دخلت معركة ثأر الأحرار يومها الخامس وما زالت غرفة العمليات المشتركة تؤدي دورها في الدفاع عن شعبنا بكل حنكة واقتدار، بشهادة العدو قبل الصديق، حيث ان حكومة الاحتلال ارادتها ضربة خاطفة، برد محدود يتم استيعابه، يحصل من خلاله على مكاسب سياسية وعسكرية، لكن مشيئة الله اولا ثم غرفة العمليات المشتركة أرادتها شركاً وقعت فيه حكومة الاحتلال لتذيقه جزءًا مما اعدت له، -وعلى ما يبدو ان السحر انقلب على الساحر-.
هددت دولة الاحتلال بالعودة لسياسة الاغتيالات بعد فشلها في مواجهة المقاومة، واغتالت عدداً من قيادات الصف الاول لسرايا القدس، وعدداً اخر من النساء والاطفال، لكن قيادة الغرفة المشتركة وسرايا القدس استوعبتا تلك الضربة، ولا زالت حاضرة مسطرة اروع آيات البطولة والشرف في ساحة الميدان، من خلال:
ضربة صاروخية أولى على عسقلان بعد 36 ساعة من عملية الاغتيال، معلنة بدء عملية الرد بمعركة اطلقت عليها ثأر الأحرار.
ثم تلاها باليوم التالي ضربة صاروخية متطورة ومركزة على مستوطنة (روحوفوت( جنوب تل الربيع (تل أبيب) ادى لمقتل واصابة عدد من المستوطنين.
وفي اليوم الرابع وأثناء المفاوضات والحديث عن طرح اتفاق هدنة من قبل الوسطاء لمدة 24 ساعة، كان الرد على ذلك بإطلاق صواريخ على مستوطنات المحيطة بالقدس، وهو رد في اشارة الى أننا لا زلنا في بداية المعركة، وان من يتحدث عن الانسانية هم من داسوا عليها بصواريخهم الغادرة بقتلهم للنساء والاطفال، بالإضافة لما تحمله هذه الضربة من مؤشرات سياسية لرمزية هذه المدينة والمستوطنات.
إن هذه الضربات التي فاجأت العدو وما بينها من قصف لغلاف غزة من المستوطنات والمعابر التي يومياً تدك دكا بقذائف الهاون والصواريخ قصيرة المدى، لدليل واضح ان المقاومة تجهزت لمعركة استنزاف للعدو حتى يرضخ لشروط المقاومة، والتي تعتبر شروط ضمن القوانين التي أقرتها حقوق الانسان والمجتمع الدولي، ولهي دليل واضح على فشل سياسة الاغتيالات.
واننا اليوم ونحن على ابواب اليوم السادس من معركة ثأر الأحرار، فإن المشهد لدى الغرفة المشتركة باعتقادي بات كالتالي:
اولاً -اما أن تقبل دولة الاحتلال شروط المقاومة، وبذلك يتم الوصول لاتفاق بالحال موقع يضمنه الوسطاء.
ثانياً- أو ان المقاومة تجهز لضربة مؤلمة ومختلفة عما تم ذكره مسبقا خلال الخمسة أيام من عمر المعركة، وهي تعمل بالليل والنهار لهذه الضربة النوعية، والتي تضمن حق الدماء التي اريقت غدرا، سواءً كانت الضربة من غزة او من احدى الساحات الفلسطينية الأخرى.
ثالثاً- أو ان يتم إطالة مدى المعركة للوصول ليوم بما يسمى (مسيرة الاعلام) لدى دولة الاحتلال يوم الثامن عشر من مايو/آيار، وبذلك تدخل اطراف اخرى إلى المعركة بشكل علني من جبهات مختلفة، مما يصعب على العدو التحكم بالمشهد.
إذا جميع الخيارات مفتوحة لدى المقاومة وهو ما يعطيها تفوق وتميز واضح في التحكم بسير المعركة، مما تضع نتنياهو وحكومته في مأزق وخيارات أحلاها مر، ولن تستطيع الخروج منه الا اذا استجاب لشروط المقاومة في غرفة العمليات المشتركة.
هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة رأي الموقع