السايبر جبهة إضافية في ظل وحدة الساحات

يعدّ العمل السيبراني أحد أوجه الحرب المستمرة بين محور المقاومة وكيان الاحتلال. وعلى الرغم من أنّ المستوى الأمني كان في حالة تأهّب على الجبهات كافة، خشية من إطلاق طائرات مسيّرة وصواريخ أو التعرّض لاختراقات إلكترونية، بالتزامن مع انطلاق فعاليات يوم القدس العالمي، تلقى المجال السيبراني للاحتلال عمليات هي "الأكبر منذ أعوام" بتضرّر أكثر من 60 موقعًا. بما جعل "السايبر جبهة حرب إضافية"، وفق الإعلام العبري، في ظلّ توحّد ساحات المقاومة، خاصة من غزّة والضفة الى لبنان فسوريا.

تحدّثت صحيفة "اسرائيل هيوم" العبرية عن أنّ "هجمات عطلت عدداً من المواقع الإسرائيلية المعروفة" من بينها "يانغو"، ومعهد "ميكوروت القدس" للدراسات السياسية، والمركز الأكاديمي للقانون في "رمات غان" وغيرها، زاعمةً أنه خلال اليومين اللذين شهدا إحياء يوم القدس العالمي، "تم رصد ما يقرب الـ 60 هجوماً للسايبر الإيراني، بينها إسقاط مواقع، وتخريب مواقع إلكترونية".

كذلك ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية يوم الجمعة 14/ 4/2023، أنّ موقع الأنظمة المشغلة لتطبيق صافرات الإنذار في الكيان تعطل بفعل هجوم إلكتروني. بالاضافة الى اختراقات طالت مواقع شركات الكهرباء ومواقع البنوك ومواقع البريد. نسبت مجموعة تسمي نفسها "أنونيموس سودان" لنفسها، وقالت في بيانٍ لها: "سنهاجم اليوم كل شيء في إسرائيل".

ووفقًا للصحيفة فإنّ البنوك المستهدفة، هي: "بريد إسرائيل وبنك لئومي، وبنك ديسكونت ، ومزراحي طفحوت ، وبنك ميركانتيل ، وبنك بينليومي (بنك إسرائيل الدولي الأول) وشركاته التابعة بنك Otzar Ha. -حايل وبنك مسعد". فيما  أعلنت إذاعة جيش الاحتلال عن "انهيار موقع شركة الكهرباء بفعل هجمات السايبر المتواصلة صباح يوم السبت" (15/4/2023).

وفي التاسع من شهر نيسان / ابريل الجاري، أي قبل 5 أيام من يوم القدس، أفادت الصحيفة نفسها عن "هجوم سايبري استهدف أنظمة الري الزراعية الإسرائيلية في المناطق الشمالية وتحديداً في وادي الحولة وغور الأردن مما أدى إلى تعطلها عن العمل".

وفقًا لـ Check Point،(هي مزود أمريكي-إسرائيلي متعدد الجنسيات للبرامج ومنتجات الأجهزة والبرامج المدمجة لأمن تكنولوجيا المعلومات) فإن "نطاق الهجمات وشدتها أكبر مما كان عليه في السنوات السابقة، وفي بعض الحالات تم استخدام أدوات أقوى بكثير من تلك التي شوهدت سابقًا". كما زعمت Check Point أنّ "هذه الهجمات تنسب إلى مجموعة الهاكرز Anonymous Sudan، التي تعمل رسميًا مع مجموعة Killnet الروسية بالإضافة إلى مجموعة روسية أخرى معروفة تسمى UserSec، المجموعات الأخرى هي المجموعة الماليزية والإندونيسية بالإضافة إلى بعض المجموعات الأصغر التي شاركت في الحملة".

تأتي هذه العمليات الالكترونية في وقت يعاني فيه القطاع السيبراني لدى الاحتلال من عطب نتيجة امتناع جنود الاحتياط في هذا المجال عن الخدمة احتجاجًا على التعديلات القضائية التي يريد رئيس حكومة الاحتلال بنييامين نتنياهو وحلفاؤه من اليمين المتطرّف تمريرها بما ينذر بانقلاب على هوية الكيان وتوجهاته. وقد صرّحت وقالت صحيفة  "جيروزاليم بوست" العبرية "إن موقعها كان ضحية لهجوم رفض الخدمة (DoS) ، مما أدى إلى قطع الوصول إلى الموقع مؤقتًا".

الوحدات الاستيطانية في دائرة الاستهداف السيبراني

بالتزامن مع فقد المستوطنين الثقة بمستويات الاحتلال بتأمين الأمن بعد سلسلسة العمليات الفدائية التي ينفذها الشباب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية موقعين الإصابات المباشرة، وبعد مشاهد إطلاق الصواريخ من قطاع غزّة ثمّ من لبنان حيث طالت مستوطنات الشمال في الجليل الأعلى المحتل، أضيفت الاختراقات الالكترونية للوحدات الاستيطانية على عوامل الخوف وانعدام الأمن لدى المستوطنين.

ذلك بعد  أن اخترقت عمليات السايبر برنامج وأجهزة "البيت الذكي" في "تل أبيب". وقد نقلت "القناة 13" العبرية، شهادات المستوطنين الذين قالوا بأنّ اضطرابات شديدة حدثت  في المنظومة الذكية عندما ظهر فجأة شريط فيديو يظهر عمليات فدائية وإطلاق صواريخ على الشاشات الخاصة بهم وفي نهاية الفيديو ظهرت جملة "لا أمان لكم على هذه الأرض". وقال مستوطنون آخرون أنّ "كل الستائر في المنزل كانت تصعد وتنزل بلا توقف كما كانت الكهرباء تقطع وتعود دون توقف لمدة ساعة تقريبًا".

"البيت الذكي"، يعني أن تكون جميع أجهزة المنزل مرتبطة بنظام تحكّم متطوّر عن بُعد، بما فيها الأجهزة الكهربائية والإلكترونية مثل الإضاءة والستائر الكهربائية والتكييف والتلفزيون والنظام الصوتي والكاميرات والأبواب الكهربائية ونظام السرقة والحريق وإنارة المسبح والنوافير وتوفير الطاقة. يمكن ربطه عبر الانترنت بالأجهزة الالكترونية (هاتف، "أي باد"، كومبيوتر) للتحكُّم ومراقبة المنزل من أي مكان في العالم، كجزء من الرفاهية والأمان.