بعد يوم انتخابي حافل وطويل، من المؤكّد بأن أعداء الجمهورية الإسلامية في إيران قد أصابتهم الخيبة، بعد أن شاهدوا فشل حملتهم لمقاطعة الانتخابات، حينما احتشد الناخبون في طوابير طويلة طوال النهار وحتى منتصف الليل، مع 3 فترات تمديد لموعد إغلاق صناديق الاقتراع، لكي يشاركوا باختيار ممثليهم لـ 290 مقعداً في مجلس الشورى الإسلامي و88 مقعداً في مجلس خبراء القيادة.
هذه المشاركة الجماهيرية تجاوزت الـ 25 مليوناً (بما نسبته حوالي 40.6 %)، بنسبة قريبة لتلك التي حصلت عام 2018. مع العلم بأن أعداء إيران كانوا يأملون بأن تكون نسبة المشاركة أقلّ من ذلك بكثير. واللافت بأن المشاركة النسائية كانت هي الأوسع والأبرز اقتراعاً وترشيحاً (بالرغم من محاولات المعسكر الغربي تشويه وضع النساء في إيران خلال السنوات الأخيرة الماضية تحديداً).
ففي عشية يوم التصويت، كشفت نائبة رئيس الجمهورية الإسلامية لشؤون المرأة والأسرة إنسية خزعلي، عن ترشح 1700 امرأة للانتخابات التشريعية، بما يوازي عدد المرشحات في 6 دورات انتخابية ماضية. وهو ما يعني تنافس 6 مرشحات على كل مقعد برلماني. ومن جهة المشاركة في التصويت، عجّت مراكز الاقتراع بالنسوة من كافة الانتماءات السياسية والثقافية، بشكلٍ لافت للغاية.
أمّا العاصمة طهران، فقدت شهدت منذ الساعات الأولى للتصويت، طوابير طويلة من الناس الذين توافدوا إلى المراكز الانتخابية، بما في ذلك حسينية إرشاد، وجماران، ومسجد لرزادة، ومسجد أبو ذر، وإمام زاده صالح، ومسجد لولاغر.
الإمام الخامنئي: أول المقترعين
وكعادته، كان قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي أول المشاركين والمقترعين في الانتخابات، في حسينية الإمام الخميني (رض) في طهران. وكرّر الإمام الخامنئي دعوته للجميع للمشاركة قائلاً: "قلت الآن وأكرر أيضا أن تذهبوا وتدلوا بصوتكم في أسرع وقت ممكن. مضيفاً "نسأل الله العلي القدير أن يجعل اليوم يوما سعيدا للأمة الإيرانية ونتائج جهود شعبنا العزيز والمشاركين. في مختلف قضايا الانتخابات، إن شاء الله، لتنتهي لصالح الأمة الإيرانية". وكان لافتاً للصحفيين دخول الإمام الخامنئي إلى القاعة بدون عصاه التي يتكأ عليها وهو في سن ال85 عاما.
الانتخابات بالأرقام
_ تم دعوة أكثر من 61 مليون إيراني للإدلاء بأصواتهم في نحو 60 ألف مركز اقتراع، وشارك عدد قياسي من المرشحين بلغ 15 ألفا و200 مرشح، بالإضافة الى 144 مرشحا لانتخابات مجلس خبراء القيادة.
_ تولى الوكلاء في مجلس صيانة الدستور مهام المراقبة والاشراف على حسن سير الانتخابات، والذين بلغ عددهم حوالي 230 ألف مراقب عام، إلى جانب تواجد حوالي 62 ألف مندوب عن المرشحين. فيما بلغ عديد القوات المسلّحة أكثر من 250 ألف عنصر لحفظ الأمن خلال العملية.
_شارك أكثر من 350 مراسلاً ووكيل أنباء من 160 وسيلة إعلام و20 دولة حول العالم بتغطية الانتخابات.
_ فاز رئيس الجمهورية السيد إبراهيم رئيسي للمرة الثالثة بعضوية مجلس الخبراء ممثلاً لأهالي محافظة خراسان الجنوبية، وذلك بعد حصوله على 82.57 بالمئة من الأصوات الصحيحة، وهو ما أظهر زيادة في التصويت له بنسبة 8% مقارنة بالجولة السابقة من انتخابات مجلس خبراء القيادة، وهو ما يعد من الأمور اللافتة في هذه الانتخابات.
الكاتب: غرفة التحرير