شكّل اجتماع القمم العربية ال 47 (32 عادية و 15 طارئة) حتى عام 2023 احباطا عاما لدى الشارع العربي، الذي كان ينتظر ويتطلع في كل اجتماع لها حل العديد من المشاكل والقضايا التي تواجه المواطن من سياسة واقتصاد وثقافة وصحة وغيرها من القضايا التي تلامس اقل القليل من احتياجاتهم، مما دفع الشعوب العربية لفقدان الثقة بها، إلى ان اصبح لا احد يعير لها اهتماماً، نتيجة الصراعات الداخلية والخارجية بين هذه الدول دون الوصول لحلول تساهم في بناء الدول العربية، فقبل وبعد كل قمة تتجدد وتتعمق الخلافات السياسية والغيابات والمناكفات بين رؤساء الدول العربية، حتى اصبحت اجتماعات دورية روتينية هدفها الاجتماع من اجل الاجتماع.
ولعل القضية الفلسطينية والصراع مع كيان الاحتلال من أبرز القضايا والبنود التي لا تخلو اي أجندة منها لأي قمة عربية عُقدت منذ التأسيس، ولعلها من ابرز القضايا التي افقدت ثقة الشارع العربي بجامعة الدول العربية، حيث انها القضية الأم والأهم لكل مسلم وعربي لمكانتها الدينية والتاريخية والجغرافية، وهي الدولة الوحيدة التي لا زالت تقبع تحت الاحتلال وهي قلب الدول العربية، فكان الدعم لا يرتقي لأي اجراء من شأنه تحقيق حرية الفلسطيني والمقدسات الاسلامية، سوى مبادرات وشعارات تكتب بحبر على ورق، لا ترتقي حتى للضغط على المجتمع الدولي ولا كيان الاحتلال لوقف جرائمه ضد الشعب الفلسطيني والمقدسات الاسلامية، او حتى ايجاد حل عادل لإرجاع الارض لأصحابها.
حاولت الولايات المتحدة مرارا وتكرارا الضغط باتجاه ضم (اسرائيل) لجامعة الدول العربية -كخطوة لإنهاء الصراع حسب تطلعاتهم- لكنها فشلت في تحقيق ذلك، والجديد بقمة جدة ال 32 حضور زيلينسكي الرئيس الاوكراني، وإلقائه كلمة أمام الرؤساء العرب، مما يضع علامات استفهام كبيرة وتساؤلات حول سبب الدعوة، والذي قد أحرج عدداً من الدول العربية الحليفة لروسيا، فهل الدعوة في هذا التوقيت لها مغزًى سياسي بحسم امرها والانحياز لطرف الولايات المتحدة الامريكية في حرب روسيا واوكرانيا؟ ام ستكون طرفاً وسيطاً للتدخل للمساهمة في حل المشكلة وهي غير القادرة على حله فالشيء بالشيء يذكر كالقضية الفلسطينية؟
زيلينسكي الذي صرح عدة مرات بانحيازه وتأييده لكيان الاحتلال، والذي اظهر تعاطفه في الحروب على غزة مع الاحتلال، أصبح الان يتحدث باسم السلام والعدالة، كان يجب ألا يستقبل في الدول العربية على اقل تقدير، وليس أن يتحدث في القمة العربية، كما انه مطلوب تفعيل الدور العربي بحل القضايا العربية، والقضية الفلسطينية ومواجهة التعنت الصهيوني في تطبيق القرارات الدولية، كما هو مطلوب دعم الشباب العربي والخبرات والكفاءات وتطلعاته نحو المستقبل الذي أصبح مظلماً، فهذا اقل القليل لكي تحيا القمة العربية في قلوب الشعوب.
تأسست جامعة الدول العربية في 22 مارس عام 1945 من 7 دول عربية تضم كلا من مصر والعراق والاردن ولبنان والسعودية وسوريا واليمن لتنسيق العمل السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي وغيرها من الملفات لتنمية مصالح الدول والشعوب العربية، ومقرها الدائم في القاهرة، وباتت حتى هذا العام تضم كل الدول العربية حتى وصل عدد اعضائها الى 22 دولة، ويتم ذلك بتقديم طلب عضوية من قبل الدولة التي تنطبق عليها شروط العضوية للانضمام ( اللغة الرسمية العربية- مستقلة- موافقة المجلس بالإجماع لانضمامها)، ليتم التصويت على طلب الانضمام بأول جلسة منعقدة، اول امين عام للجامعة عبد الرحمن عزام مصري الجنسية، ويرأسها حاليا منذ عام 2016 احمد ابو الغيط مصري الجنسية أيضاً، تمت الموافقة على تعيين مندوب عام 1952 عن فلسطين، وفي عام 1964 اعترفت الجامعة بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد للشعب الفلسطيني، وفي عام 1976عينت رئيسها ممثلا لفلسطين في الجامعة عضواً كامل العضوية.
هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة رأي الموقع
الكاتب: فادي رمضان