مضى يومان على الهجوم الإيراني على الأراضي الإسرائيلية، في عملية تعكس الاقتدار العسكري والسياسي الإيراني وفي لحظة إقليمية ودولية صعبة في شتى المجالات نتيجة تداعيات معركة طوفان الأقصى، ضمن هذا الإطار، قررت القيادة السياسية والأمنية في إسرائيل الرد "بشكل واضح وحاسم" على الهجوم، بهدف استعادة الردع الذي اختلّ لصالح إيران ومنعها من خلق معادلة جديدة في وجه "إسرائيل".
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أنه يتضح خلال المشاورات أمران هامان يجب وضعهما على الطاولة. الأول، الرد بطريقة لا تؤدي على الأرجح الى تدهور المنطقة الى حرب. والثاني، الرد بطريقة يمكن للأمريكيين أن يقبلوها. ولا يدور الحديث بالضرورة عن تنسيق كامل، لكن رداً يتوافق مع القواعد التي يضعونها، والذي سيبقى سرياً حتى يدخل حيز التنفيذ، في ظل تأكيد الرئيس الأميركي جو بايدن عزمه على تجنب تمدد النزاع في الشرق الأوسط إلى "أبعد مما هو عليه الآن". كما أشارت عددت مصادر أن غالانت قال لنظيره الأميركي أوستن في مكالمة هاتفية، أن إسرائيل لا يمكنها السماح بإطلاق صواريخ بالستية على أراضيها دون رد.
خلافات قادة الكيان حول الرد على إيران
فيما يتعلق بالرد على الضربة الإيرانية برزت عدة خلافات بين القيادة الإسرائي وهي:
- خلاف متعلق بتوقيت ونطاق الرد الإسرائيلي وينقسم المستوى السياسي حول توقيت ونطاق الرد على الهجوم الإيراني. ووفق "يديعوت أحرنوت" فإن كلاً من الوزيرين بيني غانتس وغادي آيزنكوت عرضا الهجوم قبل وصول الطائرات بدون طيار التي أطلقتها إيران إلى أراضي الكيان، لكن عارض رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، والوزراء يوآف غالانت ورون ديرمر وأرييه درعي، وكذلك رئيس الأركان، اقتراح غانتس وآيزنكوت واعتُبر أنه أقل أهمية من جميع خيارات الرد التي تمت مناقشتها في الأيام التي سبقت الهجوم الإيراني.
- بحسب ما نقلت صحيفة "فينشيال تايمز" عن مصدر مطلع على مداولات الحكومة إن القرار الذي يواجه مجلس الوزراء الحربي، هو ما إذا كان يجب التحرك بشكل كبير ضد إيران أو الرد بطريقة أكثر معقولية. في هذا السياق، اعتبرت هيئة البث الإسرائيلية أن "هناك أيضاً خيارات غير حربية من شأنها أن تضر بالإيرانيين بالقدر نفسه. وسيكون على مجلس الوزراء أن يقرر كيفية التصرف". وتابعت: "تستكمل إسرائيل حالياً، وتحديداً القوات الجوية التي من المتوقع أن تتحمل مسؤولية تنفيذ الرد، الاستعدادات لما يمكن القيام به".
خيارات الرد الإسرائيلي
أمام كيان الاحتلال عدة خيارات للرد على إيران نورد أبرزها:
- الرد على إيران عسكرياً: أي أن يتم الرد بقوة وتحصيل ثمن من القواعد العسكرية للحرس الثوري الإيراني ومواقعه.
- رد أمني: كخيار اغتيال أفراد إيرانيين داخل إيران أو خارجها، أي باستهداف إيرانيين في سوريا ولبنان والعراق. يعتبر هذا الخيار غير كافٍ لاستعادة الردع بوجه إيران، أي أن العمليات الأمنية الاستخباراتية لا ترقى إلى مستوى استرجاع توازن الردع مع إيران.
- رد أقل عدوانية: توقع مسؤولون أمريكيون أن يكون الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني "محدود النطاق" وأن يستهدف القوات الإيرانية خارج إيران، وحلفاء طهران في المنطقة.
- هدف إيراني رمزي: الاكتفاء بعملية محدودة، حيث يقوم طيارو القوات الإسرائيلية الجوية بمهمة على مسافة 1500 كيلومتر، لضرب هدف إيراني رمزي، مثل مبنى حكومي، ومستودعات أسلحة، وآبار النفط وحتى السفن الإيرانية التي تبحر في البحر.
- قال ثلاثة مسؤولين أمريكيين إن الخيارات قد تشمل توجيه ضربات داخل سوريا. ولا يتوقع المسؤولون أن يستهدف الرد مسؤولين إيرانيين كباراً، بل أن يستهدف بدلاً من ذلك الشحنات أو مرافق التخزين التي تحتوي على أجزاء صواريخ متقدمة أو أسلحة أو مكونات يتم إرسالها من إيران إلى حزب الله.
تلقت إسرائيل ضربة موجعة في الرابع عشر من نيسان، والذي تم كسره لن يتم جبره من خلال رد لا يعوّض الأذى الذي لحق بإسرائيل، وفي مختلف الاحتمالات سيكون الرد في زمن قصير بحسب التصريحات الإسرائيلية، الذي ينبئ باحتمال العودة إلى المربع الأول من الردود العسكرية المتبادل.
الكاتب: غرفة التحرير