برز في الأيام الماضية، الدور الدبلوماسي المقاوم لوزير خارجية الجمهورية الإسلامية حسين أمير عبد اللهيان، الذي استطاع من خلال زياراته المكوكية لدول عديدة في المنطقة، ومن خلال مواقفه الإعلامية، أن يساند المقاومة الفلسطينية عبر تصريحات رسمت خطوطاً أمام الكيان المؤقت والغدارة الأمريكية، ستُحدد أفق معركة طوفان الأقصى بالتأكيد.
كما ساهم الوزير عبد اللهيان في استنفار وتشجيع الدور الخارجي والدبلوماسي للعديد من الدول العربية والإسلامية والأجنبية، لكي تقف الى جانب المقاومة والشعب الفلسطيني، خاصةً الدول التي لا تتبع للمعسكر الأمريكي والغربي أو تحظى بحيثية ما، مثل روسيا والصين وتونس وماليزيا وباكستان وقطر وغيرها من الدول.
فما هي أبرز المواقف التي أطلقها الوزير عبد اللهيان خلال زياراته؟
_ احتمال حصول تحرك وقائي واستباقي من قبل محور المقاومة في الساعات المقبلة، وذلك في ظل التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة. منوهاً بأنه إذا لم تواجه بلاده ما يجري في غزة اليوم فستُضطر غدا للتعامل مع القنابل الفسفورية الصهيونية فوق مستشفياتها.
وهذا ما أشار إليه قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي أيضاً خلال لقائه بالنّخب وأصحاب المواهب العلميّة المتفوّقة، حينما قال بأنه إذا تواصلت الجرائم في غزة فإن صبر المقاومة والمسلمين سينفد ولا يمكن لأي طرف أن يقف أمامهم. معتبراً بأنه على الأطراف الأخرى (أي الجانب الأمريكي والدول الأوروبية وغيرهم من الحكومات والدول) ألا تطلب لاحقاً منع فريق ما من فعل ما، فلن يتمكن أحد من منعهم إن ضاقوا ذرعاً بما يحدث.
_ التأكيد على أن كل الخيارات مطروحة أمام قادة محور المقاومة (لم يحدد القادة ولا الدول)، مضيفاً بأنه "لا يمكن أن نكون غير مبالين بجرائم الحرب التي ترتكب ضد شعب غزة"، وأن قادة المقاومة "لن يسمحوا للنظام الصهيوني بالقيام بأي عمل في غزة".
وهذا ما يضع المنطقة أمام كل السيناريوهات، وليس فقط فيما يتعلق بمشاركة حزب الله الى جانب المقاومة الفلسطينية (أي ما هو أكثر من المشاغلة الحاصلة فعلياً على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة)، بل والجمهورية الإسلامية أيضاً، خاصةً مع تأكيده بأن طهران لن تبقى متفرجة على الوضع الراهن.
كما أن هذا التهديد سيؤثر جداً عند دوائر القرار الأمريكية والإسرائيلية، اللتان تخشيا من أن يؤدي عدوانهما الوحشي على غزة، الى إشعال الحرب الكبرى في المنطقة برمتها.
حركة ترحّب
هذه الرسائل الإيرانية التحذيرية عبر الوزير عبد اللهيان، لاقت الترحيب والتأييد لدى العديد من الجهات الفلسطينية وفي مقدمتهم حركة حماس، بحيث وصف ممثلها في إيران خالد قدومي، تهديد الجمهورية الإسلامية بـ"المهم"، وأنه تهديد رادع للاحتلال الإسرائيلي. وأوضح خالد بأن علاقة الحركة مع الجمهورية الإسلامية هي ذات طيف إستراتيجي منذ سنوات، وتقدّم كافة أشكال الدعم للمقاومة الفلسطينية.
وعليه فإن مواقف وجولات عبداللهيان المكوكية، مهمة جداً في هذه اللحظات المصيرية لمنطقتنا، وسيستمر التعاون بين الطرفين خاصةً على صعيد الميدان السياسي والدبلوماسي (بما يمثله الوزير عبد اللهيان)، من أجل إنجاز أهداف المقاومة والشعب الفلسطيني.
الكاتب: غرفة التحرير