يعتبر برنامج المراقبة الأمريكي المعروف باسم "القسم 702"، هو واحداً من أكثر وأقوى الأدوات التي تستخدمها الإدارة الأمريكية للتجسس، وستنتهي صلاحيته قريباً مع نهاية هذا العام. لذلك ينقسم الكونغرس في هذه الفترة، وكذلك وسائل الإعلام الأمريكية، حول كيفية تجديد صلاحيته، وما إذا كان سيتم تجديدها أم لا. خاصةً وأنه لطالما أثار انتقادات المدافعين عن الخصوصية خلال السنوات الماضية قبل طرحه للتجديد، لكن الكونغرس جدد تشريعه مرتين (آخرها عام 2018)، بدعم واسع من الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
فما هو هذا القسم القانوني وما الذي يتيحه لأجهزة الاستخبارات الأمريكية؟
_ تم إصدار هذا القسم أو المادة في العام 2008، كجزء من قانون مراقبة الاستخبارات الأجنبية (FISA). ويمكّن هذا القسم مجتمع الاستخبارات (IC) من جمع وتحليل وتبادل المعلومات الاستخباراتية الإلكترونية الأجنبية بما في ذلك تلك الموجهة عبر الشركات الأمريكية أو المخزنة على خوادم أمريكية، حول ما يوصف بأنه تهديدات للأمن القومي (أي التجسس الإلكتروني على كل شخص أجنبي يعيش خارج الولايات المتحدة الأمريكية تشتبه به أجهزة الاستخبارات الأمريكية بأنه يهدد أمنها القومي)، من دون إذن قضائي أمريكي مسبق.
وبالتالي فإن كل أفراد وقادة حركات المقاومة في مختلف دول محور المقاومة بل في أي دولة من دول العالم، سيكونون مشمولين بهذا القسم مع أفراد عوائلهم أيضاً، دون طلب الإذن من دولهم حتى.
_ بحسب نص المادة، فإنه يُسمح باستهداف الأشخاص غير الأمريكيين الموجودين خارج أمريكا فقط، فلا يُسمح استهداف الأشخاص الأمريكيين وأي شخص متواجد على الأراضي الأمريكية. كما تمنع هذه المادة "الاستهداف العكسي"، أي مراقبة شخص غير أمريكي متواجد خارج أمريكا بهدف جمع المعلومات عن شخص أمريكي أو أي شخص مقيم فيها.
فهو يسمح لوكالة الأمن القومي NSA، بجمع اتصالات الأجانب الذين يعيشون في الخارج من الشركات الأمريكية مثل Alphabet’s Google وMeta Platforms وMicrosoft وApple، وكذلك من شركات الاتصالات (ما يعني أن تطبيقات فايسبوك وواتساب وانستاغرام وغيرها مشمولة).
_ تشكّل المعلومات التي يجمعها وفقاً لهذا القسم، أكثر من نصف المعلومات الاستخبارية التي يتم تقديمها يومياً للرئيس الأمريكي.
_ بعد مرور 15 عام على إقراره لأول مرة، أصبح موضوع تجديد هذا القسم عالقاً في خلافات سياسية أمريكية داخلية، وهو معرّض إما للإلغاء النهائي (أمر مستبعد)، أو من الممكن تقليص صلاحياته بشكل حاد. ويتولى بعض النواب الجمهوريين جهود التعديل عليه أو حتى إلغاءه، فيما ينقسم الديمقراطيون حول كيفية إنقاذه.
وفي حال تم إقرار مشروع القانون، فإن ذلك سيضع القسم 702 قيد التفعيل مؤقتاً حتى نيسان / أبريل المقبل، حيث يتم حينها طرح مشروع تجديده على المدى الطويل أو ما إذا كان سيتم تجديده.
_ اعترف مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI مؤخراً، بأنه تم استخدام هذا القسم بهدف التجسس على احتجاجات سياسية أمريكية (الاحتجاجات بعد مقتل جورج فلويد، وخلال اقتحام الكابيتول هيل في 6 كانون الثاني / يناير من العام 2021).
_من اللافت أنه خلال فترة وجود الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب في منصبه ومنذ مغادرته، اتهم مرارا الـ FBI ووكالات استخباراتية أخرى، بارتكاب مجموعة من الانتهاكات، بما في ذلك محاولة التجسس على حملته الرئاسية لعام 2016.
_ يصرّ مسؤولو الأمن القومي الأمريكي على أن البيانات المجمعة بموجب هذا القسم تشكل أهمية حيوية للأمن القومي، ولكن يرفضون الكشف عن تفاصيل ذلك، متذرعين بالسرية التي تحيط بالبرنامج. وفي رسالة أُرسلت إلى الكونغرس يوم الاثنين الماضي، وصف كبار مسؤولي المخابرات القسم 702 بأنه حيوي للتعرف على "المنظمات الإرهابية الأجنبية بما في ذلك حماس".
الكاتب: غرفة التحرير