رفضت الولايات المتحدة طلباً إسرائيليّاً للحصول على مروحيات هجومية عسكرية إضافية من طراز بوينغ AH-64 Apache، في طرح كان كيان الاحتلال قد تقدم به خلال زيارة وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، على الرغم من الداعم الهائل الذي تقدمه واشنطن منذ 7 أكتوبر. ويمكن وضع الأسباب الكامنة وراء الرفض في إطار عدم الرضا الأميركي عن الأداء العسكري الإسرائيلي والذي باتت الإدارة الأميركية ثمنه معارضة سياسية داخلية قد تترجمها نتائج الانتخابات الرئاسية القادمة.
تمتلك إسرائيل سربين من طائرات الهليكوبتر الهجومية من طراز أباتشي التي يبلغ متوسط تكلفتها حوالي 52 مليون دولار، المتمركزة في قاعدة رامون الجوية في صحراء النقب ووادي يزرعيل.
اعتمد الجيش الإسرائيلي على هذه الطائرات بتنفيذ عدد كبير من هجماته على قطاع غزة وجنوب لبنان، وهذا ما القى عليها عبء استثنائي في هذه الحرب ما دفع قائد سلاح الجو العميد تومار بار إلى استدعاء الطيارين السابقين الذين تتراوح أعمارهم بين 54 و55 عاماً إلى الخدمة الفعلية. على الرغم من أن الحد الأقصى لقيادة هذه المروحية يجب ألا يتجاوز 51 عاماً. وهذا ما يشير، حسب بعض التقارير الأميركية، إلى عدم وجود عدد كاف من الطيارين الأكفاء في الخدمة حالياً. وقد يكون هذا من الأسباب التي دفعت الإدارة برفض تقديم الطائرات.
منذ بداية الحرب على غزة، وصل إلى إسرائيل 230 رحلة جوية لطائرات النقل الأميركية تحمل أسلحة مختلفة، إلى جانب 20 سفينة تنقل مساعدات عسكرية متنوعة إلى الموانئ الإسرائيلية.
وبحسب وثيقة داخلية للبنتاغون كشف عنها في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر، تشرح تفاصيل الطلبات التي قدمها "زعيم إسرائيلي كبير" في أواخر أكتوبر. فإن القائمة تشمل أيضاً 2000 صاروخ هيلفاير موجه بالليزر لطائرات أباتشي الحربية و36000 طلقة من ذخيرة 30 ملم لمدفعها. ووفقاً لما ورد فيها، فإن المسؤول قد ذكر أهمية هذه الطائرات التي تعمل باستمرار منذ الساعات الأولى من يوم 7 أكتوبر، وتساعد عن كثب القوات البرية في قطاع غزة وعلى الحدود اللبنانية. وبناء على ذلك، تم بالفعل توفير الصواريخ والذخيرة الخاصة بالأباتشي للجيش الإسرائيلي.
على الرغم من أهمية هذه الطائرات للكيان، والتلبية الأميركية السابقة في تقديم الذخيرة، رفضت الإدارة تزويد الجيش بما طلبه. وقد يعود السبب في ذلك لعدد من الأسباب.
يضع المحللون التوترات الكامنة في العلاقة بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقدمة الأسباب.
كما يشير رفض واشنطن إعطاء إسرائيل المزيد من المروحيات إلى عدم موافقة البيت الأبيض على استمرار الأخيرة في عدوانها بطرق تلحق خسائر في صفوف المدنيين، مع تجاوز عدد الشهداء 21 ألفاً و54 ألف جريح. وكانت الإدارة قد دعت الكيان علناً لتغيير تكتيكاته في الحرب وجعل عملياته أكثر جراحية لملاحقة قادة حركة حماس والتخفيف من الخسائر البشرية.
من ناحية أخرى، يشير مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق لشؤون الشرق الأوسط، السفير ديفيد ماك، إلى أن "واشنطن تمتلك كميات محدودة من هذه الطائرات". مضيفاً "ربما تكون هناك أولوية لإمداد أوكرانيا بتلك المروحيات لصد هجوم محتمل في العام المقبل".
تواجه بايدن مخاوف انتخابية أيضاً. اذ ان الأصوات التي عارضت دعم عملية عسكرية إسرائيلية واسعة في قطاع غزة منذ اليوم الأول، ثم وقفت في وجه الدعم المتطرف لإسرائيل دون قيود تتابع اليوم معارضتها للنهج الذي تتبعه الإدارة. وقد يكون رفض الطلب الإسرائيلي مؤقتاً، استجابة لتيارات واسعة داخل الحزب الديمقراطي والناخبين الليبراليين الذين ينتقدون بشدة دعم البيت الأبيض القوي لحرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على غزة.
الكاتب: غرفة التحرير