت عام 1977 وجهتها الدراسية إلى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بلندن.

وفي عام 1980 غيرت مجدداً تخصصها فدرست الطب بجامعة هانوفر، وتخرجت عام 1987 لتصبح العام التالي طبيبة مساعدة بعيادة النساء والولادة التابعة لجامعة هانوفر، ثم حصلت عام 1991 على الدكتوراه في الطب.

عاشت أورسولا في الولايات المتحدة الأميركية لفترة، وتعلمت هناك الإنكليزية، وبعد عودتها لألمانيا عام 1996، عملت باحثة في قسم علم الأوبئة والطب الاجتماعي وأبحاث النظم الصحية بمستشفى "إم إتش إتش" عام 1998، وحصلت بعدها على الماجستير في الصحة العامة عام 2001.

التجربة السياسية

- بدأت أورسولا فون دير لاين مشوارها الحزبي بالانضمام عام 1990 للحزب المسيحي الديمقراطي، وتدرجت بعد ذلك في سلم الحزب الذي اختارها على لائحته في انتخابات البرلمان المحلي لولاية ساكسونيا السفلى عام 2003.

- في ديسمبر/كانون الأول 2004 انتخبها الحزب المسيحي الديمقراطي في مؤتمره السنوي في دوسلدورف، لمجلس رئاسة الحزب.

- في عام 2005 اختارتها المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل في حملتها لانتخابات البرلمان (البوندستاغ).

- عقب فوز الحزب دخلت أورسولا الحكومة، وكانت أول وزيرة للأسرة والمرأة والمسنين والرياضة، وكان مما اقترحته حلاً لانخفاض نسبة المواليد في بلادها أن أقرت إجازة أبوة مدفوعة الأجر بعد ولادة الطفل.

- عينتها ميركل في منصب وزير العمل والشؤون الاجتماعية بعد استقالة الأخير قبل انتخابات عام 2009، وفي ذلك العام خفضت أورسولا فون دير لاين الإنفاق على الرعاية الاجتماعية.

- في عام 2010 تم انتخابها نائبة لرئيس الحزب المسيحي الديمقراطي الألماني.

- في أكتوبر/تشرين الأول 2013 فاجأت ميركل الأوساط السياسية المحلية باختيارها أورسولا وزيرة للدفاع بحكومتها الثالثة، لتكون بذلك أول امرأة تتولى المنصب. سَعت أورسولا إلى إصلاح الجيش الألماني، في وقت احتلت فيه روسيا شبه جزيرة القرم، وبدأ حلف شمال الأطلسي الضغط على ألمانيا لزيادة إنفاقها العسكري للإيفاء بالتزاماتها تجاه الحلف.

واستطاعت وزيرة الدفاع المساعدة في تأمين الأموال لشراء المعدات العسكرية، وطالبت بلادها بالدفاع عن أوروبا، وحاولت أيضاً حل تزايد العدد الكبير من اللاجئين، وقالت "من الخطأ مساواة اللاجئ بالإرهابي"، لكن موقفها قوبل برفض كبير بعد هجمات باريس عام 2015 وبروكسل عام 2016.

كانت أورسولا فون دير لاين تعتبر الوريثة المحتملة لميركل، التي رفضت خوض انتخابات رئاسة الحزب عام 2018 بعد أدائه الضعيف في الانتخابات الإقليمية، إلا أن أورسولا رفضت الترشح بعد المشاكل التي عانت منها خلال توليها حقيبة الدفاع.

وبعد انتهاء فترة ولاية رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، بدأت مرحلة البحث عن البديل، خاصة بعد فقدان الائتلاف الحاكم الوسطي لأغلبيته، وظهرت الحاجة لإيجاد بديل مقبول لدى اليمين واليسار، وحينها برزت أورسولا مرشحة للمنصب.

ومنذ الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2019، أصبحت أورسولا أول سيدة تشغل منصب رئيسة المفوضية الأوروبية، وأصبح من مهامها وضع أجندة السياسة العامة للمفوضية وتمثيلها باجتماعات المجلس الأوروبي، ومؤتمرات قمة مجموعة السبع ومجموعة العشرين، ومؤتمرات القمة مع الدول غير الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، والمناقشات الرئيسية بالبرلمان الأوروبي والمجلس الأوروبي.

مشروع "الدرع الجوي الأوروبي"

تعهّدت فون دير لاين بتنفيذ مشروع "الدرع الجوي الأوروبي" من خلال العمل مع الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي والتنسيق الوثيق مع حلف الناتو.

وقالت "سنقترح عدداً من المشروعات الدفاعية ذات الاهتمام الأوروبي المشترك، بدءاً بالدرع الجوي الأوروبي والدفاع السيبراني"، في حال إعادة انتخابها لفترة ثانية.

كما كشفت أنّها "ستؤسس صندوق الدفاع الأوروبي، وستستثمر في القدرات الدفاعية المتقدمة في المجالات الحيوية مثل القوات البحرية والبرية والجوية، وأمن الفضاء والأمن السيبراني".

وبشأن أوكرانيا، أوضحت رئيسة المفوضية الأوروبية أنّ "أوروبا ستقف إلى جانب كييف مهما استغرق الأمر، ومهما امتدت الحرب".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور