في الذكرى ال 17 لانتصار تموز الانتصار الذي غيّر المعادلات في المنطقة ورسخ هذا الواقع الجديد في لبنان، لبنان الذي خرج من العصر الإسرائيلي ودخل عصر المقاومة. في هذه المناسبة نبارك للشعب اللبناني ولشعوب المنطقة وشعوب محور المقاومة هذا الانتصار ويسرنا ان نحاور أحد رموز وقادة هذا النصر نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم.
د. محمد شمص: سماحة الشيخ نعيم قاسم في هذا العدوان وأنتم في قيادة حزب الله والمقاومة كان لكم تجربة، لو تحدثنا عن هذه التجربة الشخصية، عن بعض الخواطر، وعن كيفية إدارة المعركة عسكرياً وسياسياً؟
الشيخ نعيم قاسم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحرب التي خاضها الكيان الإسرائيلي على حزب الله في لبنان سنة 2006 هي أول حدث من نوعه تخوضها دولة محتلة في مواجهة مقاومة لها حدود في قدراتها وإمكاناتها، من هنا كان أهمية أن تعمل المقاومة بطريقة تحاول أن تستثمر إمكاناتها القليلة بفاعلية، وحضورها السياسي بفعالية، وشعبيتها الموجودة أيضا بتأثير وامتداد حتى تشكل حالة حصانة حول المقاومة.
منذ بداية العدوان كنا نعلم بأن الانتصار سيتحقق
في الحقيقة عندما يكون هناك حرب، عادة يمكن أن يكون القادم إلى الحرب في حالة قلقلة او متوترة او جاهل لمدى المعركة او لا يعلم اذا كانت ستكون رابحة أو خاسرة، اصدقك القول اننا من اللحظات الأولى للحرب كنا نشعر بأن الانتصار سيتحقق لكن لا نعلم متى وكيف، كان لدينا تقدير ان المعركة قد تستمر حوالي شهر، لكن تبين انها استمرت 33 يوماً يعني شهر و 3 أيام، كان لدينا تقدير ان مستوى الخسائر المادية ستكون كبيرة لكن الايذاء الذي سيحصل للعدو سيكون أيضا مؤلم مما سيدفع العدو الى الإسراع بإنهاء الحرب خاصة مع وجود المفاجآت.
الشورى اجتمعت في اليوم الخمس للعدوان واتخذت قرارات استراتيجية لما بعد الحرب
نحن اجتمعنا كشورى في اليوم الخامس للحرب يعني 12 في 17 تموز، في 17 تموز أخذنا قرارات استراتيجية لها علاقة بما بعد الحرب، أولاً كيف نؤمن الإمكانات المالية من أجل إعادة الاعمار بعد الحرب، وبدأنا بجمع الأموال وبدأ الحاج قاسم سليماني "رض" بإحضار الإمكانات خلال فترة الحرب، ولذا عندما انتهت الحرب مباشرة استطعنا ان ندفع أموال للإيواء ولشراء بعض الأثاث وللقيام بخطوات أولى قبل عمل الترميم وإعادة البناء، في هذا اللقاء قررنا ما هو الموقف السياسي والسقف السياسي النهائي الذي سنأخذه في إنهاء الحرب، قلنا انه لا بد ان نعطي شيئا ولكن كيف نقلل مما نعطيه مقابل ما سنأخذه من تحقيق الانتصار، فكرة ارسال الجيش الى الجنوب وافقنا عليها في هذه الجلسة، فكرة قوات الطوارئ الدولية وعدم وجود قوات متعددة جنسيات، رفض قوات متعددة الجنسيات كانت في هذه الجلسة، فكرة ان يكون المفاوض الأساسي هو الرئيس بري والتعاون معه في هذا المجال وان لا نفاوض نحن مباشرة مع الأمريكيين او غيرهم أيضا كانت في هذه الجلسة، في هذه الجلسة أيضا درسنا كيفية الاستثمار السياسي خاصة في العمل مع الحكومة وفي المتابعة الميدانية وحصل تنسيق للأدوار كيف يمكن ان نتواصل للمسألة السياسية والمسألة الجهادية ومسائل أخرى، اعتقد ان هذه الجلسة كانت جلسة مفصلية، بعد 5 أيام من الحرب، بعد ذلك لم يتسن لنا ان نجلس جلسة جماعية لكن كان التواصل عبر الهاتف الداخلي، عبر رسائل ترسل حتى أحيانا عبر التلفونات لكن تلفون نستخدمه مرة واحدة وننهي الاتصال وينتهي ونستخدم شريحة أخرى وتلفون اخر، وننتقل من مكان الى مكان آخر، في المتابعات كان حقيقة التواصل موجود ولذا كنت تلاحظ اثناء المعركة كيف تسير العمليات الجهادية وإدارة سماحة الأمين العام (حفظه الله) لهذه المعارك بقرارات ومتابعات وبتفاصيل، وبآن معاً الجبهة السياسية في مواقف الوزراء وجلسة مجلس الوزراء والأمور التي كان يقوم بها الرئيس بري والتنسيق معه والتنسيق مع النواب، كان يسير بطريقة فعالة كل هذا في هذه الأجواء الحربية التي ليس فيها لا مركز مستقر ولا مقومات مباشرة.
-هذا الوضوح في الصورة لديكم، وكذلك التحكم في غرفة القيادة والسيطرة، هناك سرما بالطبع، ما هو السر الذي يمنح هذه القدرة لدى قيادة حزب الله لمعرفة نتائج الحرب وان النصر سيكون حليفها؟ من أي جاءت هذه الثقة؟
قرارات حزب الله تستند الى المعطيات وليس التحليلات
الشيخ قاسم: ربما هناك أمر لا يعرفه الكثير من الناس، نحن في حزب الله نعتمد بعد التوكل على الله تعالى أولاً على كم كبير من المعلومات قبل أن نتخذ الموقف السياسي أو الموقف الميداني، يعني عندما تسمع سماحة الأمين العام او القيادة قررت موقفاً سياسياً معينا، تأكد أن هذا الموقف في 90% أو 95% معلومات و 5% تحليل، بينما كثير من القوى السياسية يكون عندها 5% معلومات و95% تحليل، معنى ذلك أن احتمال الخطأ هو مضاعف مرات ومرات عندهم، فإذاً توفر المعلومات الدقيقة سواء على المستوى العسكري او على المستوى السياسي يوفر لنا في القيادة قدرة أخذ القرار المناسب، نحن عندما دخلنا إلى الحرب نعرف تماماً إمكانات العدو وقدراته على التحرك حتى عندما يحرك طائراته، وعندما يحرك بواخره، وعندما يحرك ألويته العسكرية، كلها في أثناء التحريك تكون لدينا في غرفة العمليات معلومات دقيقة عن العدد والحجم وعن طريقة التحرك أحيانا في استنتاجات حول الاستهدافات الممكنة، هذا يجعل القرار المقابل قراراً مدروساً ويصيب الهدف، نحن لا نعمل بطريقة عشوائية، نعرف العدو ماذا لديه، أيضا نتوقع بحدود محدودة ردة الفعل، لان المعلومات كلها متوفرة، يبقى 5% أو 10% تحليل، هذا يساعد كثيرا على اتخاذ القرار الصائب، توفر المعلومات المكثفة، الأمر الآخر المهم، لدينا حالة من الثقة بالله تعالى، والاطمئنان، والاستعداد للتضحية، بالنهاية مهما كانت الأمور صعبة ومعقدة آخرها شو؟ ان الواحد يستشهد؟ لن يموت أقل من عمره المرسوم عند الله تعالى، ما عنا مشكلة حماية الجسد، ما عنا مشكلة انه نحن بدنا نعمل شي لا يؤدي الى تعريضنا للخطر لا، نريد ان نعمل الشيء المناسب، ولا يعني أن نرمي أنفسنا بالخطر لا، نحن أكثر ناس نحسب حساب لنتفادى الأخطار، لكن لا على قاعدة أن نتفادى الخطر من أجل أن لا نموت، لأن طبيعة المعركة تتطلب أن نوقع الخسائر بالعدو وأن لا تقع بنا، حتى لو أدى ذلك إلى الأضرار الموجودة، إذن هاتان المسألتان أساسيتان مسألة توفر المعلومات الكافية قبل اتخاذ القرار، والمسألة الثانية الاطمئنان والثقة والعمل بتقنية موضوعية عقلانية مصحوب بالإيمان والشعور بأنه نحن نقوم بما يمليه علينا واجبنا والباقي على الله عز وجل، وكان حقاً علينا نصر المؤمنين.
-قيادة المقاومة لا سيما السيد نصر الله تحديداً بقي في الضاحية الجنوبية حتى اليوم الأخير، كيف كان التواصل بين قيادة المقاومة مع المسؤولين الجمهورية الإسلامية أنداك، الحاج قاسم سليماني (رض) كان موجوداً في الضاحية أيضا، لكن هل كان هناك تواصل مباشر مع الامام الخامنئي والقيادة الايرانية؟ كيف كانت تدار المعركة؟ وما هو موقف إيران حينها فيما لو كانت دفة المعركة تميل لصالح الكيان الإسرائيلي؟
الشيخ قاسم: التواصل بين سماحة السيد حسن نصر الله (حفظه الله) وحزب الله مع الإمام الخامنئي (دام ظله) في أثناء المعركة كان يتم عبر الحاج قاسم سليماني "رض"، أولاً الحاج قاسم كان موجوداً في قلب المعركة، هو غادر لأيام الى إيران فقط من أجل أن يبين النتائج التي حصلت ويأخذ الدعم المناسب ويضع القيادة في الجو ويسمع التوجيهات ووجهات النظر، حتى الرسائل المتبادلة كانت تتم عبر الحاج قاسم سليماني فالموضوع كان مؤمّناً بهذه الطريقة.
الامام الخامنئي للسيد نصر الله: أنتم في معركة الخندق وستخرجون منها منتصرين
الأمر الثاني حتى من اللحظات الأولى لم يكن لدى سماحة القائد شك بالانتصار، بل هو قال للحاج قاسم سليماني عندما ذهب للزيارة "أنتم في معركة الخندق"، يعني قل للشباب (قيادة حزب الله) أنتم في معركة الخندق، وستخرجون منتصرين من هذه المعركة، توصيف معركة الخندق لا تأتي في بال أحد عندما سمعتها القيادة وسمعها سماحة السيد حسن استبشر خيرا، لان معركة الخندق تعني أن كل الأحزاب اجتمعت ضد الرسول "ص" لكن تبين أن النصر كان للمؤمنين، وبالفعل هذه أعطت زخماً وأعطت قدرة الى الأمام، ربما البعض يتصور ان الولي الفقيه يتابع بالإشراف على العمل الميداني، هذا غير صحيح، الولي الفقيه يرسم الخط، أي هل يجب أن نقاتل إسرائيل أم لا؟ الولي الفقيه يقول نعم يجب أن تقاتلوا إسرائيل، طيب ماذا نفعل؟ أعدّوا العدة، طيب كيف نستطيع أن نعد العدة؟ اعملوا ما عليكم نحن نساعدكم، طيب صار في أزمات يتطلب دعماً إضافيا، يعطي أمراً بالدعم الإضافي، أما المتابعة التفصيلية الميدانية هذه مسؤولية المقاومة وقيادة المقاومة في لبنان.
