كشف هذا المقال الذي نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية وترجمه موقع الخنادق، أن "مقر مرام" التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي اعترف لأول مرة بأن سحابة الجيش (الخوادم المركزية البعيدة) تعرضت لهجمات إلكترونية خلال الحرب على غزة بعدد هائل. بما يؤكّد أن الحرب السيبرانية ضد إسرائيل لا تقل ضراوةً عن غيرها من ميادين الصراع، وبما يُشير إلى أهمية استمرارها خلال معركة طوفان الأقصى وما بعدها أيضاً، لزيادة خسائر الكيان المؤقت. وسيبيّن هذا المقال بطريقة غير مباشرة، كيف يمكن لهذه الهجمات الإلكترونية التأثير على الجانب الميداني العسكري للمعركة.
النص المترجم:
اعترفت قائدة مقر وحدة مرام، العقيد راشيلي ديمبينسكي، للمرة الأولى بأن البنية التحتية للخادم البعيد (الحوسبة السحابية) للجيش الإسرائيلي، قد تعرضت للعديد من الهجمات الإلكترونية خلال الحرب، التي بدأت في وقت مبكر من 7 أكتوبر. ديمبينسكي، كشفت بالأمس (الأربعاء 10/07/2024) في مؤتمر تكنولوجيا المعلومات لجيش الدفاع الإسرائيلي الذي نظمته مجلة "بيبول آند كمبيوترز"، أنه منذ بداية الحرب تعرضوا لأكثر من 3 مليارات هجمة إلكترونية. ووفقا لها، فإن أهداف الهجمات شملت أنظمة الحوسبة السحابية التشغيلية، والتي تخدم سلسلة من البرمجيات المخصصة للصفوف القتالية وتستخدمها لإدارة الحرب، لتحديد موقع القوات وتبادل المعلومات في الوقت الحقيقي.
ولم تحدد العقيد دمبينسكي أنواع الهجمات التي حدثت طوال أشهر الحرب وما هي درجة الخطورة التي شكلتها، وبحسب قولها، تم صد جميع الهجمات، ولم تؤدي بأي حال من الأحوال إلى انهيار أحد الأنظمة.
وأوضحت ديمبينسكي للمشاركين في المؤتمر تسلسل أحداث 7 أكتوبر، واعترفت بأنها كانت متأكدة في بداية اليوم من انهيار نظام التحذير. وقالت: "نهضت وفي غضون دقائق قليلة أدركت أن هذا ليس خللاً ولكنه نوع من الهجوم الأوسع". ووفقا لها، فإن تطوير التطبيقات الجديدة خلال الحرب واستخدامها أدى إلى العديد من التحديات، بما في ذلك "دخول عدد كبير من المستخدمين إلى الأنظمة... وصلنا إلى 120% من الفائض في العرض. وأدركنا أنه إذا لم نتعامل مع هذه التطبيقات بسرعة، سوف تظهر الأحمال ومشكلة البطء".
لذلك، بحسب ديمبينسكي، ركزوا في الوحدة خلال الأسابيع الأولى على تنظيم الموارد وتجهيزها بخوادم إضافية. وإلى جانب ذلك، قاموا بإنشاء مركز معلومات آخر وزيادة الاعتماد على الأنظمة السحابية للشركات المدنية مثل غوغل، وأمازون، الشركاء في مشروع نيمبوس.
وحدة MARAM، التي ترأسها ديمبينسكي، مسؤولة عن حوسبة جيش الدفاع الإسرائيلي، وعلى وجه الخصوص عن البنية التحتية للخادم البعيد للجيش الإسرائيلي، وهي وحدة مسؤولة أيضًا عن الحماية السيبرانية للأنظمة.
ولم يكن هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول هو المرة الأولى التي يتم فيها تنفيذ هجمات إلكترونية على النظام العسكري، في نفس وقت إطلاق الصواريخ. في الماضي، أفيد أنه في نفس الوقت الذي أطلقت فيه حماس الصواريخ على قطاع غزة، تم تنفيذ هجمات حجب الخدمة الموزعة (DDoS) لإسقاط المواقع والخدمات في إسرائيل. إلى جانب ذلك، تزايدت في الآونة الأخيرة الهجمات بمختلف أنواعها ضد المؤسسات الخاصة والحكومية في إسرائيل. ولم يتم الكشف عن جميع الهجمات في الوقت الحقيقي لها، كما حدث، على سبيل المثال، في الهجوم السيبراني الذي أدى إلى تعطيل أنظمة بلدية موديعين عيليت.
المصدر: هآرتس
الكاتب: غرفة التحرير