أعدّ الكاتب المتابع لقضايا الدفاع والأمن العالمي، كايل ميزوكامي، مقالاً نشره موقع Popular Mechanics، يتحدث فيه عن صفقة ايرانية روسية، تتزود من خلالها الجمهورية الإسلامية في إيران بطائرات سوخوي – 35 مقابل طائرات دون طيار إيرانية تزودت بها روسيا قبل عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
وبيّن ميزوكامي في هذا المقال الأهمية العسكرية لهذه الطائرات، مبدياً الخشية من أن تكون هذه الصفقة مقدمة لعدد صفقات أخرى، بل وربما تحالف عسكري بين إيران والصين وروسيا.
النص المترجم:
إيران ستحصل قريبا على الدفعة الأولى من أسطول المقاتلات الروسية الجديدة، هي 24 مقاتلة هجومية من طراز سوخوي 35 بالتأكيد التكنولوجيا الأكثر تقدما في روسيا، وسوف تمنح قدرات قوية للقوات الجوية في ايران، التي لم تحصل على مقاتلة واحدة جديدة خلال القرن 21.
هذا هو ضخ كبير للتكنولوجيا الجديدة في واحدة من أقدم القوات الجوية في العالم؛ وقد ذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية، أن إيران ستستلم 24 مقاتلة جديدة من طراز سوخوي 35 الهجومية في الأسابيع المقبلة.
هذه الاتفاقية مع روسيا كشف عنها للمرة الاولى في آذار / مارس 2023، حيث أفادت التقارير أن البلدين يعملان بسرعة لاستكمال الاتفاقية؛ وفقا لموقع Skarmell، وهو موقع هولندي متخصص بالطائرات، وأضاف انه على الأقل منذ أيلول / سبتمبر 2022، تم تدريب الطيارين الإيرانيين على قيادة هذه الطائرات.
قامت روسيا في البداية بتصنيع هذه الطائرة لمصر، لكن تم إلفاء صفقة البيع هذه، بسبب العقوبات الأمريكية التي تستند إلى قانون مكافحة خصوم أمريكا CAATSA في العام 2017. فوفقًا لهذا القانون، يتم معاقبة الدول التي تشارك في مفاوضات مهمة مع قطاعي الدفاع والاستخبارات في روسيا؛ مثل شركة الخطوط الجوية المتحدة، التي تسيطر على الشركات الروسية الشهيرة، MiG وSukhoi وTupolev وYakovlev وشركات طيران أخرى مدرجة في قائمة العقوبات. ونتيجة لذلك، انسحبت مصر من هذه الاتفاقية خوفًا من التعرض للعقوبات.
أما إيران، فهي معترف بها بالفعل كعدو لأمريكا تحت عنوان هذا القانون وتخضع لعقوبات وزارة الخارجية، لذا يمكنها شراء الطائرات دون الخشية من العقوبات.
ماذا يقول الناتو عن هذه الطائرة؟
ويعتبر حلف شمالي الأطلسي – الناتو، أن الطائرة المقاتلة Sukhoi-35 هي أحدث مقاتلة في سلسلة طويلة من المقاتلات الهجومية، وهي أكثر تقدمًا من مقاتلة Sukhoi-27 الأصلية؛ بحيث تتميز الطائرة بقدرتها العالية على المناورة والمفضلة في العروض الجوية، لكنها تفتقر إلى التخفي والابتعاد عن رادار العدو.
سلاح الجو الإيراني
تأسس سلاح الجو الإيراني في العام 1979، وكان وريثًا لقوة مقاتلة كبيرة وقوية بناها شاه إيران المخلوع. كانت هذه القوة انعكاسًا لرغبة الشاه في شراء الكثير من المعدات العسكرية الغربية، بما في ذلك مقاتلات Tiger 2 و F-5E و F-4 و Phantom 2 وحتى مقاتلات F-14 Tomcat؛ والتي أضافت الجمهورية الإسلامية عليها في التسعينيات، عددًا صغيرًا من مقاتلات MiG-29 الروسية وطائرات Su-24 الهجومية.
وفي ظل العقوبات على مدى السنوات الـ 44 الماضية، اضطرت إيران إلى الاعتماد بشكل أو بآخر على نفس أسطول الطائرات؛ لا يزال عدد مخزون هو نفسه على موقع الإحصاء المتخصص Flight International:
1)63 طائرة F-4.
2)35 طائرة F-5.
3)41 طائرة F-14.
لقد تقاعدت معظم هذه الطائرات لفترة طويلة، ولم تؤد العقوبات إلا إلى تفاقم مشاكل إيران في إبقاء الطائرات القديمة تحلق. على الرغم من استمرار الولايات المتحدة في حظر إيران، فقد انتهى الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة على بيع الأسلحة التقليدية إلى البلاد في العام 2020.
أهمية تعزيز القدرات الجوية الإيرانية بـ Su-35
تعتبر إيران نفسها اللاعب السياسي والعسكري الرئيسي في غرب آسيا. كما لديها في هذه المنطقة، قائمة من الأعداء العلنيين، مثل أمريكا وإسرائيل.
وقد أجبر افتقار إيران إلى القوة الجوية التنافسية، على أن تقوم بتعويضها في قطاعات أخرى، بما في ذلك الطائرات دون طيار والصواريخ الباليستية. لكن مقاتلات Sukhoi-35 ستسمح لطهران باستعراض عضلات سلاحها الجوي، خاصة فوق الخليج الفارسي، حيث قد تواجه مقاتلات لدول أخرى.
على سبيل المثال، لجأت موسكو إلى طهران في صيف عام 2022 حيث سعت إلى تجديد طائراتها دون طيار للحرب في أوكرانيا؛ ووفقًا للتقارير، تمتلك روسيا 1700 طائرة إيرانية بدون طيار من مختلف الأنواع. وقد أرسلت طائرات دون طيار انتحارية من شاهد 131 و136 ومهاجر 6، واستخدمها الجيش الروسي لمهاجمة أهداف في المدن الكبرى، وخاصة شبكة الطاقة الأوكرانية.
إيران هي واحدة من الدول القليلة في العالم التي تزود موسكو بطائرات بدون طيار، وروسيا هي أيضًا واحدة من الدول القليلة في العالم التي تزود إيران بأسلحة مثل الطائرات المقاتلة.
هناك مخاوف من قيام البلدين، إلى جانب الصين، بتشكيل تحالف عسكري جديد بشكل تدريجي؛ فهذه الدول الثلاث قد شاركت أيضاً في مناورات بحرية مشتركة في آذار / مارس الماضي. من غير الواضح مدى التعاون المخطط له.
لكن يُذكر أن موسكو طلبت أيضًا صواريخ باليستية وذخائر أخرى، وهو ما لم يحدث بعد. بالطبع، هذا يدل على أن إيران لا تزال قلقة من هذا الأمر، لناحية كيف تنوي روسيا استخدام أسلحتها، وكيف يمكن أن تظهر إيران أمام بقية دول العالم.
إذا سارت عملية بيع هذه الأسلحة بسلاسة، فقد يكون لدى إيران الرغبة في شراء ما لا يقل عن 100 طائرة أخرى من طراز Sukhoi-35، وربما يتعين على روسيا قبول هذه الصفقة لمواصلة هجومها، لذلك ربما لن تكون هذه آخر عملية شراء لإيران للمعدات العسكرية الروسية.
المصدر: Popular Mechanics
الكاتب: غرفة التحرير