في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أعلن الرئيس الاذربيجاني، الهام علييف، ان بلاده "اتخذت قراراً بفتح سفارة لدى إسرائيل"، للمرة الأولى، على الرغم من التعاون المكثّف بين الطرفين منذ عام 1992. وتأتي هذه الخطوة، في الوقت الذي تتزايد فيه حدة الخلافات بين أذربيجان وإيران على خلفية تورط الأخيرة في توفير الجو الملائم للنشاطات الإسرائيلية على الحدود بينهما، إضافة للتعاون الاستخباري وتهريب السلاح إلى الداخل الإيراني لتجنيد مثيري الشغب في الأحداث الأخيرة التي تشهدها طهران.
ويرى مركز الامن القومي الإسرائيلي INSS، انه "يمكن فهم افتتاح السفارة على خلفية نتائج حرب ناغورنو كاراباخ الثانية في عام 2020، واتفاقات أبراهام، والتوتر المتزايد بين إيران وأذربيجان". ويشير إلى ان العلاقة استمرت بين كيان الاحتلال وأذربيجان، على الرغم من توتر المنطقة على أكثر من صعيد، بما في ذلك تدهور العلاقات بين إسرائيل وتركيا، وهي حليف مهم لأذربيجان... ان قرار باكو يأتي على خلفية التوتر المتزايد بين أذربيجان وإيران. حيث ترى الأخيرة إن توثيق العلاقات بين إسرائيل وأذربيجان يمنح إسرائيل فرصة لتوسيع وجودها ونفوذها في مجالات الأمن والاستخبارات، بما في ذلك استخدام الأراضي في أذربيجان للنشاط الإسرائيلي ضد أهداف في إيران".
في الواقع، أدت نتيجة حرب ناغورنو كاراباخ الثانية إلى زيادة التوترات بين إيران وأذربيجان لأنها وسعت حدودهما المشتركة. كما أن لدى باكو تحفظات على السياسة الإيرانية، لا سيما بعد افتتاح القنصلية الإيرانية في أكتوبر من هذا العام في كابان، وهي بلدة تقع في أقصى جنوب أرمينيا. واعتبرت التدريبات العسكرية الإيرانية الأخيرة على طول الحدود مع أذربيجان رسالة تهديد لباكو. حيث جاءت المناورة في أعقاب التدريبات التي أجريت العام الماضي، والتي نفذت للمرة الأولى، على طول حدودهما المشتركة.
ويتطرق مركز الأمن القومي الإسرائيلي على مدى العلاقات بين الطرفين: "منذ سنوات، كانت المكونات الرئيسية للعلاقات بين إسرائيل وأذربيجان هي استيراد النفط من أذربيجان (حوالي 40% من واردات إسرائيل النفطية) والتصدير من الصناعات الدفاعية الإسرائيلية إلى أذربيجان، فضلاً عن تعاونهما في المسائل الاستخباراتية. في الآونة الأخيرة، مع الحرب في أوكرانيا، بدأت أذربيجان في تصدير الحبوب إلى إسرائيل، بينما تعمل شركة إسرائيلية في محطة تحلية المياه في بحر قزوين. بالإضافة إلى ذلك، قبل تفشي وباء COVID-19، سافر حوالي 50000 سائح إسرائيلي إلى أذربيجان كل عام، وتأمل باكو أن يزداد هذا العدد. كخطوة أولية لفتح السفارة في إسرائيل، افتتحت باكو في عام 2021 مكتبًا تجاريًا في إسرائيل، مما يشير إلى نيتها توسيع التعاون الاقتصادي بين البلدين. في عام 2020، بلغ حجم التجارة المدنية بين إسرائيل وأذربيجان (باستثناء النفط) حوالي 200 مليون دولار.
إن دعم العلاقات بين إسرائيل وأذربيجان يتجاوز الخطوط الحزبية في إسرائيل. بنيامين نتنياهو، المتوقع أن يصبح رئيس الوزراء المقبل، زار أذربيجان مرتين كرئيس وزراء إسرائيل في عامي 1997 و2016. زيارته في عام 2016 لا تنسى، -على حد تعبير المركز- حيث قال الرئيس علييف في ذلك الوقت أن أذربيجان اشترت حتى الآن أنظمة عسكرية من إسرائيل بقيمة 5 مليارات دولار.
الكاتب: غرفة التحرير