"كان على رأس العمل التربوي والدعوي والتنظيمي لسنوات طويلة؛ لكنه كان يتطلع إلى ما هو أعظم، وهو المقاومة والجهاد، فتحرك بنفسه ليتقدم صفوف المقاومين في أصعب المراحل؛ وهو الأسير المحرر والمبعد العائد والمطارد الصامد ثم الختام بالشهيد القائد"، بهذه الكلمات تذكر حركة المقاومة الإسلامية حماس، ملامحاً من سيرة أحد أبرز قادة جناحها العسكري كتائب القسّام في الضفة الغربية المحتلّة، وهو القائد يوسف السركجي.
سيرة القائد السركجي
_ من مواليد نابلس في العام 1961.
_ بدأ نشاطه من خلال العمل في المساجد.
_ اعتقل مرات عديدة في سجون الاحتلال بسبب نشاطاته.
_ كان من بين المبعدين الى مرج الزهور في لبنان عام 1992 مع 417 من قادة وكوادر الفصائل الفلسطينية.
_ وعندما عاد الى فلسطين المحتلّة، اعتقل في سجن "عسقلان" عام 1995 حيث عانى من المرض أثناء التحقيق ووصل لدرجة أقرب الى الفشل الكلوي فاضطر الاحتلال الى إطلاق سراحه، لكنّه أبعده من الضفة الى قطاع غزّة.
_ بعد أيام ألغي قرار الإبعاد، وعاد القائد السركجي إلى نابلس ليواصل قيادة العمل العسكري فشارك في التجهيز للعديد من العمليات الاستشهادية النوعية، أبرزها عمليتا سوق "محنيه يهودا"، وشارع "بن يهودا" في القدس المحتلّة. وأسس خلية عسكرية عرفت بـ " شهداء من أجل الأسرى".
_ اعتقل في سجون السلطة الفلسطينية أكثر من مرة منذ العام 1997 على خلفية تخطيته للعمليات العسكرية، فقضى ما مجموعه ثلاث سنوات ونصف، وخلالها تدهورت صحّته بسبب التعذيب خلال التحقيقات.
_ خرج القائد السركجي من السجن مطلع انتفاضة الأقصى عام 2000، وقد أشرف على تجهيز مهندسي كتائب القسّام للعديد من العمليات الاستشهادية التي طالت عمق الكيان في تلك الفترة، على الرغم من كونه مطارداً من قوات الاحتلال.
_ رافق الشهيد القائد محمود أبو هنود وعمل معه في التخطيط، وكذلك مع القائد الشهيد عادل عوض الله لوضع أسس كتائب القسّام في الضفة.
الشهادة
في الساعة الثالثة من فجر الثاني والعشرين من شهر كانون الثاني / يناير عام 2002 كانت نابلس على موعد مع مجزرة تضاف إلى سلسلة جرائم الاحتلال، اذ تسللت مجموعة من الوحدات الخاصة لجيش الاحتلال إلى نابلس وحاصرت شقة سكنية في "الجبل الشمالي" من أجل الوصول الى القائد السركجي والى جانبه قادة من كتائب القسّام هم نسيم أبو الروس، وجاسر سمارو، وكريم مفارجة. وعزّز الجيش قواته بدبابات وناقلات جند.
بدأت قوات الاحتلال بإطلاق القذائف الحارقة داخل الشقة تمهيداً لاقتحامها. ومن ثمّ كثّفت من إطلاق النار للتأكد من اغتيال القادة. وقد زعم الاحتلال انه "دمّر هيئة أركان حماس في الضفة". لكن في الذكرى العشرين على استشهاد القائد السرجكي قال عضو المكتب السياسي للحركة حسام بدران إنه "أورث الضفة الغربية المحتلة فكر الثورة والمقاومة وترك لها تاريخاً يشكل لها دافعا وحافزاً مستمرا لمواصلة المقاومة ومواجهة الاحتلال بكل السبل المتاحة حتى التحرير والعودة".
الكاتب: غرفة التحرير