كشف مسؤولون أميركيون معلومات جديدة عن تفاصيل عملية اغتيال قائد قوة القدس اللواء قاسم سليماني، التي حصلت في الثالث من كانون الثاني عام 2020 بقصف مباشر من طائرة أميركية، تعرض له موكبه على طريق مطار بغداد، واستشهد معه نائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، وقالوا إن قوة "دلتا فورس"، شاركت في تنفيذ جريمة الاغتيال، فما هي هذه القوة؟
قوة "دلتا فورس"
تُعد "دلتا فورس" نخبة القوات الخاصة الأميركية، وهي وحدة قتالية تحاط غالبية عملياتها وامكاناتها العسكرية واللوجستية بالسرية التامة، تختص هذه الوحدة بالأساس "بمكافحة الإرهاب"، وإنقاذ الرهائن والتدخل السريع، وإجراء بعثات سرية لحفظ أمن الولايات المتحدة.
تعتمد بشكل أساسي على الاشتباك والانزال الجوي، ويتميز مقاتلوها بالكفاءة العالية.
أسست وحدة "دلتا فورس" أواخر عام 1977 بعد وقوع العديد من الحوادث "الإرهابية" كما يعرّفها الجيش الأميركي، والتي حظيت بمتابعة إعلامية في بداية السبعينيات.
الضابط في القوات الضابط في القوات الخاصة لسلاح المشاة بالجيش الأميركي المعروفة باسم Green berets تشارلي بيكوث، طالب بإنشاء هذه الوحدة، بعد تجربته في حرب فيتنام، حيث طرح فكرة الاستفادة من تجربة القوة العسكرية البريطانية الخاصة المعروفة بـ"الخدمة الجوية الخاصة البريطانية SAS"، ضمن مشروع تبادل الخبرات العسكرية بين واشنطن ولندن، لتطوير "وحدة مكافحة الإرهاب الأميركية".
وكان الهدف من تأسيسها انطلاقا من منظور بيكوث المتركز على إنشاء فرق صغيرة للغاية وقابلة للتكيف ومستقلة، وتتمتع بمجموعة كبيرة من المهارات الخاصة للعمل المباشر وتنفيذ العمليات.
هيكلة الوحدة
تحمل الوحدة رسميا اسم:
The Special Forces Operational Detachment-Delta
واسمها المتداول او الحركي " the Unite"، ويتواجد مقر قيادتها في فورت براغ بولاية كارولينا الشمالية.
تتكون هيكلتها من3 قطاعات هي:
- وحدة العمليات الخاصة بالجيش الأميركي
Operations Command United States Army Special
- وحدة العمليات الخاصة الأميركية
Command United States Special Operations
- وحدة العمليات الخاصة المشتركة Joint Special Operations Command
تنظيميًا تخضع هذه الوحدات لقيادة العمليات الخاصة للجيش الأميركي، فيما يتم التحكم فيها، وتحديد مهامها من قِبَل قيادة وحدة العمليات الخاصة المشتركة، فيما تبقى التفاصيل الخاصة ببعثاتها وعملياتها تقرّر بشكل سري للغاية وغير متاحة للجمهور.
يقدّر عدد أفراد الوحدة 801 ألف فرد، وفق ما ذكر أحد قادتها المتقاعدين إيريك هاني، في كتابه "داخل قوة دلتا".
معظم المجندين في "قوة الدلتا" هم من القوات الخاصة الأميركية الأخرى، وفيما تأتي نسبة صغيرة من فوج "الرينجرز 75" إضافة إلى وحدات أخرى من الجيش.
تدريبات الوحدة المشتركة
تقوم "دلتا فورس" بتدريبات مشتركة مع نظيراتها في تخصصها في العمليات الخاصة في بلدان أخرى، من ضمنها:
- الوحدة الإسرائيلية الخاصة "سيرت متكال" SAYERET MATKAL.
-قوة الخدمة الجوية الخاصة البريطانية SAS
-مجموعة الدرك الوطنية للتدخل السريع بفرنسا GIGN
-القوات الخاصة الألمانية KSK
-القوة الأسترالية SASR
-القوات الخاصة الكندية JTF2
-القوات البولندية وGROM JW
شروط الالتحاق
-يجب على المتقدمين للالتحاق بهذه الوحدة أن يكونوا من الذكور.
-يشترط على عناصرها تعلم اللغة الأجنبية: العربية، الفرنسية، العبرية..
-ان يخضع لتدريبات رياضية وقتالية ولوجستية خاصة لمدة 6 أشهر، لاكتساب القدرة على مواجهة السيناريوهات الخطرة.
تشتمل التدريبات على إجراءات الحماية، وتقنيات التجسس، إجادة الرماية بشكل مطلق ومحترف، إضافة لصناعة المتفجرات ومحاكاة إنقاذ الرهائن والاشتباك مع الخصم في الطائرات المخطوفة والمباني بالذخيرة الحيّة، حتى عند لعب زملائهم في الفريق دور الرهائن؛ فيما يتم تدريب قوات متخصصة داخل "فورس دلتا" على سيناريوهات حرة: كالقفز بالمظلات على ارتفاعات منخفضة، والغوص في أعماق المياه مع جهاز غطس.
أشهر العمليات
نفّذت "وحدة دلتا" أو شاركت في تنفيذ عدد من العمليات العسكرية الخاصة في عدة بلدان من العالم، وقد مُني بعضها بالفشل ونجح البعض الآخر، وقد شاركت الوحدة في العمليات التالية:
-عملية "مخلب النسر" عام 1980، التي قامت بها لتحرير رهائن أميركيين في السفارة الأميركية بطهران، وقد مُنيَت بفشلٍ كبير.
-عملية مقديشو بهدف اعتقال الجنرال محمد فرح عيديد عام 1993، لكنها فشلت فشل ذريع بعد مقتل 18 من قواتها وجرح 73 آخرين، واعتقال واحد.
-الغزو الأميركي لغرينادا عام 1983.
-غزو بنما عام 1989، واعتقال رئيسها مانويل نورييغا.
-تقديم المساعدة للقوات الكولومبية في اعتقال تاجر المخدرات الكولومبي بابلو إسكوبار عام 1993.
-عملية "عاصفة الصحراء" لإخراج القوات العراقية من الكويت عام 1991.
-غزو أفغانستان عام 2001، وتنفيذ عملية "تورا بورا" في العام نفسه.
-عملية "الفجر الأحمر" في 2003 للقبض على الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وتولت عملية إطلاق سراح المقاول الأميركي روي هيلمز يوم 7أيلول 2005 في العراق، بعد 311 يومًا من اختطافه.
الكاتب: غرفة التحرير