-هنا في موضوع الدعم أثناء عدوان تموز، العدو كان يراهن على قطع هذا الارتباط وهذا الدعم والتواصل بين الطرفين، هل استمر تدفق الدعم العسكري خلال الحرب من قبل حلفاء المقاومة من سوريا والجمهورية الإسلامية، هل شعرتم للحظة أنه يمكن أن يتوقف؟
الشيخ قاسم: الدعم لم ينقطع من الجمهورية الإسلامية ومن سوريا، والكل يعرف ان الخط العسكري الأساسي يمر من إيران الى سوريا الى لبنان، هذا بشكل أساسي، ومن سوريا إلى لبنان يعني أيضا هناك أشياء تأتي من سوريا، طرق الدعم تصبح أصعب، ووصول الإمكانات تحتاج الى تغيير مسارات، بحاجة الى تمويه وهذا كان يحصل، لكن الدعم لم يتوقف أبدا، إلا أن طريقة العمل واجهت بعض الصعوبات، لكن دائماً من يخطط لمثل هذه المعارك الكبرى يكون لديه بدائل وخطة أ، ب، ج، حسب التطورات الموجودة.
-العدوان كان عام 2006 واليوم نحن 2023، ما الذي تغيّر، نتحدث عن أن قدرات المقاومة تعاظمت، نتحدث عن محور مقاومة وعن وحدة الساحات، ونتحدث عن جهوزية كاملة لدى المقاومة، لكن برأيكم ما هو التحول الإستراتيجي الذي حصل للمقاومة منذ 2006 ل 2023؟
لم يعد هناك خطوط حمراء على أنواع السلاح التي تصل الى حزب الله
الشيخ قاسم: لا زلت أذكر في سنة 1993، عندما اعتدت إسرائيل على لبنان في حرب تموز بال 1993، كنا نفكر بإحضار بعض الإمكانات حتى نطور قدرتنا أكثر، بعض الإمكانات المتقدمة لم يكن بإمكاننا أن نحصل عليها، لاعتبارات سياسية لاعتبارات ميدانية، فكانت الأمور معقدة قليلا، بعد حرب 2006، لم يعد هناك خط أحمر على أي نوع من أنواع السلاح الذي يمكن أن يمتلكه حزب الله (د. محمد شمص يقاطع: بما فيها المضادة للطائرات) كل شي، ما عم نحكي عن نوع محدد، لم يعد هناك أي خط أحمر، وهذا له مدلوله، هذا يعني أن حزب الله قطع مرحلة المحرمات السياسية، وقطع مرحلة الاعتراضات التي يمكن أن تشكل عبئً عليه، الاعتراضات تبقى موجودة لكن لا تكون لها الفعالية الكافية أيضاً، بعد 2006 الحزب امتلك الصواريخ الدقيقة، والصواريخ الدقيقة لها معنى مختلف عن كل أنواع السلاح الآخر، لا تنسى موضوع سلاح الطيران المسلح (المسيّرات) وأهميته في المعركة، كذلك بين ال 2006 والآن، الحرب التي حصلت على سوريا، ووجود حزب الله وقتال التكفيريين وكل من وراء التكفيريين في حرب شوارع ومدن وحرب جيوش، لم تكن حرباً عادية، هذه أعطت الحزب خبرات متنوعة بتنوع الأرض والمناخ والارتفاعات والوديان والمدن والقرى، هذا كله أعطى خبرة، واستخدام حتى وسائل قتالية مثل الدبابات وصواريخ متنوعة وخطط عسكرية تنسجم مع ظروف الحرب في سوريا، هذا كله يعتبر من الأمور التي عملت تقدماً كبيراً جدا، وأعتقد أنكم رأيتم الذي عرض على تلفزيون المنار معارك الجرود التي حصلت طريقة المعارك واماكنها، الجبال، الوديان، الأنهار، الظروف القاسية الصعبة، التعقيدات، التجمعات، كلها أعطت خبرات غير عادية. اذاً، يمكنني القول انه من 2006 إلى 2023، الإمكانات العسكرية تضاعفت كثيراً كثيراً. السلاح الدقيق له وزنه في المعارك المستقبلية. الخبرات المتراكمة أصبحت على مستوى يمكن ان يُدرّس في الجيوش العالمية مستقبلاً. هذه تجربة استثنائية.
شعبية حزب الله ازدادت بعد عدوان 2006
الالتفاف الشعبي ازداد بشكل غير عادي، وكبير جداً، من الأمور التي يمكن ان لا تكون مفهومة تماماً، جسم حزب الله العسكري، ليس جسماً متفرّغا، قسم منه متفرّغ، وعشرات الآلاف متطوعين، عندهم أعمالهم، عندهم أشغالهم، لكن هم جزء من الجنود. لكن خلال هذه الفترة لا نريد أن نغفل دور الشهيد قاسم سليماني في تقوية الساحة الفلسطينية، وتقوية هذا الموقع، وقام نوع من التكامل بين المحور، يعني العلاقة مع قوى المحور المختلفة كان هو يرعاها بشكل مباشر. لذلك، نحن نقول ان الشهيد قاسم سليماني، شهيد محور المقاومة، لأنه بالحقيقة، هو قائد قوة القدس، واشتغل على امتداد المنطقة، من العراق إلى اليمن، إلى لبنان، إلى فلسطين، إلى سوريا، إلى إيران.
تقدم محور المقاومة على كافة الجبهات
عملياً، محور المقاومة اليوم، إذا نظرت إليه بأقسامه المختلفة، كله تقدم إلى الأمام.
إذا مثلاً نظرت على مستوى اليمن، من كان يتصور ان اليمن يصير لديه بالاستعراض العسكري هذا العدد الضخم من الجيش المنظم والآليات والإمكانات. انا سمعت من أحد المسؤولين العسكريين يقول: "كنا في البداية قبل ان ينتهي تصنيع الصاروخ وقبل طلائه، وقبل ان نضع له العلامة، نضطر ان نرسله الى الجبهة لان لديهم حاجة، اما الآن نحن نبحث عن مخازن، لأن الكميات التي تنتج أكثر بكثير من قدرة المخازن على الاستيعاب، وطبعاً بتطوير الإمكانيات.
هذا جزء من المحور، الشيء الذي حصل في العراق، طرد داعش والنتيجة العظيمة التي حصلت. في فلسطين، اليوم، الضفة الغربية أصبحت جزء من المعركة المباشرة، ومعروف إمكانات ومعنويات وقدرات الفلسطينيين. أنا أعتبر ان المحور تقدم كثيراً. بالمقابل، الإسرائيلي لديه نقاط ضعف قاتلة.
-قبل ان أذهب إلى موضوع المحور والإسرائيلي وتهديداته، في موضوع السلاح الكاسر للتوازن. المعروف ان الجيش الإسرائيلي، يتفوق بسلاح الجو ضد الجيوش العربية. هل موضوع المنظومات الصاروخية هو من الأسلحة الكاسرة للتوازن التي تأتي ضمن الخطوط الحمراء التي أزيلت بعد حرب تموز؟
الشيخ قاسم: هذا كلام عسكري لا أستطيع ان أصرح به. ولا أقول معلومات حوله، لكن الشي الذي أود قوله انه دائماً المقاومة، أدوات قوتها تختلف عن أدوات قوة العدو. يعني، اليوم، إذا الإسرائيلي لديه قدرة انه يستخدم طيران، بالمقابل استخدام المقاومة للطيران المسيّر الذي هو فعاليته مختلفة عن فعالية الطيران الذي يقصف ويضرب لكن الأثر، الذي يحدثه الطيران المسيّر مثلاً في استهداف أماكن محددة في تصوير، في أحداث، يعتبر من الأمور المتقدمة جداً. لا تستطيع ان تقارن المقاومة مع العدو ان لديه طيران، عندك طيران او ما عندك؟ نعم، في الأمور التي تعيق وتعطل وتؤثر. هذه تفاصيل عسكرية ليس المجال للحديث عنها. هي من المفاجآت التي ينتظرها العدو.
-الجيش الإسرائيلي، المسؤولون الإسرائيليون، يهددون ويتوعدون لبنان يومياً بحرب قادمة، وقد أجروا عدة مناورات منذ السنة الماضية، تحاكي الحرب على 5 جبهات، وبالأمس وزير الحرب الإسرائيلي غالنت هدد بإعادة لبنان إلى العصر الحجري، هل تخيفكم مثل هذه التصريحات؟ هل أنتم على استعداد لمثل هذه المواجهة الكبرى؟ أشرتم في تصريح لكم قبل يومين، ان الاستعدادات لدى الطرفين لا تعني ان هناك حرباً كبرى قريباً. هل يعني احتمالية وقوع أيام قتالية قريباً ولا يوجد حرب كبرى؟
المؤشرات لا تدل على قدرة الإسرائيليين شن حرب جديدة على لبنان
الشيخ قاسم: تصريحات العدو الإسرائيلي وخاصة وزير الدفاع غالنت، في الفترة الأخيرة يغلب عليها التصريحات المعنوية لرفع معنويات الجيش الإسرائيلي او الشعب الموجود في الكيان المحتل، لأنه على المستوى العملي لا يوجد أي مؤشر يدل على انهم قادرون على خوض حرب او ان لديهم قراراً بالحرب، حتى اذا تقرأ بوسائل الاعلام، تصريحات قيادات عسكرية سابقة، قيادات أمنية سابقة، حتى تحليلات تسريبات عن اجتماعات مجلس الوزراء وما شابه ذلك، تلاحظ ان هناك صوتاً يقول لا تتهوروا لان أي قرار بالحرب مع الحزب آثاره خطيرة جداً، وغير مضمونة.
-اذاً التهديدات هي تهديدات معنوية وحرب نفسية؟
الشيخ قاسم: في كل الأحوال، عندما يقوم العدو بمناورات، عندما يقوم بتهديدات، عندما يقوم باستعدادات، هذا لا يعني انه سيخوض الحرب غداً. ايضاً في المقابل نحن، لأول مرة عملنا مناورة عسكرية مكشوفة وواضحة وعلى الحدود، لنبيّن للاسرائيلي اننا لسنا خائفين. وكذلك، كشفنا عن منظومة ثار الله، وقدّمنا بعض نماذج عن اقتحامات ممكن ان تحصل.
الإسرائيلي أمام نقاش الوجود او الزوال
هذا كله في إطار انه لدينا جهوزية إذا كنتم تقررون شيئاً. على كل حال رد سماحة الأمين العام حفظه الله، على ان العصر الحجري سيلحق بالإسرائيلي ايضاً، بل أكثر من هذا، هم سيكونون امام نقاش الوجود او الزوال. وليس العصر الحجري، يعني ما قبل العصر الحجري، بالتالي، هم خليهم يحسبوا حساباتهم، بالتقييم السياسي، بحسب المعلومات الأمنية، بحسب المعلومات العسكرية، لا يبدو ان المنطقة ذاهبة على حرب.
- سنعود للحديث عن وحدة الساحات وكيف يمكن ان يتعامل محور المقاومة فيما لو شن الإسرائيلي عدواناً جديداً على لبنان. مشاهدينا فاصل ونعود إليكم فكونوا معنا.
-السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نستأنف هذا الحوار مع سماحة الشيخ نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله، مرحباً بكم سماحة الشيخ
-اهلا وسهلا
- ذكرتم في الحديث انه لا يوجد مؤشرات على احتمال شن إسرائيل عدواناً على لبنان وان تصريحات القادة الإسرائيليين تأتي في سياق الحرب النفسية او المعنوية لكن نتنياهو يعاني من أزمة داخلية، وثمة أزمة وجودية يعاني منها الكيان الإسرائيلي المؤقت وقد يرتكب حماقة ما ويشن عدواناً. ما هو موقف محور المقاومة؟ هل فعلاً الساحات موحدة؟ يعني وحدة الساحات التي نتحدث عنها، هل هي وحدة حقيقية ام هي أيضاً حرب نفسية من قبل محور المقاومة؟
لم تتغير المعطيات التي هددنا فيها الإسرائيلي في كاريش ونجحت التجربة
الشيخ قاسم: لو افترضنا أن الكيان الإسرائيلي بقيادته اتخذ قرارًا بالحرب، حزب الله مستعد وجاهز إلى درجة إلى أنه لا يحتاج أكثر من ساعات قليلة لتعبئة كل الجبهة التي تحت إمرته من أجل المواجهة مهما كان مستوى الحرب، بمعنى أن جهوزية حزب الله عالية إلى هذه الدرجة، وكان هناك تجربة عندما هددنا الإسرائيلي إذا لم يعطنا حقنا في النفط والمياه واستمر في استخراج النفط من حقل كاريش سنضرب حتى ولو أدى ذلك إلى حرب. هذا التهديد كان مبنياً على معطيات، هذه المعطيات لم تتغير. الفرق أنه ليس لدينا نية بالمباشرة بحرب. ولكن لو فكر الإسرائيلي فجهوزيتنا حاضرة. هنا يأتي نقاش دور محور المقاومة في أي حرب. يجب أن نميز بين أمرين. بين جهوزية محور المقاومة، في أن يتعاون أطرافه في مواجهة أي حرب، وهذا متحقق، والجهوزية قائمة، وبين المباشرة عندما تحصل الحرب هل يكونون معًا، في أول الحرب؟ في جزء من الحرب؟ هل هناك ضرورة أن يكونوا مشاركين في مرحلة من المراحل أم لا؟ هذه تفاصيل عسكرية لها علاقة بالتوقيت بمعنى آخر ليس هناك كبسة زر بأنه إذا اعتدت إسرائيل ينزل محور المقاومة كله ليقاتل إسرائيل. المسألة ليست آلية، وليست مرتبطة بما تقرره إسرائيل حتى يندفع محور المقاومة لقتالها مجتمعًا. نحن نتحدث عن جهوزية محور المقاومة ليقاتل مجتمعًا. وقدرة محور المقاومة أن يقاتل مجتمعًا. لكن في أي حرب وأي عمل عسكري وأي مواجهة. من يشارك وكيف يشارك وهل يجتمع المحور أو جزء منه، أو جزء من جزء منه، هذا له علاقة بالميدان والظروف.
-د شمص: إذن هناك قرار لقيادة المحور أن هذه المعركة مع إسرائيل هي معركة الجميع بغض النظر عن طبيعة المشاركة ووقت المشاركة؟
الشيخ قاسم: كل أعضاء المحور يصرّحون ليل نهار بأن البوصلة فلسطين المحتلة وأن إسرائيل عدو بالنسبة إليهم. من إيران إلى اليمن إلى العراق وسوريا ولبنان وفلسطين وكل من يتعاطف أو يتعاون مع هذا المحور. فإذًا ليس هناك مشكلة بوحدة العدو. التفاصيل لها علاقة بتوقيت أي معركة وبحجم امتدادها وبالمتطلبات التي تحتاجها لننجح فيها، وبمنع العدو من تحقيق أهدافه. هذا يجب أن يتوفّر حتى يتم تطبيقه عمليًا.
-إذًا الحرب الكبرى التي تحدث عنها سماحة الأمين العام هل هي حرب حتمية؟ هل هي قريبة؟
الشيخ قاسم: لا أستطيع أن أؤقّت، متى تكون مثل هذه الحرب. هذا موضوع له علاقة بالتطورات، والظروف. لماذا لا تحتمل احتمال أن تسقط إسرائيل وتزول من دون حرب.
د شمص: احتمال وارد..
الشيخ قاسم: هذا وارد الاحتمال. يمكن أن يتراكم العفن والخلاف داخل الكيان الإسرائيلي إلى درجة أن يتفكك فلا يعود قادرًا على خوض حرب مع جهة من جهات المحور، وبالتالي إذا كانت كل العالم يريد أن يدعم إسرائيل وإسرائيل ليس لديها ركب، يمكن أن يكون الحل إنهاء موضوع إسرائيل. أنا أعتقد أنه كما هناك احتمال أن يكون هناك حروب متفرقة ضدّ إسرائيل. هناك احتمال أن تكون حرب كبرى ضد إسرائيل، كذلك هناك احتمال أن تسقط إسرائيل من دون الحاج إلى حرب كبرى.
-ننتقل إلى الموضوع الإقليمي، الاتفاق السعودي الإيراني. كان لهذا الاتفاق مفاعيل وارتدادات سريعة ومهمة على مستوى دول المنطقة، وكان اللبنانيون ينتظرون أن يكون له تداعيات على الوضع اللبناني خاصة في الملف الرئاسي. لماذا لم يكن لهذا الاتفاق تأثير بالملفات الأساسية المصيرية في لبنان كملف رئاسة الجمهورية؟
الاتفاق الإيراني السعودي هو اتفاق جدي ونهائي واستراتيجي وسيستمر
الشيخ قاسم: الاتفاق الإيراني السعودي في رأينا هو اتفاق جدي ونهائي واستراتيجي وسيستمر، لأن كلا البلدين لديهما مصلحة حقيقية وكل طرف من زاويته، وقد قطعوا خطوات ومستمرون..
