في ظل تحكم الولايات المتحدة الامريكية بالحركة الاقتصادية العالمية، والتي تتم بواسطة الدولار، التي تتحكم بطباعته وتربطه بكل المعاملات المالية الدولية. برز منذ العام 2009 أول عملة رقمية مشفرة "البيتكوين"، التي تتميز بأنها لا تتبع لسلطة مالية مركزية، تتحكم بها وتفرض شروطها وسياساتها عليها. لذلك بدأت تستخدمها مؤخراً حركة "حماس" في حملات الدعم لكتائب القسام، بعد أن فرضت واشنطن عقوبات اقتصادية، على كل حركة ودولة مقاومة، أو على من يتعامل معها من أفراد ومؤسسات ومصارف، في سعي منها لحصار محور المقاومة مادياً، عل ذلك يوقف من انتصاراته!
أبرز مثال: حركة حماس
دعت "كتائب عز الدين القسام" في عدة مناسبات، لا سيما بعد انتصار معركة "سيف القدس"، كل من يحب أن يدعمها مادياً، إلى التبرع باستخدام العملة الرقمية. وتعتمد في هذه الحملات على عناوين رقمية مختلفة في كل عملية تبرع (محفظة رقمية)، ما يجعل من الصعب على الشركات وأجهزة الاستخبارات في العالم، مراقبة عمليات التبرع هذه. ويعرض موقع كتائب القسام الإلكتروني مقطع فيديو، يحتوي على إرشادات دقيقة حول كيفية التبرع بالعملات المشفرة، مقدماً نصائح تسمح للمتبرعين أينما كانوا، من الحفاظ على هويتهم سرية، وعدم معرفة أي أحد بقيامهم بهذا التبرع.
شركات بخدمة الاستخبارات
هناك العديد من شركات تحليل ما يسمى بال blockchain، تقدم خدمات وأدوات لتتبع العملات الرقمية، للهيئات الحكومية والأجهزة الاستخباراتية العالمية المختلفة، مثل شركتي: Elliptic الإنكليزية، ومنافستها الأمريكية Chainalysis . اللتين تعدان الأبرز في هذا المجال. فالشركة الإنكليزية Elliptic فازت عام 2016، بعقود مع مكتب التحقيقات الفيدرالي ودائرة الإيرادات الداخلية وإدارة مكافحة المخدرات. وتستخدم هذه الشركة، قاعدة بيانات للمعلومات التي تربط عناوين العملات الرقمية، بالتبادلات وأسواق الويب المظلم (Dark web) والمجموعات (التي تعاقبها واشنطن) لتتبع العملات المشفرة.
وكشفت هذه الشركة منذ مدة، أن "حركة حماس" تلقت في حملات تبرع جرت سابقاً، 13 تبرع قدم في بورصة بآسيا. ولم تستطع الشركة معرفة، ما إذا كانت عملة البيتكوين قد تم تحويلها منذ ذلك الحين إلى عملات نقدية أو لا.
ما هو "البيتكوين"؟
_ شبكة عالمية توفر نظام للدفع جديد (بديل عن البطاقات المصرفية)، وتتم عمليات الدفع عبر نقود إلكترونية بشكل كامل.
_ أول شبكة دفع غير مركزية، تربط طرفي العلاقة (المرسل والمرسل اليه) بشكل مباشر ودون وسيط، يتم إدارتها بالكامل من قبل مستخدميها، بدون أي سلطة مركزية.
_ يتم التعامل بها عبر برنامج للهواتف او للكومبيوتر، من خلال انشاء محفظة شخصية للمستخدم، تسمح له بإرسال واستقبال "البيتكوين" عبرها.
_ يحصل الفرد عليها من خلال أربع طرق:
2)تحويل من أي شخص يريد ذلك.
3)شراء من خلال عمليات التبادل نقدية الكترونية أخرى.
4)ربحها من خلال عملية التنقيب.
_ أصبح هناك الكثير من الأشخاص والمؤسسات في العالم التي باتت تستخدمها في معاملاتها.
_ من مزاياها: حرية الدفع، رسوم دفع قليلة جداً بالنسبة الى الطرق الأخرى، مخاطر اقل للتجار، أمن وتحكم من قبل المستخدمين، الشفافية والحيادية لكل المستخدمين دون أي تمييز.
_ أما عيوبها: قلة الانتشار العالمي حتى الآن، عدم ثبات القيمة وتأثرها بأي حدث، وأنها ما زالت قيد التجربة.
بين الترحيب باستخدامها أو عدم استخدامها، يبقى دعم المقاومة أولوية
هناك الكثير من النظريات التي عالجت هذه العملة، فمنهم من يراها فقاعة نقدية، ومنهم من يراها " مخطط بونزي" الاحتيالي. لكن وبما أن المقاومة الفلسطينية قد أعلنت عن توفر هذه الطريقة لاستقبالها التبرعات المادية، والتي قد تمنع جهود الامريكيين من اطباق الحصار المفروض عليها منذ 2007. لذا فمن واجب أي فرد، يعتقد بأحقية هذه المقاومة، وبأن مساعدته لها يعتبر واجباً انسانياً واخلاقياً ودينياً، أن يقوم بذلك دون تردد أو خوف، فدعم المقاومة في هذه المرحلة الحساسة والحاسمة، هو من أهم الواجبات.
الكاتب: غرفة التحرير