د شمص: رغم التعطيل الأمريكي..
الشيخ قاسم: رغم التعطيل الأمريكي ورغم العقبات الأمريكية لأن مصالح السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية أكبر بكثير من إمكانية أن يعودوا إلى الوراء بعدما خطوا خطوات مهمة جدًا، لكن أي انعكاس لهذا الاتفاق على الدول الأخرى مرتبط بمجموعة من العوامل والتطورات ويمكن بعد لم يحن وقتها. نحن من الأول عندما أشدنا بالاتفاق وحييناه وقلنا إنه جيد. قلنا بأنه ليس معلومًا بأن ينعكس على لبنان في القريب العاجل. يمكن في مرحلة لاحقة بعد سنة أو اثنتين أو ثلاث، ويمكن ألا ينعكس بهذه السرعة. لم نكن في يوم من الأيام متوقعين أن هذا الاتفاق سيكون له انعكاس مباشر على الوضع اللبناني لأنه ثمة تعقيدات في الوضع اللبناني تحتاج على حلحلة لها طابع داخلي وطابع بالموقف مع أمريكا، وهذا الجو القائم أكثر بكثير من الاتفاق بين إيران والسعودية.
د شمص: قبل أن أدخل في الملف اللبناني مباشرة والملف الرئاسي يبقى موضوع اليمن. كون الاتفاق السعودي الإيراني، قيل إنّ أحد أهم أسبابه هو رغبة السعودية بإيقاف الحرب على اليمن. يبدو حتى الآن الهدنة هشة. هناك قصف سعودي يومي للمدن اليمنية، ولم تلتزم السعودية ببنود الهدنة، والاتفاق بين الطرفين. وهناك حديث عن تصعيد قريب. برأيك السعودية ألا تريد إنهاء الحرب في اليمن؟ وهل الأميركي هو الوحيد الذي لا يريد إنهاءها أم أن السعودي أيضًا يماطل؟
الشيخ قاسم: أريد أن أصحح فيما قلته في السؤال، لم يعقد الاتفاق الإيراني السعودي من أجل اليمن. إنما عقد من أجل إيران والسعودية. من نتائجه موضوع اليمن، يعني هناك إمكانية أن يتفاهما على خطوات ويتعاونا بما يساعد على حل لمشكلة اليمن، خاصة أن السعودية لها مصلحة في معالجتها قبل 2030، لأن رؤية ولي العهد محمد بن سلمان ب 2030 أن تكون السعودية في موقع اقتصادي متطور ومتقدم عالميًا ومنافس، لا يمكن أن يطمئن لهذه النتيجة إلى إذا كان البر والبحر والمحيط في حالة أمن واستقرار. لا يوجد اقتصاد لامع بدون وضع أمني مستقر. إذا بقيت الحرب على اليمن، هذا يعني أنّ اليمنيين في مرحلة من المراحل عندما يشعرون بالضغط أو بأنهم لم يعودوا قادرين على ذلك، سيستخدمون القدرة العسكرية لديهم، في مواجهة من يعاديهم، وبالتالي إذا كان باب المندب والأراضي السعودية تحت مرمى الصواريخ اليمينية، هذا يعني أن أي حادثة تعيق وتؤثر على 2030. من هنا ثمة مصلحة كبيرة للسعودية أن تنهي الأزمة مع اليمن والحرب على اليمن من أجل هذا الهدف الكبير. يبقى الآن هل قاموا بما عليهم؟ أعتقد أن هناك مشكلتين. الأولى أن السعودية تريد نتيجة سياسية في اليمن ومكاسب في الاتفاق السياسي، أعلى من إمكانية اليمنيين أن يعطوا هذا الكسب. وهنا نقطة مهمة. والأمر الثاني أن الأمريكيين لا يريدون للسعودية أن تحقق هذا الإنجاز لتبقى تحت الضغط من أجل أن يأخذوا منها التزامات واتفاقات معينة خاصة في هذا الوضع العالمي المتوتر. إذا هناك عائق أمريكي في اليمن، وأيضًا يجب أن تخطو السعودية خطوات أكثر مرونة حتى تنحلّ المشكلة.
-هنا نسأل، موقف حزب الله من العدوان السعودي على اليمن، كان موقفاً واضحاً وصريحاً، حيث أدان هذا العدوان وكان موقفاً بلهجة تصعيدية، ونلاحظ مؤخراً بأنها تغيرت تجاه السعودية! السؤال هل يوجد لقاءات أو مشاورات او اتصالات بين حزب الله والسعوديين؟
نرحب بأي اتفاق بين السعودية واليمن، نريد ونحب ذلك
الشيخ قاسم: في ملف اليمن، بعد أن حصلت الهدنة بين السعودية واليمنيين وبدأ الحديث عن احتمال إيجاد حلول. ليس هناك ما يستدعي من قبلنا أن نعلن موقفاً سلبياً، بل نحن نرحب بأي اتفاق يحصل بين السعودية واليمن وينهي الأزمة اليمنية والحرب على اليمن بالكامل. هذا الأمر نحبّه، نريده، على المستوى السياسي، لأنه نحن متضامنون مع اليمن ومظلومية اليمن، وحق اليمنيين بأرضهم وبسياستهم، وبقرارهم، وباستقلالهم، وسيادتهم. أما موضوع العلاقة بين حزب الله والسعودية، إلى الآن لا يوجد شيء ولم يطرح شيء. ما الذي يمكن أن يحصل في المستقبل؟ دعنا ننتظر.
-يعني فيما لو أراد السعوديون اللقاء مع حزب الله، فإن الحزب لا يمانع بلقاء مسؤولين سعوديين لمناقشة الملف اللبناني؟
الشيخ قاسم: دعنا ننتظر ما الذي يُمكن أن يُطرح، وما الذي يُمكن أن يحصل، وما هي ظروفه وما هي مقوماته، عندها نعطي الجواب.
-في موضوع الملف الرئاسي، إحدى العقبات الأساسية التي يعاني منها لبنان، هي الفراغ الرئاسي. موقف حزب الله واضح أنه داعم للمرشح الوزير سليمان فرنجية. هناك مفاوضات بين حزب الله والتيار الوطني الحر، هل تمّ الاتفاق وحسم أمر الوزير فرنجية كمرشح للرئاسة؟
فرنجية مرشح وطني جامع وهو بالنسبة لنا ما يزال الأوفر حظاً للرئاسة
الشيخ قاسم: بالنسبة لحزب الله، ومعه حركة أمل وعدد من المناصرين والقوى الفاعلة في البلد، لا زلنا نعتبر أن الرئيس فرنجية له الحظوظ الأوفر، وهو مرشح وطني جامع، يتميز بصفات لم يُطرح أي اسم آخر يعادل صفاته حتى الآن. وبالتالي نحن لا زلنا متمسكين بترشيح الوزير سليمان فرنجية.
في العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر والتي لها مدخلية الآن، في مسألة الرئاسة، استلمنا من التيار الوطني الحر، مجموعة من المقترحات لها علاقة باللامركزية الإدارية، وبعض النقاط الأخرى المرتبطة بالبرنامج الرئاسي، والصندوق الائتماني.
الحوار بين حزب الله والتيار إيجابي ومتقدم
نحن عاكفون على دراستها، ولا بد أن يحصل عدد من اللقاءات من أجل بلورة الموقف، من قبل الطرفين وتحديد نقاط الاتفاق الممكنة، وهذا يحتاج الى بعض الوقت. لكن أصل الحوار إيجابي، أن ينتقل الى مرحلة تقديم أفكار ووجهات نظر فهو خطوة إيجابية. الآن سندخل في مرحلة التداول والنقاش، وبطبيعة الحال، هذا لن يقتصر اي النقاش مع التيار الوطني الحر، لأن الأفكار المطروحة تتطلب مروحة أوسع من القوى السياسية التي لها علاقة بحسم هذا الأمر، بتسهيل موضوع الخطوات الأولى باتجاه الرئاسة.
الأمر يحتاج الى بعض الوقت، أستطيع أن ألخص وأقول، بداية المسار إيجابي، الثمار تتطلب بعض الوقت.
-يعتقد البعض لأن هناك حوارا بين حزب الله والتيار، والذي أصبح متقدماً الى مكان ما، واستلمتم ورقة من التيار، الأمريكي أزعجه هذا التقارب، يبدو أراد تفجير لبنان أمنياً، سلسلة الأحداث التي شهدناها مؤخراً، عين الحلوة وغيرها، يبدو وكأنها مفتعلة وهناك أيادي أمريكية أو أوامر أمريكية لتأزيم الوضع أمنياً. هل توافق هذا الرأي أو هذا التحليل؟
الشيخ قاسم: لا أُبرئ أمريكا بافتعال الفتنة، ولكن أيضاً لا نعطي أمريكا هذا الحجم بأنها تفعل كل ما تريد في لبنان. يجب أن ندرس الحوادث التي حصلت بدقة، لنعرف كم هي موضعية وأين تتقاطع مع الأمريكيين.
أدوات الأميركيين حاولوا استغلال حادثة الكحالة لافتعال الفتنة
حادثة الكحالة هي حادثة موضعية، وبالتالي من حاول إيصالها الى الفتنة هم من ينسقون مع الأمريكيين ويعملون تحت جناحهم، إذا هم لحقوا حادثة ولم يبدأوا حادثة، هناك فرق! هذا معناه أنهم يحاولون استغلال فرص من أجل تضخيمها وإيصالها الى المأزق أو إلى الفتنة الداخلية.
الحمد لله، حزب الله والواعين من القوى المختلفة بما فيها القوى المسيحية، أسقطوا هذا الاتجاه.
أحداث عين الحلوة خلاف داخلي وغير مرتبطة بمؤامرة
أما موضوع عين الحلوة، فالخلاف داخلي، ولا أعتقد أنه مرتبط بمؤامرة، لكن مثل حادثة الكحالة، أنه يمكن استثمارها لاحقاً؟ يمكن. بمعنى آخر، أريد أن أقول بأنه يجب أن نبقى حذرين من أمريكا وأدواتها، في تحريك الفتن، وفي استغلال أحداث لصُنع الفتن. ليس دائماً تأتي الفتن بقرار، أحياناً تُستغل حادثة فيُصنع منها فتنة.
-يعني لا يوجد معلومات لديكم بأن الأمريكي يردي أن يُفجّر الوضع في لبنان أمنياً؟
الشيخ قاسم: أمريكا ليست مبالية بلبنان، كل ما يضرّ لبنان هي حاضرة أن تقوم به.
بدليل طيب العقوبات ماذا تعني تحتاج الى دليل ان أمريكا تعمل ضد لبنان من خلال العقوبات، منع الكهرباء ان تأتي الى لبنان عن طريق مصر وعن طريق الأردن أليس هذا كافيا للدلالة، أمريكا هي تشتغل بعداء مع لبنان ولا تشتغل بصداقة ولذلك كل الاحتمالات واردة، انا اتحدث عن أحداث محددة اذا كنا نريد ان نقيمها، وليس كل شي نقول ان أمريكا قررت فحصل، لكن هي في موقع المؤذي للبنان والخطر على لبنان بسبب الاتجاه الذي تعمل عليه.
- في حادثة الكحالة قضية تحريض القناة الخبيثة كما وصفها سماحة الأمين العام كيف يمكن التعامل مع هذا الاعلام؟ هل ثمة توجه لمقاضاتها؟ ألا ينبغي على القضاء اللبناني ان يحاسب هذه القناة على التحريض على إثارة الفتن المذهبية والطائفية، وهي ليست المرة الأولى، وحزب الله كيف سيتصرف معها؟
ينبغي ان تتخذ إجراءات قانونية قضائية بحق قناة الفتنة (MTV)
الشيخ قاسم: الآن نحن نعتبر ان القوى الأمنية والقضاء هم المسؤولون في اتخاذ المواقف وفي حسم ماذا حصل ومن يتحمل المسؤولية إما مباشرة وإما بالتحريض على المستوى الإعلامي وعلى المستوى السياسي وعلى المستوى الميداني، سننتظر نتائج التحقيق وأحكام القضاء، وبالتأكيد قناة الفتنة التي أصبحت موسومة ومعروفة بهذا التوصيف هذه القناة يجب ان يوضع لها حد وان تتخذ إجراءات قانونية قضائية بحقها، لأنها يمكن ان تخرب البلد بعد عدة أحداث قامت بتسليط الضوء عليها بطريقة مجافية للواقع وفيها تحريض.
-العلاقة مع التيار الوطني الحر إلى أين؟ هل ثمة بوادر لتطوير هذه العلاقة والنجاح في ديمومتها او ان العوائق كبيرة؟
حزب الله متفق مع التيار في السياسة لكن ثمة اختلافات في العمل الداخلي الميداني
الشيخ قاسم: الاتجاه السياسي العام للتيار الوطني الحر متوافق مع الاتجاه السياسي العام لحزب الله في أننا نرى قواعد مشتركة منها العداء لإسرائيل ومنها تأييد المقاومة ومنها رفض تبعية لبنان لأي فريق من الأفرقاء فعمليا بالسياسة نحن متفقون، لكن في العمل الداخلي الميداني حصلت خلافات عديدة منها رئاسة الحكومة واختيار الرئيس ومنها اختيار رئيس الجمهورية ومنها بعض القوانين أدت إلى وجود أزمة في هذه المرحلة السابقة، الآن نحن في حالة نقاش حول مقدمات انتخاب رئيس الجمهورية فلننجز هذه المرحلة ونرى الى اين ستصل، إمكانية التعاون مع التيار الوطني الحر إمكانية موجودة، الخطوط العامة خطوط تسمح، أما حجم التعاون وكيفية بلورته ونتائجه المستقبلية هذا يحتاج الى نقاش للوصول الى نتائج.
-لجمهور الطرفين خاصة على السوشيل ميديا، أحيانا هناك تراشق بين الطرفين نتيجة ما ذكرناه، ماذا تقول لجمهور الطرفين في التيار وفي حزب الله؟
الشيخ قاسم يطالب جمهور الحزب والتيار بالهدوء: الاختلافات موجودة لكنها ليست نهاية الدنيا
الشيخ قاسم: من البداية كان حزب الله لا يرد على الاستفزازات التي يقوم بها بعض مسؤولي التيار وينصح جماعته بأن لا يردوا من اجل ان لا نصعد المشكلة، الآن انا أقول لجمهور الطرفين نحن فريقان لا يمكن أن نكون واحدا لأن هناك الكثير من القضايا التي نختلف فيها في الثقافة في السياسة وبالطريقة وبالحياة بالإدارة وبالقيادة، وهذا يجب أن تأخذوه بعين الاعتبار، نحن فريقان نحاول أن نتفاهم على القواسم المشتركة لا يصح كلما كان هناك اختلاف على نقطة نعتبرها نهاية الدنيا، ونسبب إشكالات وتعليقات وتحريض عليها، لان هذا يعيق التفاهم على المشتركات، موقف القيادة في حزب الله موقف يرغب من الطرفين التهدئة وعدم التسرع بالأحكام وتحمل بعض الأخطاء وبعض الاستفزازات لان الأهم هو ان نبحث عن القواسم المشتركة.
-سؤال أخير، لبنان الى اين في ظل الوضع الاقتصادي السيء والفراغ الرئاسي وغيره من القضاسا؟ هل ثمة ضوء في هذا النفق المظلم الذي ينتظر اللبنانيون الفرج من خلاله؟
المدخل لخروج لبنان من المأزق هو انتخاب رئيس للجمهورية
الشيخ قاسم: قناعتنا انه اذا لم ينتخب رئيس للجمهورية سنبقى في حالة تدهور، لأن انتخاب رئيس للجمهورية، هو اول خطوة على طريق إعادة المؤسسات لفعاليتها وانتظامها ومن ثم تشكيل حكومة كاملة المواصفات، والبداية بنقاش المشاريع الإنقاذية وإدارة البلد بطريقة صحيحة اليوم لدينا تعطيل شبه كامل في البلد، الرئيس غير موجود، الحكومة تصريف اعمال، مجلس النواب يجتمع على القطعة وعلى الحبة، والوضع الاقتصادي في البلد لا يمكن ان ينتعش بظل هذه الظروف، اذا البداية يجب ان نسرع بانتخاب رئيس للجمهورية، وان يخفف بعض الأطراف شروطهم الأنانية التي تؤدي بالبلد الى الهاوية لان الأهم من تحقيق بعض المكتسبات ان يخرج لبنان من هذا المأزق وهذا يتطلب انتخاب الرئيس.
لمشاهدة المقابلة الكاملة
الكاتب: غرفة التحرير